التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

تفسير إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللّه

الإسم:  14439636051351.gif  المشاهدات: 884  الحجم:  106.0 كيلوبايت

تفسير قوله تعالى
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ
لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ)

__________________________________________

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
☻لا يزال الصراع بين الحق والباطل وبين الإيمان والكفر قائما حتى يأذن الله بقيام الساعة، ولا يزال أهل الكفر والباطل يمكرون ويكيدون ويقتلون ويغتصبون وينهبون ويحرقون ويسفكون ويذبحون ويخربون ويعيثون فسادا في بلاد المسلمين ، جرائم وجراحات هنا وهناك تدمي لها القلوب وتدمع لها العيون، وتتفطر لها الأفئدة، فمن الشرق إلى الغرب ، تسمع صرخات الثكالى وأنين الأطفال والعجائز والشيوخ واليتامى،

الإسم:  14439651341395.gif  المشاهدات: 3114  الحجم:  27.8 كيلوبايت
☻فالآهات والآلام متجددة وأفعال الكفرة في المسلمين متشابهة، في أفغانستان وفي العراق وفي فلسطين وفي الشيشان وفي بورما وفي الاحواز وفي سوريا…،وتجد الكفرة والمنافقين يجتمعون مع اختلافهم ضد أهل الإيمان، يمزقون أجسادهم ويتأمرون عليهم، ويسعون للقضاء عليهم. وتجد بعض من ينتسب الإسلام لا يبالي بما يجري من حوله ، ولا يهمه أمر المسلمين، إنما تهمه نفسه وشهواته، ولا يقدم لإخوانه حتى ولو دعوة في ظهر الغيب

الإسم:  14439651341395.gif  المشاهدات: 3114  الحجم:  27.8 كيلوبايت
– قال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)

قال ابن كثير سبب نزول الآية:
-قال محمد بن إسحاق : حدثني الزهري ، ومحمد بن يحيى بن حبان ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعيد بن معاذ ،

– قالوا : لما أصيبت قريش يوم بدر ، ورجع فلهم إلى مكة ، ورجع أبو سفيان بعيره ، مشى عبد الله بن أبي ربيعة ، وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية ، في رجال من قريش أصيب آباؤهم ، وأبناؤهم وإخوانهم ببدر ، فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة ، فقالوا : يا معشر قريش ، إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم ، فأعينونا بهذا المال على حربه ، لعلنا أن ندرك منه ثأرا بمن أصيب منا ! ففعلوا . قال : ففيهم – كما ذكر عن ابن عباس – أنزل الله – عز وجل – : ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم [ ليصدوا عن سبيل الله ] ) إلى قوله : ( والذين كفروا إلى جهنم يحشرون )
وهكذا روي عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ، والحكم بن عتيبة ، وقتادة ، والسدي ، وابن أبزى : أنها نزلت في أبي سفيان ونفقته الأموال في أحد لقتال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – .

-وقال الضحاك : نزلت في أهل بدر .
-وعلى كل تقدير ، فهي عامة . وإن كان سبب نزولها خاصا ،
– فقد أخبر تعالى أن الكفار ينفقون أموالهم ليصدوا عن اتباع طريق الحق ، فسيفعلون ذلك ، ثم تذهب أموالهم ، ( ثم تكون عليهم حسرة ) أي : ندامة ؛ حيث لم تجد شيئا ؛

لأنهم أرادوا إطفاء نور الله وظهور كلمتهم على كلمة الحق ، والله متم نوره ولو كره الكافرون ، وناصر دينه ، ومعلن كلمته ، ومظهر دينه على كل دين .

– فهذا الخزي لهم في الدنيا ، ولهم في الآخرة عذاب النار ، فمن عاش منهم ، رأى بعينه وسمع بأذنه ما يسوءه ، ومن قتل منهم أو مات ، فإلى الخزي الأبدي والعذاب السرمدي ؛

-ولهذا قال : ( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون )
الإسم:  14439651341395.gif  المشاهدات: 3114  الحجم:  27.8 كيلوبايت
ومن أسباب نزولهاأيضاُ: قال الطبرى
-حدثنا ابن حميد قال: حدثنا يعقوب القمي, عن جعفر, عن سعيد بن جبير
في قوله: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم " الآية، " والذين كفروا إلى جهنم يحشرون "، قال:

