:
بِسم اللهِ الرحمن الرحيم
بِسم اللهِ الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين
:
هذا برنامج من الممكن أن يُعرض كإذاعةٍ أو برنامجٍ لحفلٍ أو ماترونه مناسباً
[ بفضلِ الله .. أنا قدمتهُ كجزءٍ منْ برنامجٍ ]
:
# طريقة تقديمه : تشترك مجموعة من الطالبات في تقديمه لا تقل عن خمس تقريباً ..
إحداهنّ تقـرأ الآيات بصوت شجيّ من خلف الكواليس .. والأرقام تدّلُّ على توزيع إلقاء المقاطع بينهنّ بالتبادل ..
:
ღ✿ღ = منْ يتّبِعُ النُّــور ؟ = ღ✿ღ
ღ✿ღ = منْ يتّبِعُ النُّــور ؟ = ღ✿ღ
::
1 = هناك سؤالٌ لو وجهتيه لأيّ مسلم .. فما من أحدٍ إلا وسيجيب بسرعة وبلا تردّد : نعم ، أكيد ، طبعاً ، وكيف لا ؟
ونحنُ على ثقّةٍ أنّ هذه أيضاً إجابة كُلّ الحاضرات هنا ..
:
فَــ ماهُو السّؤال الذّي تتوقعينَ أن نطرَحُه ؟
:
فَــ ماهُو السّؤال الذّي تتوقعينَ أن نطرَحُه ؟
السّؤالُ هُو : هل تُحبّين الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ؟
( طبعاً سَــ تأتي الإجابات بأصواتٍ متعدّدة أن : نعم )
تسأل : هل الإجابات واحدة أم هناك أحدٌ لديه إجابةً أخرى ؟ الإجابةُ واحدةٌ بالتأكيد ..
نعم .. كُلّنا نحبّه .. لكنّ هذه المحبّة تحتاجُ إلى إثباتٍ وتقويم .. فإنّه ما من مسلمٍ إلا ويُحبّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ..
# وهذه المحبّة كَــالبذرة في قلبِ كُلِّ مسلم .. فكيف نرعَى هذهِ البِذرةِ ونسقِيها ونقَوّمُها حتّى تنمُو وتكبر ؟
– يجب أن نكونَ صادقِينَ في مَحبّته .. واضحينَ أمامَ اللهِ أولاً ، ثم أمامَ أنفسنَا ثانياً ..
فنتعرّف أولاً على سيرةِ من أحببنا .. هديهُ .. صفاتهُ .. شمائِلُهُ .. سُننهُ .. أمرهُ .. ونَهيُه ..
لأنّ صِدقَ المَحبّة تظهرُ من خِلالِ ذلك ..
2 = ( تُقرأ هذهِ الآية بصوتٍ شجيّ من إحدى الأخوات )
( قلْ إنْ كُنتُم تُحبّونَ اللهَ فاتّبعُونِي يُحبِبكُمُ اللهُ ويَغفِر لكُمْ ذُنُوبَكُم )
نعمْ أُخيّه .. باتّباعكِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تُثبتِينَ حُبّكِ للهِ ولِرسولهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ..
