ضانا مشروع فريد من نوعه في جنوب الأردن، تجربة رائدة جمعت بين إنشاء المحمية الطبيعية وبين تنمية المناطق المحيطة بالمحمية اقتصاديًّا واجتماعيًّا، والربط بين الأمرين بحيث يعتمد كل منهما على الآخر، ومن هنا كانت ولادة مشروع وادي ضانا، حيث اعتمدت المحمية على المهارات المتوفرة لدى السكان المحليين وقدراتهم، ممزوجةً برؤيةٍ لأفكار جديدة، لجنْي الدخل لهؤلاء السكان دون تدمير المحمية، بل أصبحت المحمية هي التي تبيض لهم ذهباً.
فيها يصل الزائر إلى تعريف جديد للسكينة وجمالية الطبيعة التي تجعل المكان لوحة فنية مرسومة بريشة فنان عاشق. أنشئت هذه المحمية عام ۱۹۹۳ بعد أن أصبحت المنطقة مهددة بالتصحر، وفيها منطقتان رئيسيتان للحيوانات البرية، وأربع مناطق للنباتات، وتضم منطقتا الحيوانات البرية ۳۸ نوعاً بالإضافة إلى نحو ۱۹۷ نوعاً من الطيور.
أما المناطق النباتية فتضم نحو ۷۰۰ نوع.
كانت قرية منسية في جنوب الأردن، هجرها أهلها بحثا عن الحياة المستقرة في المدن والبلدات القريبة، ولكن " ضانا" كانت مكانا استثنائيا حيث تقع فوق ربوة جبلية تشرف على واحدة من أجمل المناطق الطبيعية في الأردن. لقد كانت ضانا في العام 1991 كنزا خفيا بحاجة إلى من يكتشفه.
والقول بأن النساء هن الأكثر التصاقا بالطبيعة ليس مجرد نظرية أو شعار، بل ظهر في حقيقة الأمر من خلال إنشاء لجنة أصدقاء ضانا النسائية برعاية الجمعية الملكية لحماية الطبيعة لتأخذ على عاتقها جهد إعادة إحياء هذه القرية الفريدة. وما بدأ كجهد يرمي إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والطبيعي تحول في نهاية الأمر إلى واحدا من أنجح مشاريع التنمية المستدامة، لا في الأردن والعالم العربي فحسب بل في العالم أجمع بشهادة العديد من مدراء المنظمات والمشاريع البيئية الدولية كما كان هذا المشروع بمثابة شهادة الميلاد الثانية للجمعية الملكية لحماية الطبيعة بعد إنشائها الفعلي في العام 1966 كأول منظمة عربية غير حكومية معنية بحماية الطبيعة والحياة البرية.
و ما يميز ضانا عن غيرها من المحميات قدرتها على خلق التواصل بين الإنسان، و المكان ، و الزمان ، فالذي يأتيها لزيارة قصيرة، يمكث فيها يوما جميلا، و يغادرها راغباً في البقاء، و الذي يعيش فيها اياماً ، يقضي نهاره في استكشاف روعتها ، و يسهر متأملاً تحت سمائها الحنونة ، ليغفو في منامتة المختارة في واحد من المخيمين المقامين للزوار و هما مخيم الرمانة و مخيم فينان، او في بيوت الضيافة في القرية العتيقة التي تم تحديثها ، لينطلق صباحاً في رحلة جديدة يستكشف فيها ما لم ير من تفاصيل هذا المشهد الطبيعي الأخاذ. و يتم في المحمية أيضا إكثار عدد الحيوانات الأخرى، و تتكاثر فيها طبيعياً أنواع من الطيور البرية . و يمكن لزائر محمية الشومري القيام برحلة سفاري وسط الحيوانات البرية ، و مشاهدة الطيور و الحيوانات البرية.