لأننا نتعلم ونستفيد من قصص القرأن الكريم
فيجب أن نأخذ العبرة والموعظة من هذه القصص ولا نقرأها فحسب
قال تعالى
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
سورة يوسف الآية 11
اما اليوم فسأتكلم عن قصة أصحاب السبت التي ذكرت في عدة مواضع من القرآن الكريم
لنتخذ منها العبرة والموعضة
منها
قال سبحانه وتعالى:
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ))
سورة البقرة الآيات 65، 66
وقال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا
سورة النساء الآية 47
قال تعالي :
{واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ، وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ، فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ، فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ، وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}
سورة الأعراف الآيات163- 167
أبطال هذه الحادثة هم من بني اسرائيل
كانوا يسكنون في قرية ساحلية
لقوله تعالى: ((واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ))
اي على الساحل
لكن القرأن الكريم لم يذكر لا اسم القرية ولا اسم البحر(فهنا لا يهم ما اسمها ولكن المهم هي العضة من القصة )
,وكانوا قد اختلفوا على يوم الجمعة
(فهو أعظم الأيام عند الله )
فخصص لهم يوم السبت للعبادة وحرم عليهم أن ينشغلون بأمور الدنيا في يوم السبت
ليحرمهم يوم الجمعة
وهكذا اصبح يوم السبت هو يوم للعبادة ولا شئ غيرها لانهم قوما لا يحافضون على العبادة في باقي الايام
اما المسلمون فقال الله تعالى لهم:
لأننا قوم يحافظون على عبادة الله كل يوم ونؤدي صلواتنا الخمس
وجاء يوم الاختبار
اراد الله ان يختبرهم فأبتلاهم بأن أرسل الحيتان (اي السمك) الى شاطئ القرية يوم السبت
حيث تواجدت الحيتان على الشاطئ بطريقة يسهل عليهم صيدها يوم السبت وتتباعد باقي ايام الاسبوع
لقوله تعالى: (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
فاحتال اليهود كعادتهم
بان اقاموا الحواجز والحفر لكي تحاوط الحيتان يوم السبت ويصطادونها هم يوم الاحد
(وهذا كان الاحتيال كان يعتبر صيدا وهذا ما حرم عليهم فعله يوم السبت)
فانقسم اهل القرية بعد هذه الحادثة الى ثلاث فرق:
الأولى فرقة من يعصون الله عز وجل ويصطادون بالحيلة
الثانية فرقة تنهى بالمعروف وتنهى عن المنكر وتحذر الاولى من غضب الله
الثالثة تقف موقفا سلبيا فلا هي تعصي امر الله وتصاد ولا هي تنهى من يفعلون ذلك
وكانت الفرقة الثالثة تقول للثانية
لما تعضونهم وتردونهم وأنتم تعلمون انهم لن يتراجعوا عن فعلتهم وانهم مصرون
فقالت الثانية اننا ننصحهم عسى أن يتعضون يوما ويرجعون لله سبحانه وتعالى
او يكون كلامنا شفيعا لنا يوم الحساب
لقوله تعالى: ( وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
فنزل العذاب على الفرقة الاولى بان سخطهم الله الى قردة
وانجى الله الفرقة الثانية
اما الفرقة الثالثة فلم يذكر القرأن الكريم مصيرها فلقد تجاهلهم الله وسكت عنهم
لأنهم سكتوا عن الدعوة والحق
لقوله تعالى: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ، فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ)
ولما اراد الناجون ان يروا ماذا حل بالعاصون
وجدوهم قد أصبحوا قردة
فكان القرد يعرف جاره او قريبه
ولكن الاخر لا يعرفهم
فيأتي القرد ويمسح على ثيابه فيقول له ألم انهاك؟
عن فعلتك
فيهز برأسه -أي- نعم فعلت ويبكي ولا يستطيع الكلام.
العبرة من القصة
أن الله جعل الحلال كثير والحرام قليل
فلم نذهب للحرام ونترك حلاله
فلقد حلل الله لهم ست ايام من الاسبوع للعمل وحرم يوم واحد
وكذلك في حياتنا الان
لقد حرم الميتة والدم ولحم الخنزير وماأهل لغير الله به بينما أحل ما بقي من البهائم
وكل ما في الارض حلال الا الخمر
والمحرمات من النساء معدودات وهن المحارم من الاقارب
وكذلك حلل كل المعاملات التجارية وحرم منها الربا والميسر فقط
ومع ذلك نجد للاسف ان فئة كثيرة يتجهون للحرام ويتركون حلاله
للاسف لا يدركون أن نجاح الحرام الذي يفعلونه ليس هو الا اختبار وابتلاء من رب العالمين
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يمسخ قوم من أمتي في آخر الزمان قردة وخنازير"، قيل: يا رسول الله ويشهدون ألا إله إلا الله وأنك رسول الله ويصومون؟، قال: "نعم"، قيل: فما بالهم؟ قال: "يتخذون المعازف والقينات والدفوف ويشربون الأشربة، فباتوا على شرابهم ولهوهم، فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير".
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فلندعوا الله ان يغننا بحلاله عن حرامه
ويثبت قلوبنا على دينه