التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

أريد موافقتكم لفتح حلقة تحفيظ قرآن……………….؟ للحفظ

أخواتي أنا من زمان كنت أدرس تحفيظ القرآن والهدف الأول كان عندي اني أحفظ,ومشواري كان طويل والحمدلله حفظت 14جزء,وحصلت على شهادات في التلاوة والتجويد وحصلت على درجة اعدادالمعلمات,
وكنت أدرس فترة زمنية بس بعدهاتعطلت بسبب أطفالي,
والآن ملتحقة بدورالتحفيظ القرآن بس ماقدرت أكمل معاهم بسبب أطفالي برضه الله يحفظ لي اياهم,
لكن فكرت اننا اذا فتحنا مجموعة نحفظ القرآن قدرالمستطاع ونسمع
لأي أحد جنبنا ونسجل مقدارالحفظ والأخطاء بكيذا نقدر نحفظ بدل
الإستسلام لمشاغل الدنيا,والله إني ما أضمن عمري حتى أنتظر ان أولادي يكبروا وأحفظ بعدين.
فايش رأيكم ؟بانتظار ردودكم.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

كتاب التفسير الميسر /الشيخ :عائض القرني‎ – حفظ القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كثيرا ماتحتار المعلمة والطالبة بين كتب التفسير أيها أغزر علما وأيسر عبارة وأنسب للدراسة وأجود خطاً

ومن خلال الاطلاع على كثير من كتب التفسير انتخبنا لك كتاب:

(التفسير الميسر )

لمعده الشيخ الدكتور /عائض بن عبدالله القرني

وهذه جملة مقتطفة من مقدمته :

((يمتاز هذا التفسير بإنه تفسير سهل, يسير ولغتة واضحة ,فلا أذكر فيه الخلافات والاستطرادات ولا الاسرائيليات ولا وجوه القراءات
ولاالأقوال الشاذة والضعيفة
بل عمدت الى القول الراجح واختصرت على زبدة القول والتزمت منهج السلف وجانبت مذاهب المخالفين )).

*وهو بحق كتاب يختصر على المعلمة ساعات البحث والاعداد لدرسها القراني
ويحمل عنها عبأ مسؤولية التأكد من صحة التفسير بإذن الله
_________________________

معلومات عن الكتاب
الكتاب يقع في 752 صفحة يشمل تفسير القرآن كاملا
الطبعة الرابعة 1443-1436
سعرالكتاب 95 ريالا يذهب جزء من ريعه دعماً لقناة الفجر للقران الكريم
الناشر :مكتبة العبيكان

</B></I>

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

الهمزة والإختلاف بين حفص وورش للحفظ

السلام عليكم ورحمة الله

أخواتي العزيزات

رواد ركن نزهة المتقين

صاحبات التواجد المستمر والاتي يسمعن في الحلقات

لدينا تنبيهات بشان اختلاف الروايات وطريقة التسميع

في قراءة حفص بن عاصم

يشدد على كتابة الهمزة وتحقيقها في جميع المواضع

باستثناء همزات الوصل

ولها عدة مواضع في القرآن الكريم

منها

أل التعريف مثال ( الليل _ الشمس ـالأرض )

كلمات مثل ( اسم ـ امرأة ـ ابن ـ اثنين ـ اثنتين )

أفعال الأمر الثلاثية ( اسجد ـ اكتب ـ ارفع )

الأسماء الموصولة ( الذين ـ الذي ـ التي ـ…..)

وبعض المواضع الأخرى

سيطول شرحها

ولكن تطرقت للمهم هنا

لذلك على الحافظة أن تركز أثناء حفظها في المصحف وبعد ذلك

تكتب الهمزات حسب مواضعها

ففي رواية حفص الهمزة حرف لا يجب اسقاطه
بالنسبة لقراءة ورش والتي يقرأ بها أهل المغرب

حيث أتقنوا هذه الرواية ونشروها وعرفوا بها على مدار التاريخ

يكمن الاختلاف بينها أساسا في كيفيّـة نطق بعض الكلمات

(كالكلمات المهموزة، فحفص ينطق بالهمز وورش لا ينطق بها

مثلا: المومنون/ المؤمنون، الارض،/:الأرض، الايمان/الإيمان وهكذا..)

. كما يوجد اختلاف بينها في تقسيم السور إلى آيات وينتج على ذلك في بعض الأحيان

اختلاف في عدد آيات السور من قراءة لأخرى.

وهناك بعض الفروق الصوتية

التي لا نحتاج لإبرازها لأننا نسمع بالكتابة

بالنسبة للحافظة عليها التسميع حسب روايتها

ولا تتقيد برواية حفص

لذلك أعتذر من البنات اللي ألزمتهم بكتابة الهمزات وهم على رواية ورش

ومن اليوم عليهم الكتابة حسب روايتهم

وعليهم اخباري بذلك

جزاكم الله خيرا

ورعاكم الله أينما كنتم

محبتكم أختكم

آمال غير

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

معنى أنزل القرآن على سبعة أحرف


السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه

معنى أنزل القرآن على سبعة أحرف

قال -صلى الله عليه وسلم-:"أنزل القرآن على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه". فما هو القول الراجح في قوله : "سبعة أحرف"؟

حديث الأحرف السبعة من الأحاديث المتواترة تواتراً معنوياً، وأخرجه الأئمة في مصنفاتهم، ولا يكاد يخلو منه مصنف في الحديث، وممن أخرجه البخاري (2419)، ومسلم (818)، والترمذي (2943)، وأبو داود (1475)، ومالك في الموطأ (482) وغيرهم.

