بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصـلاة السـلام على سيدنا محمد ..
في صحـراء قاحلة .. لاح لي من بعيد قصر مشيد
اقتربت منه رويداً رويداً
يا الله ما أروعه ..؟!
،،
نظرت إليه من الخارج ..
انبهرت بجمال جدرانه المزينة بأجمل النقوش ..
كم رائعة نوافذه المحلاة بأجمل الستائر ..
،،
اقتربت أكثر فإذا أبوابه مصنوعة من الذهب يلمع من بعيد لمعة تخطف العين والقلب معاً
يا الله .. ما أروعه من بناء .. ؟!
وقفت أمام الباب
..
جال فكري وحار
إن كان جماله هكذا من الخارج فكيف به من الداخل ..؟!
جلست على بابه لحظات .. قبل أن اطرقه ويُفتح لي ..
وأنا أمني نفسي برؤية ما لم تره عيناي من قبل ..
وها هو الآن .. يفتح لي
!!
يا الله .. ما هذا ..؟؟
أهذا هو البيت ..؟!
تسكنه العناكب وتنسج خيوطها على كل ركن فيه ..؟!
ما هذه الفرش المهترئة التي يعلوها الغبار ..؟!
اقتربت قليلاً ..
فإذا النوافذ مهشمة وقد تناثرت قطع الزجاج هنا وهناك ..
حدثتني نفسي .. لا تدخلي لعل أحدى قطع الزجاج تصيبك ..
انصت معي ..
ألا تسمع تلك الأصوات المرعبة ..؟!
أتسكنه الأشبـاح ..؟!
ما هذه الوحشة التي أجدها في قلبي الآن ما أن فتح لي الباب ..؟!
ليتي لم أفتح البـاب .. ليتني لم أتخطى عتبته
ويا ليت صورته البراقة من الخارج هي آخر عهدي به
أتعلمون .. ما هذا البنـاء ..؟!
الصحراء القاحلة تلك هي الدنيا التي نعيش بها والتي طغت فيها قيم كثيرة فاسدة ..
منا من له فطرة نقية تصرخ لا تريد أن تعيش في هذا العالم ومع هذه القيم ترفضها رفضاً ..
وما أن لاح لها هذا القصر المشيد حتى هرعت إليه ..
فقد وجدت مبتغاها .. كم تعبت نفسي ونفسك من الحياة المادية التي نحياها اليوم
كم مللنا اللهث وراء الدنيا وكلما حصلنا شيئاً من زينتها فقدنا متعته في حينها
أنا وأنت بحثنا وبحثنا عن طوق نجاة
حبل نتمسك به حتى نشعر بالسلام الداخلي
..
ألست معي في ذلك ..؟!
ومن الله علينا أن يسر لنا طريق الالتزام
الله
وضع قدمك على أول الطريق ..
أذن لك أن تطرق بابه .. وتلقي نفسك على عتبته ..
تمهل
فقبل أن تسير في الطريق وقبل أن تضع اللبنة الأولى في صرح التزامك لابد من أساس قوي يحمل البناء
كثيرون هم من اهتموا بتزيين وزخرفة الخارج .. ولم يهتموا بتعمير الداخل
منا من التزم حق الالتزام واهتم كثيراً بتعمير داخله ..
اهتم بإصلاح قلبه ونفسه بداية ومن ذلك ينبع الجمال ..
ومنا من اكتفى بتزيين الخارج وترك الداخل لتسكنه الشبهات والشهوات ..
ولكن .. مازلنا أحيـاء ..
لم نسكن التراب بعد ..
أي أن
،،
هنـاك أمل في تعمير الداخـل ..
إصلاح قلوبنـا ..
وترسيخ إيماننا بالله تعالى ,, وما أجمل هذا البناء
بناء الإيمان على أسس عقائدية سليمة ثابتة مثل الجبال
دعوة لبنـاء قلوبنـا وأنفسنا والتزامنا الديني من جديد
بناء محكم لا تعصف به رياح الشبهات والشهوات
وما أجمل أن يكون حجر الأسـاس
العقيـدة
معرفة قواعد الدين وأصول التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأنزلت به الكتب ولا نجاة لمن بغيره يدين
نتعرف على أمور الإيمان وخصاله وما يزيل جميعه أو ينافي كماله
فكل التزام لم يصحبه معتقد صحيح فهو بلا شك التزام أجوف ..
لا تجد له لذة ولا حلاوة ..
بل هو يضر أكثر مما ينفع ..
كالقصر الذي رأيناه بداية
واليوم أمد يدي إليكم لنتعلم العقيدة ونرسخها في قلوبنـا معاً
واخترت لنا كتيب بسيط لنتدارسه سوياً أثنى عليه العلماء خيراً ..
200 سؤال وجواب في العقيدة
للشيخ / حافظ بن أحمد الحكمي
يومياً نجول بين صفحات الكتيب الصغير الحجم الكبير النفع
نقتطف من ثماره النافعة وحروفه الساطعة بالإيمان ما نشيد به بناء الإيمان في قلوبنا
وأرجو من الله تعالى أن يحقق النفع بهذا الطرح ويرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح
مهلاً .. لم انتهي بعد ..
لن يقتصرالأمر على هذا الكتيب فحسب .. بل هو المصدر نظراً لسهولته
ولكن نصول ونجول بين كتب العقيدة والتوحيد لنقف على أطايبها وننتفع بثمارها
والله الموفق ،،