:
[ شِعرٌ في مدحِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ]
( من المُمكِن أن تقرأُهُ إحدى الأخوات المُجيداتِ في إلقاءِ الشِّعر )
:
ياسـيـّدَ الأبــرارِ حُــــبّـكَ فــي دمِـــي *** نـهـرٌ عـلـى أرضِ الصّــــبـابـةِ جَـــــارِي
يـامـنْ تـركـتَ لـنـا المَحَـجّــةَ نبعُـهَـا *** نــبــــعُ الـيــقــــيــنِ ولـيــلُــــــــــهَــا كَـنــهَــــارِ
سُحُـبٌ مـن الإيمـانِ تُنعِـشُ أرضنَـا *** بالـغـيـثِ حـيــنَ تـخـــلــــفُ الأمــطـــــارِ
لــــكَ يـانـبــــيّ اللهِ فِــــي أعـمـــــاقِـنـا *** قِــمَـــــــــمٌ مــــنَ الإجـــــــــــلالِ والإكـــبَـــارِ
عَـهــــدٌ علـيــنَـا أنْ نـصــــونَ عُـقُـولـنَـا *** عــــنْ وهـــــمِ مُبـــتـدِعٍ وظَــــنِّ مُـمَـارِي
علّـمـتَـنـــا مـعـنَــى الــــــولاءِ لِـرَبّــــنَــا *** والـصّـبـــرِ عــنــــدَ تَــزَاحُـــــمِ الأخــطَـــــارِ
ورسـمـــتَ للتّوحِـيـدِ أكـمــلَ صُـــورَةٍ *** نفـضَـــتْ عــنِ الأذهــانِ كُـــــلّ غُـبَــارِ
فــرَجَـــــاؤُنـا ودُعَـــــــاؤُنـا ويَـقِـيـنُــنَـا *** وولاؤُنَــــــا لِــلـــــــــــوَاحِـــدِ الـــقَـــــــــــــــــــــــــهّـــارِ
:
3 = النفسُ مفطُورةٌ على حُبِّ منْ أحسنَ إليهَا .. ألا تَرَيْ إلى أنّ الوالِدَين يُحسِنَانِ لكِ ويُقدِّمَانِ لكِ مايستطِيعَان ..
وهِيَ أُمورٌ واستفاداتٌ دُنيَويّةٌ منْ عِنايةٍ ورِعايةٍ واهتِمَام .. وتَرَي مِنهُما استفادةً أُخرَويّةً فِي الدّلالَةِ على طَريقِ الخَيرِ والدُّعاءِ بالصّلاحِ والهِدَاية ..
فتُحِبينَهُما وتَحمِلِينَ في نفسِكِ .. أكبرَ معَانِي التّقدِيرِ لهُما .. فكيفَ بمنْ أحسنَ لكِ إحسَاناً يصِلُ بِكِ إلى الجَنّة ..
:
4 = إنّه الحبيبُ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ..
– ألمْ نكُنْ ضُلّالاً فهدانَا اللهُ بِه ؟
– ألم نكُنْ أذلّةً فأعزّنا اللهُ برسالَتِه ؟
– ألمْ نكُنْ ضُعفَاءَ فكانتْ قُوّتنا فِي عُبُودِيّةِ منْ دلّنا عليه ؟
– ألم يُرسِلُهُ اللهُ لنا رحمةً بِنا ؟ ( تُقرأ آية : ومَا أرسَلناكَ إلا رَحمَةً لِلعالَمِين )
– ألمْ يُعانِي ويبذِلُ ويُضَحِّي ويَصبِرُ حتّى أوصَلَ لنا هذا الدِّين ؟!
وتركَنَا على المَحجّةِ البيضَاء ليلُها كَنهَارها لا يزِيغُ عنهَا إلا هَالِك ؟
– ألمْ يودّ أنّه رأى إخوانَهُ .. وهُم الذّينَ يأتُونَ بعدَهُ يُؤمِنُونَ بهِ ولمْ يَرَوه ؟
– أليسَ هُوَ صَاحِبُ الشّفاعَةِ الكُبرَى .. عندَمَا يشتَدّ الكَربُ بالنّاسِ يومَ القِيامَة ؟
وينطلقُونَ إلى الرّسُلِ يستشْفِعُونَ بِهمْ إلى ربّهِم .. وكُلٌّ يقولُ : نفسِي ، نفسِي ..