وقد اختلف العلماء في تبيين المراد من الأحرف السبعة حتى أوصلها السيوطي في الإتقان إلى أربعين قولاً.
والراجح من هذه الأقوال -والله أعلم- ما ذهب إليه جمهور العلماء أن الأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد.

وتوضيحه : من المعلوم أنَّ للعرب لغات متنوِّعة، ولهجات متعدّدة للتعبير عن معنى من المعاني، فمثلاً : كلمة (( تعال )) يُعبَّر عنها بلغة قبيلة أخرى بـ (( هلم ))، وقبيلة ثالثة بـ (( أقبل )) وهكذا.. فحيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني يأتي القرآن مُنزّلاً بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى الواحد، وحيث لا يكون هناك اختلاف فإنه يأتي بلفظ واحد أو أكثر، ولا يزيد على سبعة ويحسن التنبيه على أمرين قد يلتبسان على بعض الناس:

الأول : أن هذه الأحرف السبعة التي كان القرآن يُقرأ بها كانت من باب التيسير على الأمة حين نزول القرآن، فلما ذلّت به ألسنتهم، وائتلفوا على قراءته، جمعهم عثمان -رضي الله عنه- على حرف واحد هو لسان قريش الذي يقرأ به القرآن اليوم.
الثاني : أن الأحرف السبعة ليست القراءات السبع المشهورة اليوم. فهذه القراءات هي قراءات للحرف الذي اجتمعت الأمة على قراءة القرآن به. والله أعلم.

المصدر: موقع الشيخ خالد بن علي المشيقح

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

تفسير سورة الفاتحة – لتحفيظ القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الفاتحة
وهي مكية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7) .
( بِسْمِ اللَّهِ ) أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى, لأن لفظ ( اسم ) مفرد مضاف, فيعم جميع الأسماء [الحسنى]. ( اللَّهِ ) هو المألوه المعبود, المستحق لإفراده بالعبادة, لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال. ( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء, وعمت كل حي, وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة, ومن عداهم فلهم نصيب منها.
واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها, الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات.
فيؤمنون مثلا بأنه رحمن رحيم, ذو الرحمة التي اتصف بها, المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها, أثر من آثار رحمته, وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه عليم ذو علم, يعلم [به] كل شيء, قدير, ذو قدرة يقدر على كل شيء.
( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) [هو] الثناء على الله بصفات الكمال, وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل, فله الحمد الكامل, بجميع الوجوه. ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الرب, هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه لهم, وإعداده لهم الآلات, وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة, التي لو فقدوها, لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة, فمنه تعالى.
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين, ورزقهم, وهدايتهم لما فيه مصالحهم, التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه, فيربيهم بالإيمان, ويوفقهم له, ويكمله لهم, ويدفع عنهم الصوارف, والعوائق الحائلة بينهم وبينه, وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير, والعصمة عن كل شر. ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
فدل قوله ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) على انفراده بالخلق والتدبير, والنعم, وكمال غناه, وتمام فقر العالمين إليه, بكل وجه واعتبار.
( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى, ويثيب ويعاقب, ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات, وأضاف الملك ليوم الدين, وهو يوم القيامة, يوم يدان الناس فيه بأعمالهم, خيرها وشرها, لأن في ذلك اليوم, يظهر للخلق تمام الظهور, كمال ملكه وعدله وحكمته, وانقطاع أملاك الخلائق. حتى [إنه] يستوي في ذلك اليوم, الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.
كلهم مذعنون لعظمته, خاضعون لعزته, منتظرون لمجازاته, راجون ثوابه, خائفون من عقابه, فلذلك خصه بالذكر, وإلا فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.
وقوله ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) أي: نخصك وحدك بالعبادة
والاستعانة, لأن تقديم المعمول يفيد الحصر, وهو إثبات الحكم للمذكور, ونفيه عما عداه. فكأنه يقول: نعبدك, ولا نعبد غيرك, ونستعين بك, ولا نستعين بغيرك.
وقدم العبادة على الاستعانة, من باب تقديم العام على الخاص, واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده.
و ( العبادة ) اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال, والأقوال الظاهرة والباطنة. و ( الاستعانة ) هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع, ودفع المضار, مع الثقة به في تحصيل ذلك.
والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية, والنجاة من جميع الشرور, فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما. وإنما تكون العبادة عبادة, إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله. فبهذين الأمرين تكون عبادة, وذكر ( الاستعانة ) بعد ( العبادة ) مع دخولها فيها, لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى. فإنه إن لم يعنه الله, لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر, واجتناب النواهي.
ثم قال تعالى: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا للصراط المستقيم, وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته, وهو معرفة الحق والعمل به, فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط. فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان, والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته, لضرورته إلى ذلك.
وهذا الصراط المستقيم هو: ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. ( غَيْرِ ) صراط ( الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط ( الضَّالِّينَ ) الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم.
فهذه السورة على إيجازها, قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن, فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .
وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة, يؤخذ من لفظ: ( اللَّهِ ) ومن قوله: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى, التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه, وقد دل على ذلك لفظ ( الْحَمْدُ ) كما تقدم. وتضمنت إثبات النبوة في قوله: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) وأن الجزاء يكون بالعدل, لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.
وتضمنت إثبات القدر, وأن العبد فاعل حقيقة, خلافا للقدرية والجبرية. بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع [والضلال] في قوله: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع [وضال] فهو مخالف لذلك.
وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى, عبادة واستعانة في قوله: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) فالحمد لله رب العالمين.

