المدثر: 1: 5
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى
{
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}المدثر: 1: 5
هذه الآيات هي مبدأ رسالته صلى الله عليه وسلم وهي متأخرة عن النبوة بمقدار فترة الوحى.
وتشتمل على نوعين من التكليف
وتشتمل على نوعين من التكليف
النوع الأول: تكليفه صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والتحذير،
وذلك في قوله تعالى: {قُمْ فَأَنذِرْ}
فإن معناه: حذر الناس من عذاب الله إن لم يرجعوا عما هم فيه من الغى والضلال وعبادة غير الله المتعال،
والإشراك به في الذات والصفات والحقوق و الأفعال.
النوع الثاني: تكليفه صلى الله عليه وسلم بتطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى على ذاته،
والالتزام بها في نفسه؛ ليحرز بذلك مرضاة الله ،
ويصير أسوة حسنة لمن آمن بالله
والالتزام بها في نفسه؛ ليحرز بذلك مرضاة الله ،
ويصير أسوة حسنة لمن آمن بالله
فقوله: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}
معناه: خصه بالتعظيم، ولا تشرك به في ذلك أحدًا.
معناه: خصه بالتعظيم، ولا تشرك به في ذلك أحدًا.
وقوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}
المقصود الظاهر منه: تطهير الثياب والجسد.
المقصود الظاهر منه: تطهير الثياب والجسد.
وقولــه: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}
معناه: ابتعد عن أسباب سخط الله وعذابه، وذلك بالتزام طاعته وترك معصيته.
معناه: ابتعد عن أسباب سخط الله وعذابه، وذلك بالتزام طاعته وترك معصيته.
وقوله: {وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ}
أي: لا تحسن إحسانًا تريد أجره من الناس أو تريد له جزاء أفضل في هذه الدنيا.
حين يفارقهم في الدين ويقوم بدعوتهم إلى الله وحده وبتحذيرهم من عذابه وبطشه
فقال: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}
أي: لا تحسن إحسانًا تريد أجره من الناس أو تريد له جزاء أفضل في هذه الدنيا.
أما
الآية الأخيرة ففيها تنبيه على ما يلحقه من أذى قومهحين يفارقهم في الدين ويقوم بدعوتهم إلى الله وحده وبتحذيرهم من عذابه وبطشه
فقال: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}
ثم إن مطلع الآيات تضمنت النداء العلوى ـ في صوت الكبير المتعال ـ بانتداب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر الجلل،
وانتزاعه من النوم والتدثر والدفء إلى الجهاد والكفاح والمشقة:
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ}
كأنه قيل: إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحًا، أما أنت الذي تحمل هذا العبء الكبير فما لك والنوم؟
وما لك والراحة؟ وما لك والفراش الدافئ؟ والعيش الهادئ؟ والمتاع المريح!
قم للأمر العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ لك، قم للجهد والنصب، والكد والتعب،
قم فقد مضى وقت النوم والراحة، وما عاد منذ اليوم إلا السهر المتواصل، والجهاد الطويل الشاق،
قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد.
وانتزاعه من النوم والتدثر والدفء إلى الجهاد والكفاح والمشقة:
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ}
كأنه قيل: إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحًا، أما أنت الذي تحمل هذا العبء الكبير فما لك والنوم؟
وما لك والراحة؟ وما لك والفراش الدافئ؟ والعيش الهادئ؟ والمتاع المريح!
قم للأمر العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ لك، قم للجهد والنصب، والكد والتعب،
قم فقد مضى وقت النوم والراحة، وما عاد منذ اليوم إلا السهر المتواصل، والجهاد الطويل الشاق،
قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد.
إنها كلمة عظيمة رهيبة تنزعه صلى الله عليه وسلم من دفء الفراش في البيت الهادئ
والحضن الدافئ، لتدفع به في الخضم، بين الزعازع والأنواء،
وبين الشد والجذب في ضمائر الناس وفي واقع الحياة سواء.
والحضن الدافئ، لتدفع به في الخضم، بين الزعازع والأنواء،
وبين الشد والجذب في ضمائر الناس وفي واقع الحياة سواء.
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فظل قائمًا بعدها أكثر من عشرين عامًا؛
لم يسترح ولم يسكن، ولم يعـش لنفسه ولا لأهله.
قام وظل قائمًا على دعوة الله ، يحمل على عاتقه العبء الثقيل الباهظ ولا ينوء به، عبء الأمانة الكبرى في هذه الأرض،
عبء البشرية كلها، عبء العقيدة كلها، وعبء الكفاح والجهاد في ميادين شتى
عبء البشرية كلها، عبء العقيدة كلها، وعبء الكفاح والجهاد في ميادين شتى
عاش في المعركة الدائبة المستمرة أكثر من عشرين عامًا؛ لا يلهيه شأن عن شأن في خلال هذا الأمد
منذ أن سمع النداء العلوى الجليل، وتلقى منه التكليف الرهيب...
منذ أن سمع النداء العلوى الجليل، وتلقى منه التكليف الرهيب...
جزاه الله عنا وعن البشرية كلها خير الجزاء.