أما هُوَ فيقولُونَ لَهُ ( يامُحمّد اشفَعْ لنَا إلى رَبّك ) فيقولُ ( أنا لَهَا ، وأنا صَاحِبُها )
ويقولُ ( أنا سيّدُ ولَدِ آدمَ يومَ القِيامةِ ولا فخْر ، وبيدِي لواءُ الحمدِ ولا فخْر ،
وما مِنْ نبِيٍّ يومئِذٍ ،آدمَ فمنْ سِواه إلا تحتَ لِوائِي ،
وأنا أولُ شافِعٌ وأولُ مُشفّعٌ ، ولا فخْر )
:
5 = ألمْ يعدُنا أنّنا أولُ منْ يجُوزُ الصّراط ؟
( فيُضرَبُ الصّراطُ بين ظَهرانِيّ جَهَنّم ، فأكونُ أولُ من يجوزُ من الرّسلِ بأُمّتِه )
– ألم يعدُنَا أنّهُ سيشفَعُ لأُمتِه ؟ حيثُ أن لِكًلِ نبِيٍّ دعوةٌ ، وقدْ استُجِيبتْ في الدّنيا ،
لكنّهُ اختبأ دعوتُهُ شفاعةً لأمّتِهِ يومَ القِيامَة :
( وإنِي اخْتَبئتُ دعَوتِي شَفاعَةً لأمّتِي يومَ القيامَة )
– أليس هو أول من يفتح له باب الجنة ؟ ( وأنا أولُ من يقرَعُ بابَ الجنّة )
– ألم يعِدُ أمّتَهُ أنّهُ من سألَ اللهَ لهُ الَوسِيلةَ في الدُّنيا .. إلا كانَ لهُ شَفِيعَاً يومَ القِيامَة ؟
( من قالَ حِينَ يسمعُ النّداءَ : الّلهُمّ ربّ هِذهِ الدّعوةِ التّامّة والصّلاة القائِمَة ،
آتِ مُحمّداً الوَسِيلةَ والفضِيلة وابعثهُ مقَاماً محمُوداً الذّي وعدْتَهُ ، إلّا حلّتْ لهُ الشّفاعَة )
:
6 = وَعَدَ أمّتَهُ بالشّفاعَةِ .. ومنْ هُم أُمّتُهُ ؟ ألسنَا نَحن ؟
– ماذا فعلنا لِنكُونَ أهلاً لهذِهِ الخَيريّةِ وهذا الإصطِفَاء ؟ قِفِي قليلاً مَعَ هذا الحدِيثِ وتأمّلِي فِيه :
( إنّي فَرَطُكُمْ على الحَوضِ ، مَن مرّ بِي شَرِبَ ، ومنْ شَرِبَ لم يظْمَأ أبدَاً ، وليرِدَنّ علَيّ أقوامٌ أعرِفُهُم ويعرِفُونِي ،
ثُمّ يُحالُ بينِي وبينَهُم ، فأقولُ : إنّهُمْ مِنّي ، فيُقال : إنّكِ لاتدرِي مَاأحدَثُوا بعدَك ،
فأقولُ : سُحقاً سُحقَاً لمن بدّلَ بعدِي )
:
7 = ومَاذا أحدثُوا بعَدَه ؟ هل تعلمِينّ مامعنَى هذا الحدِيث ؟
:
7 = ومَاذا أحدثُوا بعَدَه ؟ هل تعلمِينّ مامعنَى هذا الحدِيث ؟
أي أنّهم قدْ خالفُوا نهجَهُ ، وغيّروا وبدّلوا وابتدَعُوا .. هؤلاءِ من أحدَثَ بعدَه .. فحُرِمُوا بذلكَ من وُرودِ حوضِه ..
