التصنيفات
ذوي الإحتياجات الخاصة

// طفلي و المجتمع // ✿ ✿~ تجربة أبله آمال~ ✿ ((تجربه متميزه)) احتياجات

هى كانت جارة لنا فى منزل والدى منذ فترة طويلة من الزمن
كانت رائعة الجمال وكان زوجها ثريا ويحبها بجنون
مر على زواجهما اكثر من خمس سنوات ولم يحدث انجاب
كنت انا مازلت صبية صغيرة وكنت اقول لها أبله آمال
وكانت ابله امال دائمة البكاء على عدم الانجاب
بالرغم من كثرة الاطباء التى ذهبت لهم والعلاج الذى اخذته
وكان الاطباء يقولون لها أنه ليس لديها مانع للحمل وكذلك زوجها ليس لديه ما يمنعه من الانجاب

أشار بعض الاصدقاء على ابله امال وزوجها بالسفر للخارج لعرض حالتهما
وفعلا سافرا لفرنسا وبعد فترة عادا منها ولم أعرف ما حدث بالضبط لانى كنت صغيرة فى السن
ولكنى فى يوم من الايام وجدت عند ابله امال زغاريد وهيصه ويومها علمت انها حامل
مرت الشهور وجاء موعد الولادة وتمت الولادة وعادت الام والطفلة الجميلة التى تشبه الام كثيرا إلى البيت
ولكن بعد فترة تبينت هذه الاسرة السعيدة مالم يكن فى الحسبان فقد تبين أن هذه الطفلة الرائعة الجمال
معاقة ذهنيا


وكانت صدمة كبيرة زلزلة كيان الاسرة والمحطين بها
لدرجة أن الام كانت تقول ياريتنى ما خلفت ولا شفتك
وبدء مشوار العذاب والطفلة تكبر وتكبر مشكلتها معها
وفجاه وبلا مقدمات أنتقلت اسرة أبله آمال من منزلنا ولم تعطيى أحد عنوانها
ومرت الايام وتزوجت انا ونسيت الموضوع وانتقلت انا الاخرى من منزل والدى


ومرت السنوات وبعد حوالى عشر سنوات كنا فى أحد النوادى وفجاة وجدت امامى أبله آمال بشحمها ولحمها
وكانت مازالت جميلة كما عهدتها على الرغم من تقدمها فى السن
ووجدت معها صبية فى حوالى الثانية عشر من عمرها وهى تشبهها تماما ولكن واضح انها تلك الفتاة التى كانت
ولكنى فوجئت بها تتحرك وتلعب مع بنات عادين من سنها
وتتكلم ولكن بطريقة غير طبيعية
وكانت ترتدى ملابس مهندمة جميلة وقد ربطت شعرها الذهبى بشريط حرير احمر
وشعرت بالحسرة لاجل أبله آمال وخاصة بعد أن جربت الامومة وكيف تشعر الآم
وهى تريد أن يكون ابنائها مكتملين فى كل شئ
قالت لى أبله آمال تقول لى تعالى أحضرى معنا حفلة النادى
وذهبنا للمسرح وعندما بدأت الفرقة تعزف فوجئت أن أبنتها ضمن العازفين على آلة الاكسلفون



وعندما سألت أبله آمال عن كيفية تغلبها على هذه المشكلة وخاصة أنها انقطعت اخبارها عنا منذ فترة طويلة
فقالت لى :

1
كان لابد اولا من الانتقال من المكان الذى يعرفنى فيه الناس قبل الانجاب حتى أتحاشى نظرات الشفقة
التى يحيطونى بها وكأنهم يقولون هذا جزاءها لأنها لم ترضى حينما كانت لا تنجب

2
أنعزلت بأبنتى بعيدا عن أعين الناس حتى الاهل من ناحيتى وناحية الزوج وكان هذا يضغط على أعصابى
ويجعلنى أكره نفسى وأكره زوجى وأكره بنتى