-نـزلت في أبي سفيان بن حرب. استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش من بني كنانة, فقاتل بهم النبيَّ صلى الله عليه وسلم
-.قال، أخبرنا أبي عن خطاب بن عثمان العصفري, عن الحكم بن عتيبة:
– " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله "، قال: نـزلت في أبي سفيان. أنفق على المشركين يوم أحد أربعين أوقية من ذهب, وكانت الأوقية يومئذ اثنين وأربعين مثقالا.
الإسم:  14439651341395.gif  المشاهدات: 3114  الحجم:  27.8 كيلوبايت
وفى تفسير ابن عاشور

– لما ذُكر صدهم المسلمين عن المسجد الحرام الموجب لتعذيبهم ، عُقب بذكر محاولتهم استيصال المسلمين وصدهم عن الإسلام وهو المعني ب { سبيل الله } وجعلت الجملة مستأنفة ، غير معطوفة ، اهتماماً بها أي أنهم ينفقون أموالهم وهي أعز الأشياء عليهم للصد عن الإسلام ،
– وأتى بصيغة المضارع في { ينفقون } للإشارة إلى أن ذلك دأبهم وأن الإنفاق مستمر لإعداد العُدد لغزو المسلمين ،
-فإنفاقهم حصل في الماضي ويحصل في الحال والاستقبال ، وأشعرت لام التعليل بأن الإنفاق مستمر لأنه منوط بعلة ملازمة لنفوسهم وهي بغض الإسلام وصدهم الناس عنه .

-وهذا الإنفاق : أنهم كانوا يطعمون جيشهم يوم بدر اللحم كل يوم ، وكان المطعمون اثني عشر رجلاً وهم أبو جهل ، وأمية بن خلف ، والعباس بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة ، والحارث بن عامر بن نوفل ، وطعمية بن عدي بن نوفل ، وأبو البَخْترِي والعاصي بن هاشم ، وحكيم بن حزام ، والنضر بن الحارث ، ونُبَيْه بنُ حجاج السهمي ، وأخوه مُنَبه ، وسهيل بن عَمرو العامري ، كانوا يطعمون في كل يوم عشر جزائر . وهذا الإنفاق وقع يوم بدر ، وقد مضى
-، فالتعبير عنه بصيغة المضارع لاستحضار حالة الإنفاق وأنها حالة عجيبة في وفرة النفقات .

-والفاء في { فسينفقونها } تفريع على العلة لأنهم لما كان الإنفاق دأبهم لتلك العلة المذكورة ، كان مما يتفرع على ذلك تكرر هذا الانفاق في المستقبل

-أي ستكون لهم شدائد من بأس المسلمين تضطرهم إلى تكرير الانفاق على الجيوش لدفاع قوة المسلمين .

و { ثم } للتراخي الحقيقي والرتبي ، أي وبعد ذلك تكون تلك الأموال التي ينفقونها حسرة عليهم
– والحسرة شدة الندامة والتلهفُ على ما فات ، وأسندت الحسرة إلى الأموال لأنها سبب الحسرة بإنفاقها . ثم إن الإخبار عنها بنفس الحسرة مبالغة مثل الإخبار بالمصادر ، لأن الأموال سبب التَحَسر لا سبب الحسرة نفسها .

-وهذا إنذار بأنهم لا يحصلون من إنفاقهم على طائِل فيما أنفقوا لأجله ، لأن المنفق إنما يتحسر ويندم إذا لم يحصُل له المقصود من إنفاقه .
-ومعنى ذلك أنهم ينفقون ليغلبوا فلا يغلِبون.
-فقد أنفقوا بعد ذلك على الجيش يومَ أُحُد : استأجر أبو سفيان ألفين من الأحابيش لقتال المسلمين يوم أُحُد . والأحابيش : فِرَق من كنانة تجمعت من أفذاذ شتى وحالفوا قريشاً وسكنوا حول مكة سمّو أحابيش جمع أحبوش وهو الجماعة أي الجماعات فكان ما أحرزوه من النصر كِفاءً لنصر يوم بدر ، بل كان نصر يوم بدر أعظمَ .

-ولذلك اقتنع أبو سيفيان يوم أُحُد أن يقول «يوم بيوم بدر والحرب سجال» وكان يحسب أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قُتل وأن أبا بكر وعمر قتلا فخاب في حسابه ، ثم أنفقوا على الأحزاب حين هاجموا المدينة ثم انصرفوا بلا طائِل ، فكان إنفاقهم حسرة عليهم .