تفسير الشيخ السعدي رحمه الله

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

نزهة المتقين: آيات وتأملات 1 للحفظ

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد المُرسل بالآيات البينات، ليخرج الناس إلى النور من الظُلمات.
وبعد:
فمن أجّل نعم الله على الإنسانية أن تعهد ببقاء القرآن محفوظاً من التغيير، محمياً من جهل التأويل، وتحريف الغالين وانتحال المُبطلين، فيسّر حفظه وتلاوته ودعا إلى تدبره والتفقُه في معانيه وفهم مبانيه، وحثّ على ذلك بقوله في الحديث القدسي: {من شغله كتابي عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطى الشاكرين}وفى رواية (السائلين).
والقرآن مصدر مِعطاء وعطاء سخي {لا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد} وأهل القرآن هم أهل الله كما جاء في الحديث الشريف: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: {إنَّ هذا القرآن مأدبة الله في أرضه، فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، وإنَّ هذا القرآن هو حبل الله، فهو نوره المُبين والشفاء النافع، عصمة لمَن تمسّك به ونجاة لمَن اتبعه، لا يعوج فيُقوم ولا يزيغ فيستعتب} صححه الحاكم(الترغيب والترهيب).
فدعونا نطوف في روضة فينانة وحديقة غناء، نقف على دروس وعِبر نستقيها من نبع القرآن تُكسب النفس أُنساً وروحاً.

{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة 37


*كان تحريم الأكل من الشجرة اختبارًا للإرادة لأنها من أهم المُقومات التي يحتاجها لأداء وظيفة الخلافة التي من أجلها خُلِق

كان لابد لسيدنا آدم أن يتعرف على معنى الإرادة وأن يتدرب على تقويتها فكان هذا الاختبار وهذه أفضل وسائل التربية: (التربية بالموقف).
وهناك غرائز قد رُكبت في تكوين الإنسان، ولئن كان الشيطان قد استغل غريزتي التملُك وحب الخلود في إغوائه إلا أن غريزة أصيلة أخرى قد ساعدته في العودة إلى الله والإنابة إليه وهى (غريزة التديُن).
ولئن كانت غريزتا التملُك وحب الخلود تُمثلان الاتجاه المادي في تكوينه فإن غريزة التديُن تُمثل أثر الروح في كيانه وهى لا شك أقوي وأدوم.
هذه الغريزة هي التي تدفع الإنسان للتوبة إذا ما أخطأ، لهذا فإن الإنسان-أي إنسان-مهما بلغ بُعده عن ربه وإعراضه عن صراطه المُستقيم فإن استعداده الفطري للعودة إلى الله يجعل إمكانية هدايته دوماً موجودة.
ولا يوجد دليل على هذا أقوي من إسلام عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-بعد عداوته الشديدة للمُسلمين وفى نفس اليوم الذي بلغت فيه العداوة ذروتها حينما قرر قتل النبي-صلى الله عليه وسلم-.
*جوهر الإسلام الطاعة المُطلقة لله
امتثالاً لأوامر الله وبلا مُناقشة ولا تعلُق الاستجابة له على معرفة حكمة هذا الأمر {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا} الأحزاب 36
*كيف تقع المعصية؟؟
يختار الشيطان نقطة الضعف في الكيان البشرى بأن يأتي من قِبَل الغرائز فيُشعلها ويُلح عليه وُيخفى عنه عواقبها.
والإنسان بما رُكب فيه من الغرائز عنده قابلية كبيرة للمعصية واستعداد كبير للغواية إذا لم يعتصم بربه ويُحسن التوكُل عليه ويُكثر من ذِكره ويلتزم بشريعته {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} طه 123
هذه كلها إجراءات وقائية ليس هدف الإسلام منها أن يكون المُسلم بلا معصية فهذا مستحيل، قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: {كل بني آدم خطّاء وخيرُ الخطائين التوابون} حديث حسن رواه الترمذي عن أنس وأخرجه ابن ماجة والدارمى وأحمد
بل إن المُتقين لا يُفترض أن يكونوا بلا معصية وقد أورد الله تعالى في كتابه الكريم من صفات المُتقين {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} آل عمران 135
إن هدف الإسلام أن تكون الطاعة لله هي الأصل في حياة المسلم فإذا وقع في المعصية عاد سريعاً إلى ربه بالتوبة.

*أثر المعصية

للمعصية آثار في النفس وفى زوال النِعم {فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ}، مما كانا فيه من سكينة نفس وراحة بال ومما كانا فيه من نِعم الله الحسية أيضاً.
وكثير من الناس يظنون أن المعاصي ليس لها أثر على سير حياتهم هي فقط سيئات تُكتب في الموازين لا تتأثر بها الحياة
يقول ابن عباس: (إن للمعصية سواداً في الوجه وظُلمة في العقب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبُغضاً في قلوب الخلق).
الذنوب أشد ضرراً على الإنسان من السموم لأن السموم تُمرض البدن فقط أو تُميته والموت نهاية كل حي أما الذنوب والمعاصي فإنها تُمرض القلب أو تُقسيه وتمحق نوره وتُفقده حساسيته وقدرته على رؤية الحق، قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} المطففين 14
كل معصية تُكوّن نَكْتَة سوداء حتى يتكون ران كثيف من تراكُم المعاصي فيُغطى القلب فيحجب النور عنه حتى يعمى القلب فيموت.

