هل سالتي نفسك أختي الغالية إلى أين تسيرين رعاك الله ؟
إن الله خلقنا ولم يتركنا هملنا بل أرسل ألينا الرسل مبشرين ومنذرين يدعون إلى عبادة الله وحده فمن أطاعهم فاز بالدين .
فارجوا إن تكوني ممن أطاع الرسل و تبع سبيل النجاة قال الله سبحانه وتعالى ( لقد خلقنا الإنسان و كبد * أيحسب أن لن يقدر عليه أحد * يقول أهلكت مالا لبدا * أيحسب أن لن يراه أحد * ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين * وهديناه النجدين )
تأملي أختي الغالية في هذه الآيات الكريمات التي يقول لنا الله عز وجل أنه خلق الإنسان في كبد وقاس الشدائد في دنيا وفي البرزخ و يوم يقوم الأشهاد وأنه ينبغي أن يسعى في عمل يريحه من هذه الشدائد ويوجب له الفرح و السرور الدائم .وأن لم يفعل فأنه لا يزال يكابد العذاب الشديد ابد الآبدين.
ويذكرنا الله عز وجل أن الإنسان من يظن طغيانه أن ألم يقدر عليه احد بما ينفق من الأموال على الشهوات نفسه
وسمى الله تعالى الإنفاق في الشهوات و المعاصي إهلاكا لأنه لا ينفع صاحبه بل يعود عليه ما إنفاقه إلا بندم وخسارة وتعب , ولكن من انفق في مرضاة الله في سبيل الخير و سوف يضاعف له أضعاف مضاعفه ومن جهل الإنسان إن يحسب في فعله هذا إن لا يراه ويحاسبه احد على الصغير و الكبير ؟
بل إن الله تعالى يراه و حفظ عليه إعمال و وكل به الكرام الكاتبين فلقد وهب الله عز وجل لنا نعما كثيرة فجعل له عينين و لسان وشفتين للجمال والبصر و النطق وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها , فهذه نعم الدنيا ثم قال في نعم الدين وهديناه النجدين أي طريقي الخير و الشر وبينا له الهدي من الضلال و الشر من الغي .
فهذه المنن لجزيلة نقتضى من العبد إن يقوم بحقوق الله و يشكر الله على نعمه و إن لا يستعين بتا على معاصيه ولكن هذا الإنسان لم يفعل ذلك .
و هنا نعول إلى أول حديثنا وهو غالى أين نسير نحن نسير في طريق أم طريق يعود إلى الحية والى النار والعياذ بالله فجاهدي في طريق العبادة واسعي فيه بكل واتاك الله من قوه كي تنجي فهذا هو طريق الذي نسير فيه بهذه النعم التي وهبها لن الله ولتكن إنا عون في الخير و البعد عن الشر ثبتنا الله وإياك على طريق العبادة وتباع الرسل