-وقوله : { ثم يُغلبون } ارتقاء في الإنذار بخيبتهم وخذلانهم ، فإنهم بعد أن لم يحصلوا من إنفاقهم على طائِل تُوعدوا بأنهم سيغلبهم المسلمون بعد أن غلبوهم أيضاً يومَ بدر ، وهو إنذار لهم بغلب فتح مكة وانقطاعِ دابر أمرهم ، وهذا كالإنذار في قوله : { قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد } [ آل عمران : 12 ]

الإسم:  14439651341395.gif  المشاهدات: 3114  الحجم:  27.8 كيلوبايت

– يقول سيد قطب فى الظلال فى تفسير الآية:
-وليس هذا الذي حدث قبل بدر وبعدها إلا نموذجاً من الأسلوب التقليدي لأعداء هذا الدين.
إنهم ينفقون أموالهم، ويبذلون جهودهم، ويستنفدون كيدهم، في الصد عن سبيل الله، وفي إقامة العقبات في وجه هذا الدين. وفي حرب العصبة المسلمة في كل أرض وفي كل حين..
– إن المعركة لن تكف. وأعداء هذا الدين لن يدعوه في راحة. ولن يتركوا أولياء هذا الدين في أمن. وسبيل هذا الدين هو أن يتحرك ليهاجم الجاهلية، وسبيل أوليائه أن يتحركوا لتحطيم قدرة الجاهلية على العدوان؛ ثم لإعلاء راية الله حتى لا يجرؤ عليها الطاغوت.
– والله- سبحانه- ينذر الكفار الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله بأنها ستعود عليهم بالحسرة.. إنهم سينفقونها لتضيع في النهاية، وليغلبوا هم وينتصر الحق في هذه الدنيا. وسيحشرون في الآخرة إلى جهنم، فتتم الحسرة الكبرى.. ذلك..

الإسم:  14439651341395.gif  المشاهدات: 3114  الحجم:  27.8 كيلوبايت

_ ومن الأمثلة المعاصرة ل [يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ]

الحرب على أفغانستان والعراق:
فى مقالة لاسماعيل ممدوح:


وتأتي هذه الأموال إضافة إلى نحو 130 مليار دولار وافق عليها الكونغرس من قبل لأفغانستان والعراق لهذا العام. ومن المهم الإشارة إلى أن الكونغرس خصص أكثر من تريليون دولار للحربين منذ عام 2022.
تسع سنوات مرت على العدوان الأمريكي على أفغانستان قتل فيها بحسب التقارير الأمريكية الرسمية ألف جندي أمريكي بخلاف غير المعلن والخسائر المادية التي لا تتوقف ومع ذلك الدعم المادي لا يتوقف.

الواقع يكشف أن العدوان على أفغانستان لم يكن حرباً كما قيل منذ تسع سنوات للرد على حادثة 11 سبتمبر التي ثبت أن الأفغان لا يد لهم فيها مطلقاً ولكنها كانت حرباً عقدية وإستراتيجية للغرب المسيحي ضد تلك الأرض والشعب المسلم، فهي حرب لتحقيق انتصار للمشروع الغربي العدواني المسلح بأحدث أنواع الأسلحة لإظهار التفوق الغربي على أي مشروع إسلامي وتركيع وإذلال أي محاولة للمسلمين للتحرر من التبعية الغربية.

الحقيقة أن المسلم عندما يقف أمام إنفاق أمريكا الصليبية مئات المليارات في حربها ضد الأفغان الفقراء البسطاء الأغنياء الأقوياء بتمسكهم بدينهم ثم يرى الخسران والهزيمة للأمريكان والغرب الصليبي على أرض أفغانستان يقول أن آيات من القرآن تنطق في أفغانستان خاصة عندما يقف مع قول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأنفال.

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ الآيات [الأنفال:36-37].

الإسم:  14439651341395.gif  المشاهدات: 3114  الحجم:  27.8 كيلوبايت

2
-الحرب على ما يسمونه داعش:
فى مقاله لمحمد اسعد بيوض التميمي:


في تاريخ 17/9/2015 وفي جلسة أمام مجلس الكونغرس صرح الجنرال ديمبسي رئيس هيئة اركان القوات الامريكية المشتركة وقائد الحلف الصليبي الجديد(بأن العالم يُواجه خطرلم يعرف له مثيل من قبل)

فالدولة الاسلامية لديها مشروع يُهدد مصالح الغرب في المنطقة والعالم ويُهدد المصالح الامريكية تهديداً مباشراً

والدولة الاسلامية تريد إعادة الخلافة واقامة دولة اسلامية وهذه الدولة لا تعترف بالحدود التي رُسمت بموجب اتفاقية سايكس بيكو بعد الحرب العالمية وتريد اعادة حدود الدولة الاسلامية وتوحيد بلاد الشام التاريخية

