أثيرت في الأعوام الأخيرة سجلات كثيرة
و مناقشات عديدة حول تقدم بعض المجتمعات و تأخر بعضها الآخر ،
و قد دار بيني و بين إحدى زميلاتي حوار حول هذا الموضوع
الذي يستأتر بإهتمام المفكرين و الفلاسفة
و مختلف فئات المجتمع ،
لمذا تقدم غيرنا و تأخرنا نحن رغم ماضينا المشرق ؟
كم أنا متأسفة لكون مجتمعنا يعيش تأخراً مريعاً في جميع المجالات
أنا لا أشاطرك الرأي ، فمجتمعنا يعيش تقدما ملحوظا في كل المجالات ،
اُنظري إلى المعامل المنتشرة في كل مكان ،
و إلى السيارات الفارعة التي تملأ الشوارع .. ~
و إلى البيوت و المتاجر الكبرى .. ~
ألا نضاهي الدول المتقدمة ؟
هذه ليست من علامات التقدم..~إن مجتمعنا مجتمع إستهلاكي
لا ينتج هذه السيارات ،
و هذه المعامل التي تتحدتين عنها أغلبها يملكها أجانب ،
يستغلون رخص اليد العاملة
و ما علامات التأخر في رأيك ؟
إنها كثيرة لا تعد و لا تحصى .. ~
يكفي أن تقارني بين مدارسنا و مدارس الغرب ..~
مناهجهم متطورة و مواكبة للعصر ،
و لا نقص في التجهيزات أو إكتضاضا في الأقسام ،
أو نقصا من كفاءة المدرسين
أو خللا على مستوى التسيير الإداري ،
مدرسوهم يستعملون وسائل تربوية حديثة ترغب التلميذ في الدراسة ،
كما أنه لا مجال لقمع التلميذ و إضطهاده ، فالعقوبات البدنية مرفوضة ،
و قد قرأت أخيراً أن المجتمعات المتأخرة أو النامية تفتقر لأبسط مقومات المجتمع
~{النقابات – الجمعيات – منظمات حقوق الإنسان ..}~
كما تغيب فيها الحريات الفردية ، و تنتشر فيها البطالة و الأمية و الجهل و الرشوة
و سوء التسير الإداري و تهاجر منها الأدمغة ، و تهمش فيها بالقضايا التافهة و المصطنعة ،
و شتان بين مجتمع يقدس العلم و العمل ،
و مجتمع يقدس الجهل و التخلف رغم أن الله تعالى أنعم علينا بأكبر نعمة و هي الإسلام الذي يحث الناس على طلب العلم ،
حتى اُعتبر طالب العلم مجاهداً
فأين نحن من مبادئ الإسلام و نوره و قيمه و هديه ؟
أنا لست مقتنعة بجميع آرآئك التي أغلبها منطقية ،
التي قد تكونين صادقة في بعضها ،
لكن ليس كلها .. ~
::
أُخْ ـتُكُمْ فِ ـي الله ~رِيحَانَةُ آلْجَنَّة~