( إنّ حوضِي أبعدُ من أيلّةَ منْ عدَن ، أشدّ بياضَاً من الثّلجِ ، وأحلَى من العسلِ بالّلبن ، ولآنيته أكثرُ من عددِ النّجومِ ،
وإنّي لأصُدّ النّاسَ عنهُ ، كمَا يصُدّ الرّجلُ إبلَ النّاسِ عنْ حوضِهِ ، قالُوا : أتعرِفُنا يومَئِذ ؟
قالَ : نعم ، لكُم سِيمَا ليستْ لأحدْ منَ الأُمَم ، ترِدُونَ علَيّ غُــرّاً مُحَجّلِينَ منْ أثرِ الوُضُوء )
:
8 = فهلْ نحنُ مِمنْ سارَ على هديِهِ وتَمسّكَ بِسُنّتهِ ونهْجِهِ ولمْ يُخالِفُه ؟
# لِنتأمّلْ أحوالَنا اليوم ..
– أليستْ مِنّا منْ خالفَتْ في الحِجَابِ .. فارتدَتْ الضّيّقَ والمُطَـرّز والفاتِن بألوانِهِ وأشكالِه ؟
– ومنّا منْ كشفَتْ مساحاتٍ من الوجهِ ببُرقُعٍ واسعٍ ، وكشفتْ الأيدِي والأقدَام ..
وتقولُ : ماذا فِي يدِي ورِجلِي وعينِي تلفِتُ نظَرَ الرّجَال ؟
وهيَ تعلمُ أنّ حِجابَ المرأةِ لا يصِفُ ولا يَشِفّ ولا يظَهرُ منها شَيئاً ..
:
9 = أليسَتْ مِنّا منْ أخرّت الصّلاةَ عن وقتِها ، أو ضَيّعتْها فهَدمَتْ بذلكَ الرُّكنَ الثّانِي من أركانِ الإسلام ؟
– أليسَتْ منّا من جعَلت سماعَ المُوسِيقَى والغِناءَ ديدَنَها ؟
– أليسَتْ منّا من تشبّهَتْ بالكَافِرات واتّبعَتهُم في الّلباسِ والعاداتِ والمُبتدَعاتِ العجِيبة ؟
– أليستْ منّا النّامِصَة ، فتنمِصُ الحَاجِبين ، ثُمّ تقولُ : اللهُ غفورٌ رحِيم ؟!
ونسيتْ أنّ هذا أمرٌ يستوجِبُ الّلعن ؟ وهو الطّردُ والإبعَادُ عنْ رحمَةِ الله ؟
:
10 = أليسَتْ منّا من تتشبّهُ بالرّجَالِ في لِبسِ البِنطَالِ وقصّاتِ الشّعرِ وغيرِها ؟
– أليسَتْ منّا من تتمَادَى في إظهارِ العَوراتِ أمامَ النّساءِ على اعتبارِ أنّهنّ نسَاء ،
فتلبِسُ العَاري والضّيّقَ والمَفتُوح ؟ فلا هِيَ راعتْ الحُرُمات ولا حتّى قدّرتْ قَدراً لِلحَياء !!
وما علمَتْ أنّها بِهذَا تعتَرفُ بِضعفِ إيمانِها في دَاخِلها ، لأنّ الإيمانَ والحياءَ قُرنا جَميعاً ..
أهذا كُلّهُ هو هَديهُ ومنهجُهُ واتّباعُه ؟
:
11 = تخيّلِي لو أنّ امرأةً كافرةً دخلتْ إلى محفلٍ أو مكانٍ فيهِ تجمّعٌ نسائِيٌ كبير ،
وهيَ تُريدُ أن تتعَرّف على الإسْلامِ والمُسلمات ، فماذا ترَى عندمَا تدخُلُ في هذهِ الأمكِنة ؟
الشّكلُ العامُ : تعرّي ، لِباسٌ فاضِحٌ ، بناطِيلٌ ضَيّقة كأنّها خيّطَتْ على جسَدِ لابسَتِها ..
الوُجوهُ الغرِيبَة بأصباغٍ عجيبَة .. وتسريحاتٌ أغربٌ .. وأشكالٌ أعجب ..
ستقولُ في نفسِهَا : هذا مِثلُ ما أراهُ في بِلادِي ..
مثلُ لِباسِنَا .. وأشكَالِنا .. وأصبَاغِنِا ..
فستقولُ :
أنا لا أشعرُ بفرقٍ .. كأنًنِي في بِلادِي !!