3
ساءت حالتى النفسية لدرجة عدم النوم تقريبا وكنت قد أحضرت مربية لآبنتى وكنت انا لااطيق أن أقوم لها بأى شئ
وتركت كل ما يخصها للمربية

4
وذات يوم مرضت أبنتى وأرتفعت درجة حرارتها جدا وكنت مضطره لمساعدة المربية التى أرهقها السهر فى رعاية
أبنتى وكادت أن تمرض هى الاخرى
فأصبحت اساعدها وأسهر بجوار أبنتى لتنام هى قليلا
وأثناء ذلك وانا اقوم بعمل الكمادات لأبنتى وكانت فى الرابعة من عمرها تبين لى أنها جميلة جدا
ولكن ما الفائدة وهى بدون عقل يميز وكأن عقلى يقول ياليتها تموت!!!!

5
وفى تلك الليلة غفوت على الكرسى بجانب سرير أبنتى التى كانت فى شبه غيبوبة من شدة الحرارة
ورأيت أثناء نومى أن أبنتى تصعد إلى السماء وكان لها جناحان ولكنها كانت تطل على وتتكلم كما نتكلم وتقول لى
لن أسامحك يا أمى ……….. لن أسامحك ياأمى
ففزعت من نومى وكانت غفوة لم تستمر الا دقائق ولكنها جعلتنى أفيق من غفوة أستمرت معى اربعة سنوات
فهرعت إلى أبنتى وحملتها بين يدى وصرت أغمرها بقبلاتى والتى كانت أول مرة لى أقبلها فيها
وهنا فقط تذكرت الله وأنه هو الذى يعطى ويأخذ وليس لنا إلا الرضا بما هو مكتوب


6
قررت منذ تلك اللحظة أن أكون أما حقيقة لهذه الطفلة التى أهداها لى ربى وأن أعمل كل ما بوسعى لأسعادها
و أحسست أن الله أعطانى أياها بعد أن كنت محرومة من الانجاب ليعرف هل أشكر أم أكفر
صرت أقرأ و أتعلم كل شئ عن حالة أبنتى
ذهبت للمتخصصين وعرفت ما لم أكن أعرفه

7
عرفت أن الآم التي هي أكثر احتكاكاً بالطفل والتي يجب أن تبقى نبعاً متدفقاً من الحنان والتعلم أن هذا الطفل سبباً لحصولها على الأجر والثواب
وعلمت أن الاسرة كلها يجب عليها تقبل أبنتى وأن تكون معاملتها كأى طفلة عادية وعدم أشعارها بأنها مختلفة عن الاخرين
وعدم توصيل شعور الشفقة أو أشعارها بأنها منبوذة
وهذا ساعد بنتى كثيرا عندما أصبحت أخرج بها وأقول للجميع شوفوا أبنتى كم هى جميلة

8
ساعدنى زوجى كثير على ذلك وهو كان فى الماضى غاضبا من شعورى تجاه ابنتنا
وزرعت فى نفس أبنتى أنها لا تقل عن الاخرين وجعلتها تشعر بالرضا عن نفسها
وما أجمل عناقها لى وقبلتها على خدى

9
قامت معى أحد مراكز رعاية ذو الاحتياجات الخاصة بدور كبير وعلمتنى الاساليب السليمة للتعامل مع أبنتى
وشجعتنى على استخدام أسلوب الدمج حيث أن أعاقتها ليس بالغة ولكن عندها نسبة من الذكاء تساعدها على الاندماج مع الاسوياء بدليل اندماجها معك ومع ابيها والاقارب

10
وهكذا أدخلتها عندما بلغت سن المدرسة فى مدرسة بمصروفات فيها فصول لدمج مثل حالة ابنتى مع الاسوياء

اخيرا

تعلمت أبنتى كل شئ بقدر معقول ومن ضمن ما تعلمت وتفوقت فيه العزف على الاكسليفون كما ترين
ولم أعد أخجل منها على العكس صرت أفخر بها وأشير إليها وأقول

هذه أبنتى أمل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.