أيتها الزهرة المتفتحة، والبر عمة الصغيرة، لقد أصبحت الآن في عمر الزهور، وبدأ فجر الربيع يشرق بالنور ليضيء بستانك…
وأنا زهرة من بستان المحبة.. في جنة الدنيا أرسل لك عبق الأزهار الزكي الذي يجعلك زهرة مميزة في دنيا الأزهار…فاستمعي لي وأنصتي:
*اجعلي قطرات نداك تنزل على قلب المصاب والمحزون والكئيب فتملئها فرحاً وسرورا.
*تنفسي النسيم الذي يسكب في قلبك الطمأنينة والراحة ، واعلمي أن الزهر إن لم يسقى بالماء الصافي والمطر الدافئ يموت
فاسقي زهرتك بكتاب الله تعالى الشافي وبنبع السنة الصافي لتنتعش وتنمو.
*انشري أريجك العطر على الزهر من حولك بالخير والنفع والبذل والعطاء.
*اسبحي في بحر التفكر في آيات الله من حولك فأنت في أجمل البساتين.
*انزلي إلى الغدير العذب وتأملي في بديع جمالك، واشكري خالق الجمال، واحذري السقوط في الغدير فإن الزهر إذا سقط في الماء مات.
*انتبهي جيداً لرياح فدعيها ترسل الدلال والرقة فقط واحذري منها فربما توقعك في الوحل والطين.
*اصمدي في العاصفة القاصفة واثبتي بكل فخر واعتزاز بين الزهور ،لتثبتي لهم أنك قادرة على مواجهة جميع رياح الفتن والشهوات.
*إن ثمارك الزكية نادرة،لا توجد إلا عند قليل من الزهور، فجودي بثمارك الشهية،
لتطعمي أصحاب القلوب الفارغة المنخدعة بالشهوات، والتائهة في الملذات، فا نقذيها بالدعوة إلى الله تعالى.
*قابلي جميع ما يلقى عليك من الرمال والحصى، بالصفح والعفو، واعلمي أن شذاك لا يستغني عنه أحد،
فلا تبخلي ببسمتك الحانية المتفائلة، فهذا هو خلق الزهور.
*إن الزهر والورد يعرف بطيب الرائحة وبحسن اللون والمظهر، وبرقة الشكل والطبع،
وبصفة الحنان والرحمة، فاجعلي الزهر قدوتك، والتزمي بقوانين الحدائق الإيمانية في زينتك وملبسك، حتى تفخر الحديقة بك.
*اعلمي أن الزهر المختبئ بين الأشجار أو في حدائق المنزل، يكون أزكى من الأزهار المكشوفة المعرضة لرياح والرمال وعبث الأطفال والسفهاء،
فاجعلي حجابك الطاهر يحفظك من عبث العابثين، فأنت زهرة ولؤلؤة ثمينة لا يحظى بك إلا من يستحقك فقط.
*أيتها الزهرة الزكية إن ريحك أجمل من منظرك والجميع يلقون النظر عليك
وحين يعجبهم منظرك يمد أحدهم يده ليقطف هذه الزهرة المتألقة فإذا وجدك خبيثة الرائحة فسرعان ما يلقيك على الأرض ولا يبالي،
ويذهب ليبحث عن زهرة أخرى طيبة الرائحة، فاجعلي طيبك الأول حسن أخلاقك.
*أيتها الزهرة البديعة، اشتغلي بشكر الله تعالى على النعم وبإصلاح أوراقك،
ولا تنظري إلى الآخرين،فالقناعة والرضا والتفاؤل ينعش الزهرة الحزينة.
*أيتها الزهرة الوردية، إنك تنتمين إلى الحديقة الإيمانية، فثبتي فيها ولا ترحلي فأنت فيها زكية،
وافخري بانتمائك لها فهي أجمل الحدائق الدنيوية،التي ترسل عليك السعادة الأبدية، في الدنيا وعند لقاء رب البرية،
فأنت تنتمين إلى أعظم دين ، دين الإسلام السمح والعقيدة الحنفية.
*واعلمي أنك ما خلقت إلا لتنشري الحب والرحمة والحنان، والدفء والأمان،
ولتعبدي الرحيم الرحمان، بكتاب الله وسنة العدنان.