أهذا برأيكِ هو صُورَةُ الدّينِ التّي نَودّ أن نفخَرَ بهَا ؟
– ولو دخلَتْ وفَهِمَت الأحاديثَ التّي تدورُ والكلامَ الذّي يُقال ..
ماذَا برأيكِ ستسَمعُ من بناتِنِا ونسَائنا ؟
– ألسنَا نحنُ مرآةٌ لهَذا الدّين ؟
فهلْ هذِه صورةُ الدّينِ التّي أورثنَا إيّاها نبيُنَا صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ؟
أينَ صِدقِ محبّتِنا واتّباعِنا لهُ .. وهُوَ أهلٌ لِكُلّ مديحٍ ذُكر أم لم يُذكَر عنه ؟
فقد مدَحهُ اللهُ واصطفاهُ وقرنَ اسمُهُ باسمِهِ ..
:
12 = [ تقرأ : قصيدة : أغرّ ، عليهِ للنّبوةِ خاتِم ]
:
أغـــــرّ، عليـــــهِ لّلنـــــــــــــــبوَّة خــــــــــــــاتم
من اللهِ مشهــودٌ يلـــــــــــــــــوحُ ويشَـــهُد
وضمّ الإلهَ اســم النّبيّ إلى اسمِهِ،
إذَا قالَ في الخَمــسِ المًــؤذِن أشهَــدُ
وشِــــــقٌ لــــهُ مــــن اسمِــهِ لِيُـــجــلّــــــــــهُ،
فذُو العرشِ مَحمُــودٌ، وهــــذا مُحـــمّـد
نبــــيٌ أتـــانَا بعــدَ يــــــأسٍ وفــــــــــــتـــرةٍ
من الرّسُلُ والأوثانِ في الأرضِ تُعبَد
فأمسَــى سِراجــاً مُستنِيراً .. وهــــادِيَاً،
يلــــوحُ كمَا لاحَ الصّـقـيِــلُ المُـــــهـنّــــدُ
وأنـــــذرَنَا نــــــاراً، وبشـــــــــرّ جــــــــــــــــــنّـــة
وعلّــمـــنَا الإســــــلامُ ، فـــــاللهُ نــحــمــدُ
وأنتَ إلــــــهَ الخَلقِ ربّــــي وخالِـــــــــــقِي
بذلكَ ما عُــــمّرتَ في النّــاسِ أشهَدُ
تعاليتَ ربُّ النّاسِ عن قَولِ من دَعَا
ســِــــــــواكَ إلهاً ، أنـــتَ أعلَــــى وأمجَدُ
لكَ الخَلقُ والنَّعَماء، والأمـــــــــــرُ كُلّه،
فإيّاكَ نستــــــــهدِي ، وإيّــــــــــــــاكَ نعبُدُ
:
13 = بهذَا تعلمينَ أن محبّة النّبيّ صلَى اللهُ عليهِ وسلّم واجبَة .. وهوَ أصلٌ عظيمٌ منْ أُصولِ الدّين
فلا إيمانَ لمنْ لم يكُنْ الرّسولُ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم أحبَّ إليهِ من ولدِهِ ووالدِهِ والنّاسِ أجمعِين ..
ومَسَاكِنَ تَرضَونَها أحبَّ إليكُمِ مِنَ اللهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلهِ فتَرَبّصُوا حتّى يأتِيَ اللهُ بأمرِهِ واللهُ لا يَهدِي القَومَ الفَاسِقِين )
14 = وبعدَ هذَا كُلّهُ : ألسْنا نُحِبُّه ؟ بلَى والله .. لكنْ مَهمَا أقسَمنَا فإنّ كَلامنَا يحتاجُ إلى إثبَات ..
# فمَاهِيَ دَلائِلُ المَحبّةِ ومظَاهِرُ التّعظِيم ؟
أولاً / تقدِيمُ النّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم علَى كُلّ أحَد ..