*لا أحد أحب للعذر إليه من الله

يقول الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ* وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا*يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} النساء26-28
حتى بعد أن يقع الإنسان في المعصية تبقى أمامه فرصة لمحوها بالتوبة ليعود للقلب صفاؤه..ربه مُقبل عليه يحثه على الإسراع فالمغفرة مضمونة {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} آل عمران 133

*تعجيل التوبة… لماذا؟؟

إذا اشتبك ثوبك في مسمار وجب عليك أن ترجع إلى الخلف لتُخلصه كما قال ابن الجوزى أما إذا تُرك الذنب بلا توبة فإنه يتمكن في القلب حتى يُحبه فلا يتركه أبداً وتُصبح المعصية عادة يعتادها وهذا يُضعف القلب فيجترئ على ارتكاب ذنوب أُخرى، فالذنب يُسهل الذنب التالي وهكذا.
وأفضل مثال على هذا قصة قاتل المائة.

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ*إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ*وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} البقرة 165-167

*المحبة نوعان:


1-محمودة:

تجلب لصاحبها السعادة في الدنيا والآخرة وهى كل محبة أصلها محبة الله وإرادة وجهه.

2-مذمومة:

هي كل محبة لا يكون أصلها محبة الله وإرادة وجهه.
*هل يحدث أن تُحب النفس ما يضرها ؟ وما الضابط في ذلك؟
قد يحدث هذا إذا كان الإنسان يجهل ضرر هذا الشيء ويُقوى هذه المحبة تعلُق القلب به واعتياده عليه، لهذا كان العلم هو العاصم من هذا المُنزلق الخطير فالنفس إن لم تتبع العلم قادها إبليس إلى حطام الهوى.
فمحبة الله هي التي من أجلها خلق العباد وفيها سعادتهم أما محبة البشر للبشر لغير وجه الله فتحدث عندما يكون حُب الله في القلب ضعيفاً فهذا يُغرى الشيطان بالتسلُط وتزيين هذه المحبة المذمومة حتى تستوعب طاقة الحب كاملة فتُنحِى العقل جانباً، لهذا فقد يُطيع من وقع في هذا المرض محبوبه أكثر من طاعته لله فيُصبح محبوبه في قلبه لله نِداً.
وهنا تأتى أهمية تمكين حُب الله عز وجل في القلوب.

*الأسباب الجالبة لمحبة الله عز وجل:


1-التقرُب إلى الله بالنوافل

ففي الحديث القدسي: {ولا يزال عبدي يتقرب إلىَّ بالنوافل حتى أُحبه} البخاري

2-دوام ذِكر الله على كل حال باللسان والقلب والعمل

فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذِكر فالذِكر باب المحبة.

3-إيثار مَحاب الله عز وجل على مَحاب النفس عند غَلَبة الهوى

4-مُشاهدة بِر الله عز وجل وإحسانه

قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: {أحِبوا الله لِما يغذوكم به من نعمة وأحِبوني لحُب الله} حديث حسن (البخاري)
فالتفكير في آيات الله في الكون وتدبُر آيات القرآن العظيم لمعرفة صفاته من أفعاله من جلال وكمال ورحمة.

5-الخُلوة بالله عز وجل وقت النزول الإلهي

بمُناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدُب بأدب العبودية بين يديّه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.

6-إذا أردتَ المحبة فادخل عليه سبحانه من أحد هذه الأبواب:

-التقوى: فإن الله يُحب المُتقين
-الإحسان: فإن الله يُحب المُحسنين
-الصبر: فإن الله يُحب الصابرين
-التوبة: فإن الله يُحب التوابين ويُحب المُتطهرين
-التوكل: فإن الله يُحب المُتوكلين
-الجهاد: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} الصف 4

*أثر محبة الله في القلوب:

إذا تمكن حب الله من القلوب زاد إقبال القلب على الأسباب التي تُقربه من الله.
فلننظر إلى تسابُق الشهداء في احتفالية الشهادة، ولنتأمل لهفة أنس بن النضر (واهاً لريح الجنة).
ولننظر إلى هذا الرجل الذي يحمل جنته في صدره..يقول الإمام ابن تيمية: (ماذا يفعلون بى وجنتي في صدري؟؟ إن حبسي خُلوة ونفيي سياحة وقتلى شهادة).

*فما مصير من فرّط في هذه المحبة؟؟

{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة 24

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ*وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُواْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ*وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ*وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ*فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} البقرة 246-251

*دروس وعِبر:


1-عدم الانخداع بثورة العواطف

إذ كيف ُيجاهد الأعداء من فشل في جهاد نفسه وامتلأ قلبه بحب الدنيا.
يقول سيد قطب-رحمه الله-: (إنَّ أشد الناس حماسةً واندفاعاً وتهوُراً قد يكونون هم أشد الناس جزعاً وانهياراً وهزيمةً عندما يَجِد الجَد وتقع الواقعة بل إن هذه قد تكون القاعدة، ذلك أن الاندفاع والتهوُر لا يعنى دائماً الشجاعة لكن هذا الموقف قد يكون مُنبعِثاً من قِلة الاحتمال والصبر حتى إذا وُوجهوا بالمعركة ووجدوها أشد مما تصوروا كانوا أول الصف نكولاً وانهياراً).
وهذه القاعدة لها شواهد كثيرة في الحياة وينبغي لكل من تصدى لمهمة الإصلاح أن يفهمها جيداً.

