بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن سار على نهجهم متبعا لا مبتدعا إلى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
أيها الجمع الطيب..يا من تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله..إليكم أسدي هذه الكلمات تعقبها فتوى شرعية.
أيها الجمع الطيب أخوانا وأخوات..في هذا الزمان..الذي طفت فيه الفتن والمعاصي وطفحت وانقسم الناس فيه إلى فريقين لا ثالث لهما..فريق آمن بالله وأطاعه وهذا أفراده ممن أدركتهم الصحوة الإسلامية المباركة التي تنتشر في عالمنا الإسلامي..وفريق لا زال يتخبط في مستنقعات الضلالات والغفلة والمعاصي والآثام..فريق في الجنة..وفريق في السعير..حزب لله..وحزب للشيطان.
إنتشرت المعاصي واستشرت حتى وقع فيها بعض الأفراد من حزب الله..جهلا منهم..أو تهاونا..أو غفلة عابرة..فكان حريا بي..وحريا بكل مؤمن ومؤمنة في هذه الأمة أن يناصح وأن ينافح..عن المعروف ويحارب المنكر أينما وجد وبكل وسيلة ممكنة متاحة.
ولهذا..فقد أحببت..وقلبي يقطر دما وألما..أن أسوق إليكم هذه الفتوى الشرعية التي سئل فيها الشيخ العلامة (محمد الصالح المنجد)..حماه الله وأيده..وعسى الله أن يوقظ بها قلوبا غافلة..ويسمع بها آذانا..ويفتح بها أبوابا..ولاحظوا ان السائلة هنا حديثة عهد بالإسلام فتخيلوا مدى حرصها وحماسها لإرضاء ربها وهي التي نشأت في بيت كافر بينما بنات المسلمين يتفلتن ويتضايقن ويتبرمن من أي قيود شرعية او شروط إسلامية..تخيلوا وقارنوا بين هذه الأخت المباركة..وبين غيرها..وانظروا كيف تكون النفوس علية كبيرة بالإسلام..بينما تصبح دنية متردية بغيره..هذا ما احببت التنويه إليه..وإليكم الفتوى :
***
أسلمت مؤخرا ، ووالداي على النصرانية . وهما يقبلان بالمشاركة في حفل زواج إسلامي . لكن ما هي الخطوات اللازمة لإتمام ذلك ؟ الحفل سيقام في بيتهما ، وقد وافقا على متطلبات الطعام والشراب اللازمة بالحفلة التي تتبع مراسيم الزواج . ونحن نريد أن نقيم الحفل بطريقة لا تتسبب في مضايقة أي أحد . لكن ليس عندي علم بما يجب أن يجرى قبل الحفل .. وفي أثنائه .. وبعده ، وأريد أن أتأكد من أن كل شيء قد وضع في مكانه الصحيح ، حتى لا أجد في المستقبل أن زواجي بطل لأننا لم نقم بإحدى الخطوات . كنت أظن بأننا قد تزوجنا ، لكني وجدت أننا لم نقم بذلك وفقا للطريقة الصحيحة . أنا بحاجة لأن أعرف.
الجواب:
الحمد لله
أما إقامة حفل الزفاف على طريقة إسلامية ، فينبغي فيه البعد عن المنهيات الشرعية التي يتساهل فيها كثير من الناس في الأفراح ، ومن المنهيات :
ما يتعلق بالمرأة مثل :
الذهاب إلى مزيِّن شعر من الرجال الأجانب ، وإصلاح الشعر عنده ، أو امرأة تزيِّن بمحرَّم كترقيق الحاجب بنتفه وهو النمص والوشم أو وصل الشعر وغير ذلك من المحرمات لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة . تقليد الكفار في لباسهم ، وغالباً ما يصير ثوب الزفاف فيه إظهار لكثير من مفاتن المرأة وجسمها بحيث يكون الثوب شبه عارٍ ، والعياذ بالله بالإضافة لما في ذلك من إضاعة المال .
ومن المحرمات ما يتعلق بالرجال مثل :
حلق اللحية ليلة الزفاف ، وفعل ذلك بحجَّة أنّ فيه تَجَمُّلاً ، وهو أمر مُحَرّم شرعاً ، والإسبال في الثياب .
وهذا تلخيص لبعض ما يجب اجتنابه من المحرمات للرجال والنساء في حفلة الزفاف :
1- اختلاط الرجال بالنساء وما يحدث فيه من السلام ، والمصافحة ، والرقص بين الرجال والنساء ، لأن كل ذلك محرم ، وخطره عظيم .
2- اجتناب التصوير سواء كان بين الرجال وبعضهم أو بين النساء .
3- شرب الخمور ، وأكل لحم الخنزير .
4- دخول الزوج على النساء لأخذ الزوجة .
5- لبس النساء فيما بينهن العاري والضيق والقصير فهو محرم ، فكيف بلبس ذلك أمام الرجال .
6- البعد عن التكلف والإسراف ومظاهر الترف والفسق في حفلة الزفاف ، حيث أن ذلك يمحق البركة .
7- لبس كل من الزوج والزوجة ما يسمى بالدبلة ، تشبهاً فيه بالكفار ، اعتقاداً أن ذلك يزيد من حب الزوج لزوجته ، وحب الزوجة لزوجها .
وأخيراً : ينبغي أن يعلم الزوجان أنه بقدر ما يحصل في حفلة الزفاف من اتباع تعاليم الإسلام فيه بقدر ما يحصل فيه من البركة والألفة وقلة المشكلات في الحياة الزوجية ، فإذا كانت الحياة الزوجية قامت في أولها على المنكرات ومخالفة أمر الله عز وجل ، فلا ينتظر التوفيق فيها بعد ذلك ، وكثير هي حالات الزواج التي حصل فيها من مخالفة أمر الله عز وجل ، ولم تستمر. فاتقوا الله في هذه الحفلة واجعلوها بعيدة عن المحظورات الشرعية يبارك الله لكم فيها . نسأل الله التوفيق لكِ مع زوجكِ ، وصلى الله على نبينا محمد ، والله أعلم .
***
وتقبلوا تحيتي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم