السلام عليكم اخواتي وحبيباتي في الله ….
أخواتي ابتلينا في هذا العصر باختلاط المفاهيم فكثيرا ما يسأل مع من نسير ؟ كيف نفهم الدين ؟ أين الحق ؟ خاصة ونحن نعيش في عصر " شريط الكاسيت " التي أصبحت الأقوال تنتشر فيه بسرعة فائقة فأصبح لا يعرف فيه بين مجلس عام ومجلس خاص ، وبين قول شيخ في مجلس يؤصل فيه أصلاً وبين فتوى قالها لفئة قليلة من الناس في مسألة من المسائل ووافق قلة علم في الأمة وقلة قراءة مع كثرة كتب لذلك وجب على أهل الحق أتباع السلف الصالح رضوان الله عليهم وعلى علمائهم بالذات أن يتصدوا لهذه المرحلة الحرجة لبيان أصول أهل السنة وتعرية أهل البدع والأهواء فإنه من الجهاد في سبيل الله كما ذكر ذلك ابن القيم يرحمه الله تعالى .
نعم أخواتي أصبح الكل يرفع شعار الكتاب والسنة وشعار السلفية والناس مساكين ما قرءوا كتب أهل العلم فالتبست عندهم الأمور فما أصبحوا يميزون بين السلفي حقيقة وبين مدعي السلفية من ناحية ولا بين المفكرين الذين طغت أسماءهم على الساحات الاسلامية وتحولوا من مفكرين الى علماء مفتين !
أولا لا بد ان نعتقد جازمين ان الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والذي قاتل عليه الصحابة ونشروه في الدنيا واضح مثل الشمس لا يحتاج الى كثرة فلسفة ولا عمق فلسفي فإن الصحابة كان في غالبيتهم قوم من الأميين والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " إنا أمة أمية " رواه ابو داود وصححه الالباني ونقصد بالدرجة الأولى قضايا العقائد أما مسائل الفقه فقد تغيب على كثير من الناس لذلك الصحابة ما دخلوا في تفاصيل المعتزلة والأشاعرة وفلسفة اليونان ما نشأت عندهم مشاكل لا في القضاء والقدر وهل إذا نزل من العرش يخلوا منه أو ما يخلو !! ولكنهم رضي الله عنهم سلموا أمرهم الى الله تعالى فآمنوا بما جاء من عند الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
إذا كان ديننا بهذا الوضوح إذاّ لماذا غاب عن الناس هذا ؟ غاب عنهم لسبب وهو أنهم علقوا دينهم بالرجال فما صاروا ينظرون الى المسائل بتجرد وانما يقولون هذا فلان من الناس هذا الكاتب الفلاني هذا الامام الفلاني … فعلقوا دينهم في الرجال ما علقوا الرجال في الدين هذا أساس المشكلة قال علي رضي الله عنه " يا حارث اعرف الحق تعرف أهله " فإذا قيل الحق مع فلان أم مع فلان ؟! فهذا السؤال خطأ القضية أن نسأل أين الحق ؟
لقد كثرت الجماعات والمناهج والمشايخ فقد يظهرون لك السلفية وهم ليسوا بسلفيين إذاً لابد من التصدي لذلك حتى لا ننخدع فتزل بنا الأقدام وذلك بالعلم والحق له علامات وأهله لهم علامات ترى كل المذاهب والجماعات لها مؤسسون وأما المنهج الصواب فمؤسسه هم الأولون من الصحابة والتابعين
ديننا يقوم على الكتاب والسنة وفقه الصحابة فإذا اختلفت مع الناس ارجع الى هذا هذا هو الميزان الذي تميز فيه بين الحق والباطل فإذا عرفت الحق من الباطل عرفت اهل الحق من اهل الباطل
كذلك لا بد ان تكون لدينا غيرة على السنة ومقت وبغض لأهل البدع والاهواء أما إذا تساهلنا مع غيرنا وتلمسنا الأعذار فلا تظهر السنة فأهل البدع لم يستحوا من نشر بدعهم فليروا منا كراهيتنا لبدعهم واظهار الحق حتى يعز الله سنته بسببنا وهذه مفخرة لنا ان يجعلنا الله تعالى سبباً في احياء سنة واماتة بدعة وهذا من الجهاد في سبيل الله فلنظهر الحق ولنتمسك به حتى يعرف الناس أن هذا هو الحق بارك الله لنا ولكم وجعلنا من المهتدين الى الصراط المستقيم