2-مكانة الوطن

القرآن الكريم وضَّح في كثير من المواضِع مكانة الوطن بالنسبة للإنسان فليس هناك بلاء أشد على النفس من الإخراج من الوطن
لقد ساوى القرآن بين الخُروج من الوطن ومُفارقة الحياة في قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} النساء 66

وقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ*ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} البقرة 84-85

وفى قوله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ*إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الممتحنة8-9

لهذا فإن من أشد ألوان الظُلم إخراج الناس من أوطانهم وهذا دأب الظالمين {لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} إبراهيم 13

وهذا يجعلنا نفهم حجم ما يُعانى منه إخواننا الذين أُخرجوا من ديارهم في فلسطين أو من أُخرجوا من ديارهم إلى سجون الظالمين.

3-الاستكانة ظُلم أيضاً

القرآن وصف هؤلاء المُستضعفين بأنهم ظالمون {تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.
فالظُلم عملية لابد لها من طرفين: ظالم مُخاصم للحق ومظلوم يكلؤه الله بعنايته ويستجيب دعاءه طالما أنه يبذل وسعه في مُقاومة هذا الظُلم، أما إذا رضي بهذا الظُلم فإنه يُصبح ظالماً أيضاً.
يُصوِر القرآن هذا المعنى فيقول: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} سبأ 31
لقد وصف القرآن كُلاً من المُستضعفين والمُستكبرين بأنهم ظالمون، فلماذا وصف المُستضعفين هذا الوصف؟؟
أولاً: لأنهم ظلموا أنفسهم بإتباعهم سبيل المُجرمين.
ثانياً: لأنهم ظلموا الحق الذي يدَّعون اعتناقه بتقديم صورة مُشوَهة له.
ثالثاً: لأنهم زيَّنوا للطُغاة أعمالهم بطاعتهم لهم ولم يردعوهم.

4-من الأمانة وضع الرجل المُناسب في المكان المُناسب

{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}
فالقائد لا يُشتَرَط أن يكون أكثر الناس مالاً أو أعرقهم نسباً وحسباً لكن يُشَتَرط لوظيفته أن يكون صاحب علم بفنون القتال وطبائع الناس وأيضاً أن يكون قوى الجسم قادراً على مُجالَدة الأبطال.
وقد استخدم طالوت علمه في تنقية الصف من الجُبناء والمُثبطين فكان امتحان النهر لاختيار الصابرين الطائعين فعلى هؤلاء ينزل النصر.

5-{كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}

القاعدة في معارك الإسلام الظافرة أن المُسلمين ينتصرون مع قِلة عددهم على أعدائهم فالعِبرة ليست بالعَدد والعتاد وإن كان المُسلمين مُطالبون بإعداد العُدة {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} الأنفال60
وغزوة بدر خير شاهد على ذلك، بينما كان يوم حنين درساً في أن النصر ليس بالعدد {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} التوبة 25

6-استكمال النقص بالدعاء

{وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} البقرة 250

7-الوقوف في وجه الباطل باب للخيرات

{وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء}
ثلاث مِنح لداود بالإضافة إلى النصر مُكافأة له على التصدي لجالوت.
ثم منحة أخرى للأُمة التي يقوم فيها من يتصدى للباطل ليمنع انتشار الفساد فيها فهؤلاء مصدر خير لأُمتهم وصِمام أمان للمُجتمع {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ}
هؤلاء هدية الله للمُجتمع المُسلم {وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} فينبغي للمُجتمع أن يُحسِن استقبال مِنح الله له بالإحسان إلى الدُعاة وإنزالهم منازلهم.

*{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} البقرة 261

المال الذي يُنفقه المُتصدقون هو مال الله كما أن الزرع هو هبة من الله لا يملك الإنسان فيها شيئاً حيث اشترك في إيجاد حبة القمح الشمس والأرض والهواء والماء.
والله واسع عليم ولا يضيق عطاؤه بل يُضاعف الأجر للمُعطى ويُبارك له وهو عليم بنية العبد في إنفاقه ولا يُعطى هذا العطاء إلا لمن أنفق ماله طلباً لفضل الله ورضوانه.
يقول ابن القيم: (والله يُضاعف لمَن يشاء فوق ذلك بحسب حال المُنفق وإيمانه وإخلاصه وإحسانه ونفع نفقته وقدرها ووقوعها وموقعها، فإن ثواب الإنفاق يتفاوت بحسب ما يقوم بالقلب من الإخلاص وانشراح الصدر بالإخراج من غير جزع ولا هلع).
وحاجة المُتصدق للصدقة أعظم من حاجة الآخِذ لها، قال تعالى: {وَأَنفِقُوا خَيْرًا لّأَنفُسِكُمْ} التغابن 16

