التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

نزهة المتقين**.. سلسلة القراءات العشر المتواترة ..** (6) قراءة حمزة الكوفي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:

نستكمل اليوم بإذن الله

**.. سلسلة القراءات العشر المتواترة ..**

الإمام السادس
حمزة الكوفي وراوييه

ترجمة الإمام حمزة الكوفي تعالى

اسمه ونسبه

هو الإمام الحَبْر القدوة، شيخ القراءة، أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل، الكوفيُّ التَّيْمِيُّ الزَّيَّات، أحد القُرَّاء العشر. وإنما قيل له (الزيات)؛ لأنه كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان (وهي مدينة في أواخر سواد العراق مما يلي بلاد الجبل)، ويجلب من حلوان الجبن والجوز إلى الكوفة، فعُرِف به. وُلِد بالكوفة سنة (80هـ/ 700م)، وأدرك الصحابة بالسن، فيحتمل أن يكون رأى بعضهم.

أخذ القراءة عرضا عن سليمان الأعمش, وجعفر بن محمد الصادق, وحمران بن أعين, وأبي إسحاق السبيعي , و أبي إسحاق الشيباني, ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى, وطلحة بن مصرف, ومغيرة بن مقسم, ومنصور بن المعتمر, وعاصم.
وقيل: بل قرأ الحروف على الأعمش ولم يقرأ عليه جميع القرآن.
قالوا: استفتح حمزة القرآن من حران, وعرض على الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي ليلى.
وكان الأعمش يجود حرف ابن مسعود, وكان ابن أبي ليلى يجود حرف علي, وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف, وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان … وهذا كان اختيار حمزة.

أخذ عنه القرآن عدد كثير: كسليم بن عيسى، والكسائي، و ابن المبارك, وعابد بن أبي عابد، والحسن بن عطية، وعبد الله بن صالح العجلي…
وحدث عنه: الثوري، وشريك، وجرير، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن آدم، وبكر بن بكار، وَحُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ…

ثناء العلماء عليه

قال عنه الإمام الشاطبي في مقدمة متن الشاطبية:
وَحَمْزَةُ مَا أَزْكاهُ مِنْ مُتَوَرِّعٍ*** إِمَاماً صَبُوراً لِلقُرانِ مُرَتِّلاَ

وقال عنه الصفدي: كان عديم النَّظير في وقته علماً وعملاً، وكان رأساً في الورع.
وقال عنه الإمام ابن الجزري: كان إماما, حُجّة, ثِقَة, ثَبتا, رَضِيّا, قيّما بكتاب الله, بصيرا بالفرائض, عارفا بالعربية, حافظا للحديث, عابدا, خاشعا, زاهدا, ورعا, قانتا لله , عديم النظير.
وكان شيخه الأعمش إذا رآه قد أقبل, يقول: هذا حبر القرآن.
قال أبو حنيفة رحمه الله لحمزة:
شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما:
القرآن والفرائض.
وقال سفيان الثوري : ما قرأ حمزة حرفا من كتاب الله إلا بأثر.
وقال يحيى بن معين: سمعت محمد بن فضيل يقول: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة.
وقال عبدالله بن موسى: ما رأيتُ أحدًا أقرأ من حمزة.
وقال الذهبي: فارسُ الكوفة أبو عُمارة حمزة … الزيات الزاهد. أحد السبعة. قرأ على التابعين. وتصدر للإقراء, فقرأ عليه جُل أهل الكوفة… وكان رأسا في القرآن والفرائض، قدوة في الورع… وكان إماماً قَيِّماً لكتابِ الله، قانتاً لله، ثَخِينِ الوَرَعِ، رفِيعَ الذِّكر، عالماً بالحديث والفرائضِ.

توثيقه

قال ابن حجر: ذكره ابن حبان في الثقات.
قال يحيى بن معين: حمزة ثقة.
وقال النّسائيّ: ليس به بأس.
وقال العجلي: ثقة رجل صالح, صاحب سنة.
وقال ابن سعد كان رجلا صالحا، عنده أحاديث وكان صدوقا …
قال الذهبي : وحديثه لا يَنحَطُّ عن رُتبَة الحَسَن.

روى له الجماعة

(مسلم وأبوداوود والترمذي والنسائي وابن ماجه) سوى البخارى، وروى له أبو جعفر الطحاوى.

مؤلفاته

له من المؤلفات كتاب الفرائض، وكتاب القراءة.

وفاته
عاش الإمام حمزة 76 سنة ومات بحلوان في العراق سنة (156 هـ ، 773 م)

وأشهر رواة الإمام حمزة
خلف وخلّاد.

يقول الإمام الشاطبي بعد ما ذكر الإمام حمزة:

رَوَى خَلَفٌ عَنْهُ وَخَلاَّدٌ الَّذِي*** رَوَاهُ سُلَيْمٌ مُتْقِناً وَمُحَصِّلاَ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.