( إنّ اللهَ اصطَفَى كِنانَةَ منْ ولدِ إسمَاعِيل ، واصطَفَى قُريشَاً مِنْ كِنانَة ،
واصطَفَى بنِي هَاشِم منْ قُريش ، واصطَفَانِي منْ بنِي هَاشِم )
فهُوَ صَاحِبُ أشرَفِ سُلالَةٍ وأرفَعُ نسَب ..
ثانياً / سُلوكُ الأدبِ معَهُ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم .. ويتَحقّقُ فِي الآتِي :
1~ الثّناءُ عليهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم بمَا هُو أهلَهُ ، وأبلَغُ ذلكَ ما أثنَى بهِ عليهِ ربُّهُ عـزَّ و جلّ .. ومَا أثنَى هُو علَى نفسِهِ بِهِ ،
وأفضَلُ ذلكَ الصّلاةُ والسّلامُ عليهِ لأمرِ اللهِ وتوكِيدِهِ
( إنّ اللهَ ومَلائِكَتُهُ يُصَلُّونَ علَى النّبيّ يَاأَيُّهَا الذّينَ آمنُوا صَلُّوا عَلِيهِ وسَلّمُوا تَسْلِيمَاً )
2~ الإكثَارُ منْ ذكْرِهِ والتّشَوّقُ لِرُؤيَتِهِ وتَعدَادُ فَضَائِلهِ وخَصائِصِهِ ومُعجِزاتِهِ ودَلائِلِ نُبُوتِهِ ،
وتَعرِيفُ النّاسِ بِسُنّتِهِ وتعلِيمِهِم إيّاها ..
3~ التأدّبُ عندَ ذِكرِهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم بأنْ لا يُذكَرُ باسمِهِ مُجرّداً ..
4~ الأدَبُ فِي مسجِدِه ..
5~ تعظِيمُ حُرمَةِ بلدِهِ المَدينةِ المُنورّةِ .. وحُسنُ مُجاورَتِها وحُسنُ التّأدبِ فِيهَا ..
6~ توقِيرُ حديثِهِ والتّأدُبُ عندَ سِماعِهِ وتَوقِيرُ مَجلِسُ الحَديث ..
ثالثاً / تَصدِيقُهُ فيمَا أخبَر ، فَهُوَ معْصُومٌ منَ الكَذبِ والبُهتَان ..
( والنَجمِ إذَا هَوَى . ماضَلَّ صَاحِبُكُمْ ومَاغَوَى . ومَا يَنطِقُ عن الهَوَى . إنْ هُوَ إلا وَحِيٌّ يُوحَى )
رابعاً / اتّباعُهُ وطَاعَتُهُ والإهتِدَاءُ بِهدِيه .. فأقوَالُهُ وأفعَالُهُ للإتّباعِ والتّأسِّي
( لقَدْ كَانَ لكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنةٌ لِمَنْ كَانَ يَرجُو اللهَ واليَومَ الآخِرَ وذَكَرَ اللهَ كَثِيرَاً )
( مَنْ يُطِع الرّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله )
خامساً / التّحَاكُمُ إلى سُنّتِهِ فَهُوَ أصْلٌ منْ أُصولِ المَحبّةِ والإتّباع
( فَلا وَرَبّكَ لايُؤمِنُونَ حتّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجرَ بَينَهُم ثُمّ لايَجِدُونَ فِي أنفُسِهِم حَرَجَاً مِمّا قَضَيتَ ويُسَلّمُوا تَسْلِيمَاً )
سادساً / الذّبُّ عنْهُ : فَالدّفَاعُ عنهُ آيةٌ عَظيمةٌ مِن آياتِ المَحَبّةِ والإجْلال ..
سابعاً / الذّبُّ عَنْ سُنّتهِ ومنهَا حِفظُهَا وتنقِيحُها وحِمايتُهَا مِنَ التّحرِيفِ والتّأوِيل ..
