
:

ما أجمل الابتسامة فهى صفاء للقلوب وانشراح للصدور
بها تزول الهموم وتصفى القلوب ويتجدد النشاط وتزيد
الهمة ويزول الفتور
والدعابة تزين المجالس بمتعة الحديث وتجعل القلوب
متاّلفة صفية وتعبر عن طرافة صاحبها وسرعة بديهته
فى بيان لافت وأسلوب واضح
وقد اختصنا الله نحن العرب بفن الدعابة فنحن أهل العقول
الراجحة والأفئدة الناضجة واللغة الشاعرة التى تمكنا من فن
الكلم وتصريف الكلام حسبما تمليه الحال .
ولكن أرى هنا أن علينا أن نقف وقفة نتأمل فيها حال الدعابة
فهو وان كان بالنسبة للبعض موضوع غير هام ولايستحق
الاهتمام فأنا أرى عكس هذا تماما

فقد ساء حال دعابتنا هذه الأيام ووصل الى حالة يرثى لها
من الكذب والادعاءات الباطله والجحة فى النهاية انها دعابة
وحين تتأملى غاليتى هذا الجانب الانسانى فى حياة قدوتنا رسول الله
تجدى العديد من المواقف التى تطالعنا بها كتب السيرة وهى مواقف
تستحق منا وقفه وتأمل
فرسولنا الكريم جالس الفقير واّثر المسكين وهش للصغير وبش
للكبير وافترت أساريره للرضيع فضرب لنا أروع الأمثلة فى الفكاهة
بلا اسفاف أو تبذل
وللأسف أصبحت أرى كثيرات من بناتنا المسلمات يكذبن بحجة
الترفيه والدعابة وظهرت بيننا عادات لامسمى لها فى ديننا ولا
هى من عادات صحابتنا ولا أمهاتنا
أصبحنا نسمع عن كذبة ابريل ونفخر بمن تتمكن من الحصول على
أفضل كذبة دون أن يكشفها أحد والمسكينة لاتعلم أنها تجنى من وراء
هذا سيئات لاتعلم الى أى مدى ستصل
وهل ماقاله رسولنا الكريم عن زلات اللسان بهدر
قال رسولنا الكريم "لايكب الناس فى النار الا حصاد ألسنتهم "
أنا لست ضد الفكاهه والدعابة والمرح على العكس أخيتى فأنا
أدعوكن جميعا لأن ترسمن على وجوهكن الناصعة ابتسامة صافية
وأن تكن سببا فى رسم البسمة على كل من تعرفن ولكن !!!!!!
ابتسامة بلا سيئات بل لمزيد من الحسنات واتباعا لرسولنا الحبيب

رسولنا وقدوتنا كان مثلا رائعا فى الروح الطيبة التى تدخل البهجة
والسرور على كل من يعرفه وقد قال الله تعالى عنه "ولو كنت فظا غليظ
القلب لانفضوا من حولك"
يقول أنس بن مالك أرسلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فى حاجته
وذهبت فخرجت على صبيان يلعبون فى السوق فلعبت معهم واذا رسول
الله قد قبض ثيابى من ورائى وهو يضحك ويقول : يا أنيس اذهب حيث
أمرتك فقلت :نعم يارسول الله
انها سماحة النبى مع خادمه المخطىء لقد أدخل السرور على نفسه
برغم تباطئه فى قضاء الأمر وانصرافه الى اللعب ,الا أن النبى لم يعبس
فى وجهه أو يوجه له لوما بل أدبه بالابتسامة اللطيفة حيث يشب الطفل
على الحب والبهجة
انها لحظات سعادة يرسمها نبينا الكريم بلا هذل أو اسفاف على وجوه
الاطفال لينقش فى النفوس دروسا من الحب والايمان
أخذ النبى ذات يوم بكتفى الحسين وقدماه على قدميه صلى الله عليه
وسلم قائلا "ترق ..ترق " فما يزال النبى يرددها حتى وضع قدميه
على صدر جده فيقول له افتح فاك فيفتحه ويقبله وهو يقول "اللهم
أحبه فانى أحبه "
انها لحظات سعيدة وتعبير على الوجة بابتسامة صادقة من قلب محب
لم يكن رسولنا الكريم الا مصدرا للسعادة والابسام لكل من عرفه
يقول أبو بكر رضى الله عنه أن النبى كان يدلع لسانه على سبيل
الدعابة للحسن بن على فيرى الصبى لسانه فيهش له
مأروع ما ضربه لنا رسولنا فى دعابة تملأ القلب سرورا ولا تكبنا
فى نار جهنم انها دعابة بلا كذب بلا ادعاء واهم
كثيرة هى صفات نبينا فى تعاملاته مع النساء ولكن ما أروعه حين
يسعى لدعابة هذا المخلوق الضعيف بطبعه فللنساء خاصة طباع
تحتاج الى حكمة وتعقل فقد تضحك لاتفه الأسباب وتبكى لأهونها

أذكر قصة درستها فى المتوسط كانت تحكى لنا عن احد مواقف دعابة
النبى مع عمته صفيه بنت عبد المطلب
حين جاءت له وقالت يارسول الله ادع الله لى أن يدخلنى الجنة فقال
لها ان الجنة لايدخلها عجوز فولت تبكى فقال عليه الصلاة والسلام
أخبروها انها لاتدخلها وهى عجوز يقول الله تعالى "انا أنشأناهن
انشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا"
وذات يوم جاءته احدى نساء العرب قائلة "ان زوجى يدعوك "قال
ياهذه ومن زوجك أهو الذى بعينه بياض ؟ قالت والله مابعينه بياض
فقال بلى ان بعينيه بياضا فقالت لا والله فقال صلى الله عليه وسلم
ما من أحد الا وعينيه بياض
فقد كان حبيبنا الكريم يمزح لكن لايقول الا حقا فقد قال عليه الصلاة
والسلام "انى لأمزح ولا أقول الا حقا "

هذا هو منهجنا وطريقنا المختار الذى لابد من اتباعه فى دعابتنا
فمهمة الدعابة تنحصر فى تفريج النفس ليتجدد النشاط والمزاح سنة
عن نبينا طالما لم يخرج عن الاطار الذى سنه لنا نبينا الكريم
فيجب علينا الالتزام بالقيم والوقار
فهل من عودة الى الفكاهة الصادقة حتى تمسح أحزاننا ولا تأخذ
حسناتنا كما علمنا الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم
ولتكن مكارم الأخلاق شعارنا ومنهجنا المختار ان شاء الله
لكن كل الود
عهد