*ما هي السنابل؟؟؟


1-تزكية نفسه

{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} التوبة 103
فالنفس جُبلت على حب المال والحرص على جمعه وكلما جمع من المال زاد حبه لجمعه فلا تنقضي هذه الشهوة بل هي كالنار كلما زاد وقودها زادت اشتعالاً ولهذا كان الشُح من أعظم آفات النفس لأنه يربطها بحب الدنيا ولا يوجد ما يحفظ النفس من هذا المرض الخطير إلا الإنفاق.
والشُح هو العقبة الكبيرة التي لابد للإنسان من عبورها في طريقه إلى الجنة {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ*فَكُّ رَقَبَةٍ*أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ*يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ*أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} البلد 11-16
هكذا قررت الآيات أن الإنفاق بأبوابه المُختلفة هو الخطة الناجحة لاقتحام هذه العقبة.
بل إن منزلة البِر التي هي من أعلي المنازل في السير إلى الله والتي تَهدِى إلى الجنة لا يتوصل إليها إلا بالإنفاق {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} آل عمران 92

ومن أراد وجه الله فليُنفق {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الروم 38

ومن أراد رحمة الله فليُنفق {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}التوبة 99

2-بركة في المال وسِعة في الرزق

قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: {ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا مَلَكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعطِ مُنفقاً خَلَفاً، ويقول الآخر: اللهم أعطِ مُمسكاً تلفاً} مُتفق عليه (اللؤلؤ والمرجان)
والصدقة تُطهر المال، قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:
{ألا إن البيع يحضره اللغو والحلف والكذب فشوبوه بالصدقة}حسَّنه الألباني.

3-دفع البلاء

عن أبى أمامة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: {داووا مرضاكم بالصدقة} حسَّنه الألبانى في صحيح الجامع الصغير.

وقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: {صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تُطفئ غضب الرب وصِلة الرحم تزيد في العمر} حسن رواه الطبراني.

4-تيسير الأمور

{فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى*وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} الليل 5-7
والمُتصدق كلما تصدَّق بصدقة انشرح لها قلبه واتسع بها صدره بل إن أبا سليمان الدارانى يذهب إلى أبعد من ذلك فيقول: (الصدقة ثقة في الله تعالى) لهذا قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: {الصدقة برهان}.
ومَن وثق بالله في رزقه زاد في حُسن خلقه وأعقبه الحُلم وسخت نفسه في نفقته وقلَّت في الصلاة وساوسه.

5-ظِل لصاحبها يوم القيامة

عن أبى هريرة قال: رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: {سبعة يُظلهم الله في ظِله يوم لا ظِل إلا ظِله} وذكر منهم {رجلاً تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفِق يمينه} مُتفق عليه (اللؤلؤ والمرجان).
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: {كل امرئ في ظِل صدقته حتى يُقضَى بين الناس} رواه احمد ورواته ثِقات.

6-حِجاب من النار

قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: {اتقوا النار ولو بشِق تمرة} مُتفق عليه.

7-سنبلة الحسنات المُدخَرة تُثقِل الميزان

الصدقة الجارية من أبواب الحسنات التي يستمر خيرها إلى يوم القيامة.
وصدقة بإخلاص تُغير السلوك وتُسبِب الهداية فتُوضَع في ميزان العبد مُتنامِية إلى يوم القيامة.
وكان على بن الحسن إذا أتاه سائل رحب به وقال: مرحباً بمَن يحمل زادي إلى الآخرة.
*أيها الزارع أحسِن اختيار التَقَاوِي

مُواصفات الصدقة الطيبة:


1-إخراجها من حلال

{أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} البقرة 267

2-أن تكون مما تُحب من مالك

كان الربيع بن خيثم إذا جاءه السائل قال: أطعموه السكر فإنَّ الربيع يُحب السكر.

3-أن يبحث في أقاربه أولاً

سُئِل النبي-صلى الله عليه وسلم-: ما أفضل الصدقة؟ فقال: {أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح} أي الذي لا يألفك
وقال-صلى الله عليه وسلم-: {الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصِلة} إسناده صحيح رواه أبو داود والترمذي.

4-إعطاؤها من جُهد المُقِل

أي من مال قليل لأن الثقة في الله أعلى في هذه الحال.

5-تعجيلها مَخَافة الفَوْت

وأن تكون في سبيل الله وبنفس طيبة.

6-إعطاؤها في السر مَخَافة الرِياء

كما أن هذه الطريقة تحفظ الآخِذ من الُذل والانكسار.

7- أن يتجنب المَنّ والأذى

{لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَى}
فإن هذا يقتل النبات ولا يُظهِر السنابل.

والآن لنتساءل:

– أُتِىَ إلى عمر بن الخطاب ب 22 ألف درهم فلم يقُم من مجلسه حتى فرقها….تُرى لو كان هذا المال في يدكِ كم كُنتِ ستُخرجين منه ؟؟؟
– هل تعلمين عن الفقراء والأيتام في عائلتكِ وفى جيرانكِ وتصلينهم بنفقتك ؟؟؟
– هل عندكِ ملابس لا تستخدمينها ؟؟؟ هل تعرفين فضل من كسي مُسلماً ثوباً ؟؟؟؟


{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} البقرة 260

*دروس وعِبر:

1-الدعاء باب للترقِّي في اليقين

أراد عليه السلام أن يترقَّى من علم اليقين إلى عَيْن اليقين فدعا ربه {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} فالنفوس تشتاق للمُعاينة.
وهذا الباب (باب الدعاء للترقِّي في منازل اليقين والطمأنينة) اهتم به السلف فكان من دعائهم (اللهم هَب لي نفساً مُطمئنة إليك).