( نَضّرَ اللهُ امرءَاً سَمِعَ مِنّا شَيئَاً فَبلّغَهُ كَما سَمِعهُ ، فُـرُبَّ مُبلّغٍ أوعَى مِنْ سَامِع )
( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )
ثامناً / نشرُ سُنّتهِ فَهو بابٌ عظِيمٌ منْ أبوابِ المَحَبّةِ والتّعظِيمِ لَهُ .. لأنّ فِيهِ إعلاءً للسُّنّةِ ونشرِ الهَدي بينَ النّاس ..
والإبتدَاعُ منْ خَوارِمِ المَحَبّةِ الصّادِقَة ( منْ أحدَثَ فِي أمرِنَا هَذَا مَاليسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ )
:
# وفي الختام :
:
# وفي الختام :
تعالوا معِي لنقفُ قَليلاً معَ أحدِهِم وقَدْ فَاضَتْ مشاعـرُهُ وهُو فِي رِحلةٍ إلى طَيبَةِ الطّيبة ..
لِـــــزِيــارَةِ مسجِدِ النّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم
فقَالَ هذِهِ الأبيات الرّائعة شوقاً لِلحَبِيب ..
:
قِيــلَ وصلــْتَ مَطــارَ المَـدِينَهْ *** فَثــارَتْ بِقلـبِـي مَعَــــانٍ دَفــِيــنَــــه
ثَرىً أمْ ثَراءً وَطِئْتُ وَ حِـرتُ *** ولَيسَتْ لُغاتُ الحَيارَى أَمِيــــنَـه
طَويْتُ المَكانَ طَويتُ الـزّمَانَ *** طَويتُ الشّـراعَ أَرحتُ السَّفينَه
وقُلتُ أُسـارِعُ ألقَـى النّبــيَّ *** تَعطّــرتُ لَيـسَ كَعـِطـــرِ المَدِيــــنَه
وفَارقْـتُ صَحبِي وحِيدَاً بِدَربِي *** أُدَارِي حَيـاءً دُمُـوعــاً سَخِـينَـه
وغَامـَتْ رُؤايَ وعُـدتُ سِوايَ *** وأطْلقتُ رُوحَاً بِجِسمِي سَجِينَه
سَجَـدتُ أُلبّــي أُسَـــــائِلُ رَبّـــــي *** لِينصُــرَ جُنْــــــدَ النّبـــيِّ ودِيـــنَه
وجِئـــتُ المَقــامَ أُريدُ السّـلامَ *** وقَلبِـي يُســـــابِقُ شَــــوقـــاً حَنِـيــنَه
ولاحَ المَكــانُ وبَاحَ الجَمـــالُ *** ذَكـــرتُ رِيــاضَ الخُـــلُودِ وعِـــيـنَه
مَدينَـــةُ حِبّــي مَـــراحٌ لِقـلبــِي *** سَــــناءٌ صَـفــــاءٌ نَقـــــــــاءٌ سَـكِــينَـه
بِقُــربِ حَبِيبِـي سُكُـونِي وطِيـبِـي *** أقِــمْ يا زَمـانُ أقِــمْ فِـي المَدِينَه
ومَـــرَّ الـزّمــــــانُ وآنَ الآوانُ *** فَقـلبـــِي حَـــزينٌ ورُوحِـــي حَــزِيـنَــه
وقُـلــتُ أعُـــودُ إذا شَــاء رَبّي *** و خلّــفْــتُ قَلـبِـي هُـنـــاكَ رَهِــيـنَــه
*
نسألُ اللهَ أن يحشُرنَا معهُ ويرزُقنا شَربةً هنيئةً من يدِهِ الشّريفةِ لا نظمَأُ بعدَهَا أبداً
:
والحمدُ للهِ ربّ العَالمِين
والصّلاة والسّلامُ على رسولِ اللهِ وعلى آله وصحبِهِ ومنْ والاه
: