إلا أن حضورك في روحي .. هطول غيمةٍ تروي جفاف يدي .. ونداك لها رواء في سنين الظمأ ..
أنت مني و أنا منك … إلا أنك إشراق يقتات الديجور في قلبي … وينشر أهازيج النور .. لتتبرعم أزاهير البسمة .. ساجدةً لهمسة الربيع .
أنت مني و أنا منك … إلا أن مبسمك يجيد الترتيل ..حين تنطق عينيّ .. وينشدُ للروح معنى السكينة ..ويعزفُ مزمار الأمان … وثغري حينها..لا يُحسنُ إلا الابتسام ..
أنت مني و أنا منك …
غير أنك طيفٌ من الأحلام .. ونغمةٌ معزوفة بأوتار الطهر .. ولحن كثيرُ العذوبة .. لناي قلبي المهترئ .
أنت مني و أنا منك …
إلا أنك بهاء .. تغلف بالنقاء .. و جمال اختال بالصفاء , ولمسة من بلسم لجراح ألم في قلب افتقد الدواء … وعبيرٌ فوّاح متى ما انتشر .. طال أتون السماء .
أنت مني و أنا منك …
إلا أنك تحيى فيّ و أحيا فيك ..
تسكنني سارياً في الأوردة … ناقشاً في ثناياي بصمة قلبك .. خاتماً قلبي بوشم روحك .. طالباً منه بسمةً تحييك .
أنت مني و أنا منك …
ونحن كما نحن .. منذ آلاف السنين .. لا نتقن فن الأقنعة .. ولا ارتداء الزيف ..
لا نجيد اختلاق الشعور .. ونرتدي البسمة فوق الألم … ولا تزال سمة عيوننا تحمل المعنى ذاته .
أنت مني و أنا منك … ونحن منهم
لنا ذات الوجوه .. وذات المسمى .. إلا أن لنا رسماً غريباً .. مستوحشاً .. وهالة لا يراها سوانا .. نمتلك من المعنى .. ما لا يدركه إلا أنا و أنت ..
أنت مني و أنا منك … ونحن نشبههم ..
إلا أنني أجد في روحك الملاذ … وتجدُ في قلبي الوطن ..
و نحمل ألوية الروح في أحداقنا .. ننفض عن وجهنا غبار الزمن .. ونحلم كل مساء ..ببرودة المطر .
أنت مني و أنا منك … ونحن معهم ..
إلا أنك توليفةٌ نُسجتْ من عذب أمانيّ .. وشَفرةٌ حُلتْ في أركان قلبي … وميثاق عذب امتزج بتكويني لأكون أنا .. وجهك الآخر ..
أنت مني و أنا منك … و نحن إليهم
تندفع قلوبنا لبسمتهم قربان .. وتغزل أرواحنا من تكوينها حنان .. وتستتر فينا الأحلام
لنسج فيهم حُلّة الرضا ..
أنت مني و أنا منك …
إلا أنني .. أنتمي في كل التشرد إليك ..
و إليّ في كل الضياع .. دوماً تنتمي .
تحياتي