2-أبواب أخرى للترقِّي في اليقين والطمأنينة:

-الذِكر:
ومنه قراءة القرآن (الذين آمنوا وتطمئنُ قلوبهم بذِكرِ اللهِ ألا بذِكرِ اللهِ تطمئنُ القلوب).
-الدعوة:
قيام العبد مقام الدعوة إلى الله ومُجاهدة أعداء الله وقُطاع الطريق إليه فإن ما يحمله ويتحمله فوق ما يحمله الناس ويتحملونه وقد يضعُف صبره ويُدركه الضجر فيُدركه الله بإحسانه فيُنزِّل السكينة عليه {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ} الفتح 18
ج-البلاء:
كما أن مُجاهدة أعداء الله قد يَنشَأ عنها ابتلاء المُؤمنين بألوان البلاء من سجن وتعذيب أو تضييق ولا ريب أن المُبتلَى إذا قويت مُشاهدته للمثوبة سكن قلبه واطمأن بمُشاهدة العِوض وقد تقوى مُلاحظة العِوض حتى يستلذ بالبلاء ويراه نعمة.

3-لابد من الجهد والمشقة لبلوغ الآمال

لماذا يتكبد إبراهيم-عليه السلام-كل هذه المشقة في صعود أربعة جبال ليُوزع الطير المذبوح ؟؟؟؟
هكذا يُربى الله عز وجل أولياءه من التعب لتعليم مَن أراد أن يتعلم وهذا ما حدث لموسى-عليه السلام-حينما أراد أن يتعلم من الخضر فسار مسافة طويلة.
فليعلم هذه الحقيقة كل مَن أراد أن يصل لنفس مُطمئنة.

4-{وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

منهج تعليمي أيضاً.
فالله عزيز أي غالب لا يمتنع منه شيء فالسائر إلى الله يُوقِن بنصر الله لأهل الحق وإن تخلَّى عنهم أهل الأرض جميعاً وإن حاربوهم فإن الله معهم وهو حسبهم وكافيهم ووليهم.
والله حكيم فمع قدرته على نصرة الحق وتدمير الباطل وأهله إلا أن نصره وتوفيقه يأتي في الموقع المُناسب وفى الوقت المُناسب وليس بأماني الناس.
إن درس التعرُف على أسماء الله الحسنى وصِفاته العُلا من خلال القصة هو أهم الدروس على الإطلاق لأنه يُفضى إلى أشرف المعارف وهذا يُوضِح منهجاً للمُسلم في التعامُل ليس فقط مع قَصص القرآن ولكن أيضاً مع أحداث الحياة: إنه التعرُف على الله من آياته وأفعاله.
مما يُوضِح أن معرفة الأسماء والصفات لها أثر في العقيدة وأيضاً في السلوك.

وإلى لقاء آخر مع آيات بينات من كتاب الله تعالى نفعني الله به وإياكن حبيباتي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

ََالقوارير ـــو~~~ الؤلؤ ــــو المرجـــان ~~~ََ – لتحفيظ القرآن

حياكن الله أخواتي بهذا التجمع الجديد،

الذي أتمنى أن يكون فيه الكثير من الخير، و أن نستغل وقتنا في العبادات

و نتنافس لتربية أنفسنا و تعويدها على الطاعات.

من مدة و أنا أريد فتح هذا الموضوع، لكن كل مرة هناك ضروف،
و حكاية التسويف~~
و لا حول و لا قوة إلا بالله
لكن و لله الحمد قلت هذه المرة ليس هناك شيء سوف يوقفني،

بإذن الله

لأنني بدأت أحس نفسي أنني من هاجري القرآن.
و فكرت كثيرا أي فكرة جديدة ممكن أن تعينا على المواصلنا بينا،
و أن نحفظ كتاب اللهبتنافس جميل و خفيف،
ينشطناو يزيد من ترابطنا.

و يجل بينا أخوة في الله صادقة.
تنافسنا سوف يكون مختلف عن باقي التجمعات،
لأنه ليس بإسم السورة و لكن بعدد الأيات

حتى نجمع أكبر عدد ممكن من الأخوات معنا،

و يا ريت من تريد أن تسجل معنا أن تكون جادة جدا
فأنا أحتاج لمن يأخد بيدي بهذا الوقت، و ليس الذي يزيدني كسلا و خمولا.
و أن يكون هذا الموضوع مهما لها بأول درجة، عن أي شيء ثاني.
يعتمد هذا التنافس أساسا، على أن نكون من حفظة القرآن.