وقام باستعراض خارطة العالم الاسلامي في عهد الخلافة الاسلامية الاموية والعباسية والعثمانية,
وأضاف قائلاً علينا أن نعمل فوراً على اعادة حدود سايكس بيكو بين العراق والشام كما كانت وذلك بالقضاء على الدولة الاسلامية,
وقال أيضاً علينا أن نعمل مع حلفائنا من أهل السنة برفع الشرعية الدينية عنها,وعلينا أن نعمل على هزيمتها فكريا قبل الهزيمة العسكرية بتشويهها عند حاضنتها الشعبية من أهل السُنة.
ونفس الشيء قال وزير الدفاع الامريكي هيغل في نفس الجلسة.
ففي هذا السياق بدأ من ينتسبون للعلم الشرعي من أتباع الشيطان والسلطان الموالين لليهودية والصليبية العالمية بالمُسارعة في اصدارالفتاوي ضد الدولة الاسلامية وشيطنتها وإعلان كُفرها والتحريض عليها,حتى أن أحدهم أفتى بأن اتباع الدولة الاسلامية أكفرمن اليهود والنصارى والبوذيين والشيوعيين وكل الملحدين,وأن دمائهم وأموالهم مُباحة وقتالهم من أوجب الواجبات.

الإسم:  14439651341395.gif  المشاهدات: 3114  الحجم:  27.8 كيلوبايت
اخوتى :بعد اعداد العدة المادية..

فقد قال تعالى :
{.وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ }

– لزامًا أن يعلم المسلمون بل من أوجب الواجبات في زمن الكوارث والملمات، رفع اليدين بالدعاء لله رب الأرض والسماء، الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، ويكشف كربة المكروب إذا ناجاه، ويزيل الغم ويذهب الغم،

– روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لمَّا كان يوم بدر نظر النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف، ونظر إلى المشركين، فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي – صلى الله عليه وسلم – القبلة، وعليه رداؤه وإزاره، ثمَّ قال: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدًا " قال عمر: فما زال يستغيث ربَّه ويدعوه، حتَّى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر الصديق فأخذ رداءه فردَّاه، ثمَّ التزمه من ورائه ثمَّ قال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنَّه منجز لك ما وعدك " أ رواه مسلم وأصله في البخاري.

-يقول القاضي ابن شدَّاد: "وكان صلاح الدين إذا سمع أنَّ العدو قد داهم المسلمين خرَّ إلى الأرض ساجدًا لله، داعيًا بهذا الدعاء: اللهم قد انقطعت أسبابي الأرضية في نصرة دينك، ولم يبق إلا الإخلاد إليك، والاعتصام بحبلك، والاعتماد على فضلك، أنت حسبي ونعم الوكيل" ويقول: "ورأيته ساجدًا ودموعه تتقاطر على شيبته ثمَّ على سجَّادته، ولا أسمع ما يقول، ولم ينقض ذلك اليوم إلاّ ويأتيه أخبار النصر على الأعداء، وكان أبدًا يقصد بوقفاته الجمع، سيما أوقات صلاة الجمعة تبركًا بدعاء الخطباء على المنابر، فربما كانت أقرب إلى الاستجابة".

وهذا بطل آخر من أبطال وقادة المسلمين يضرب أعلى عناوين الانكسار والتذلل بين يدي الله والخضوع له، المظفر قطز فها هو في معركة عين جالوت سنة (658)هـ. وهو يحمِّس المجاهدين يصيح وا إسلاماه، وا إسلاماه، ويسجد ويعفِّر وجهه في التراب ويقول: يا الله انصر عبدك قطز، يقول ابن كثير في البداية والنهاية (13/188) يصف القائد قطز: "ولمَّا رأى عصائب التتار، قال للأمراء والجيوش: لا تقاتلوهم حتَّى تزول الشمس وتفيء الظلال وتهب الرياح، ويدعو لنا الخطباء في صلاتهم". واستجاب الله دعاءه وهزم المغول ووقعوا بين يديه ما بين قتيل وجريح وأسير، بل وقع بين يديه قائد المغول فقتله تنكيلاً به، جزاء إجرامه في قتل المسلمين.

والامثال كثيرة والله المستعان وعليه التكلان والحمد لله رب العالمين
=====================
-تفسير ابن كثير
-تفسير الطبرى
-تفسير : التحرير والتنوير"لابن عاشور .
-الظلال سيد قطب
-الدعاء وأثره في تحقيق النصر
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
-مقلات فى موقع طريق الاسلام
-جريدة اللو
اء الدولية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.