فمرحبا و أهلا و سهلا بكم فيــــــ ~~~

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

♥♥حلقة حفظ سورة مريم ♥♥ – حفظ القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام و إنت بخير يا بنات

اليوم إن شاء الله فتحت حلقة لحفظ سورة مريم بإذن الباري

يعني وحبيت إنو إن شاء الله يكون فيه تنافس

والتسميع راح يبدأ من اليوم إن شاء الله أو غذا إن شاء الله

وراح تكون يعني تقريبا نصف صفحة يوميا

وبعد ما ننتهي

راح نزل إمتحان إن شاء الله

و اللي حابة تشترك معنا فألف مرحيا

في حفظ الله

محبتكم في الله زمهرير

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

نزهة المتقين**.. سلسلة القراءات العشر المتواترة ..** (6) قراءة حمزة الكوفي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:

نستكمل اليوم بإذن الله

**.. سلسلة القراءات العشر المتواترة ..**

الإمام السادس
حمزة الكوفي وراوييه

ترجمة الإمام حمزة الكوفي تعالى

اسمه ونسبه

هو الإمام الحَبْر القدوة، شيخ القراءة، أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل، الكوفيُّ التَّيْمِيُّ الزَّيَّات، أحد القُرَّاء العشر. وإنما قيل له (الزيات)؛ لأنه كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان (وهي مدينة في أواخر سواد العراق مما يلي بلاد الجبل)، ويجلب من حلوان الجبن والجوز إلى الكوفة، فعُرِف به. وُلِد بالكوفة سنة (80هـ/ 700م)، وأدرك الصحابة بالسن، فيحتمل أن يكون رأى بعضهم.

أخذ القراءة عرضا عن سليمان الأعمش, وجعفر بن محمد الصادق, وحمران بن أعين, وأبي إسحاق السبيعي , و أبي إسحاق الشيباني, ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى, وطلحة بن مصرف, ومغيرة بن مقسم, ومنصور بن المعتمر, وعاصم.
وقيل: بل قرأ الحروف على الأعمش ولم يقرأ عليه جميع القرآن.
قالوا: استفتح حمزة القرآن من حران, وعرض على الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي ليلى.
وكان الأعمش يجود حرف ابن مسعود, وكان ابن أبي ليلى يجود حرف علي, وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف, وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان … وهذا كان اختيار حمزة.

أخذ عنه القرآن عدد كثير: كسليم بن عيسى، والكسائي، و ابن المبارك, وعابد بن أبي عابد، والحسن بن عطية، وعبد الله بن صالح العجلي…
وحدث عنه: الثوري، وشريك، وجرير، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن آدم، وبكر بن بكار، وَحُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ…

ثناء العلماء عليه

قال عنه الإمام الشاطبي في مقدمة متن الشاطبية:
وَحَمْزَةُ مَا أَزْكاهُ مِنْ مُتَوَرِّعٍ*** إِمَاماً صَبُوراً لِلقُرانِ مُرَتِّلاَ

وقال عنه الصفدي: كان عديم النَّظير في وقته علماً وعملاً، وكان رأساً في الورع.
وقال عنه الإمام ابن الجزري: كان إماما, حُجّة, ثِقَة, ثَبتا, رَضِيّا, قيّما بكتاب الله, بصيرا بالفرائض, عارفا بالعربية, حافظا للحديث, عابدا, خاشعا, زاهدا, ورعا, قانتا لله , عديم النظير.
وكان شيخه الأعمش إذا رآه قد أقبل, يقول: هذا حبر القرآن.
قال أبو حنيفة رحمه الله لحمزة:
شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما:
القرآن والفرائض.
وقال سفيان الثوري : ما قرأ حمزة حرفا من كتاب الله إلا بأثر.
وقال يحيى بن معين: سمعت محمد بن فضيل يقول: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة.
وقال عبدالله بن موسى: ما رأيتُ أحدًا أقرأ من حمزة.
وقال الذهبي: فارسُ الكوفة أبو عُمارة حمزة … الزيات الزاهد. أحد السبعة. قرأ على التابعين. وتصدر للإقراء, فقرأ عليه جُل أهل الكوفة… وكان رأسا في القرآن والفرائض، قدوة في الورع… وكان إماماً قَيِّماً لكتابِ الله، قانتاً لله، ثَخِينِ الوَرَعِ، رفِيعَ الذِّكر، عالماً بالحديث والفرائضِ.

توثيقه

قال ابن حجر: ذكره ابن حبان في الثقات.
قال يحيى بن معين: حمزة ثقة.
وقال النّسائيّ: ليس به بأس.
وقال العجلي: ثقة رجل صالح, صاحب سنة.
وقال ابن سعد كان رجلا صالحا، عنده أحاديث وكان صدوقا …
قال الذهبي : وحديثه لا يَنحَطُّ عن رُتبَة الحَسَن.

روى له الجماعة

(مسلم وأبوداوود والترمذي والنسائي وابن ماجه) سوى البخارى، وروى له أبو جعفر الطحاوى.

مؤلفاته

له من المؤلفات كتاب الفرائض، وكتاب القراءة.

وفاته
عاش الإمام حمزة 76 سنة ومات بحلوان في العراق سنة (156 هـ ، 773 م)

وأشهر رواة الإمام حمزة
خلف وخلّاد.

يقول الإمام الشاطبي بعد ما ذكر الإمام حمزة:

رَوَى خَلَفٌ عَنْهُ وَخَلاَّدٌ الَّذِي*** رَوَاهُ سُلَيْمٌ مُتْقِناً وَمُحَصِّلاَ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

اللي يعرف الاحكام التجويديه يدخل طلبتكم – لتحفيظ القرآن

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته

ابي اعرف الحكم التجويدي

في كلمه

الأنْــوار

طبعا كان درسنا احكام النون والميم الساكنه والتنوين
المهم
انا قلت للاستاذه

الأنْــوار>>>دام النون ساكنه وبعدها واو بتكون ادغام بغنه

قالت. اجابتي خطأ فهموني ليش وشيكون حكمها اجل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده