ولا تمل هذه الصحافة من لوك هذه الشعارات التي بات المجتمع ينفر منها ـ فضلاً عن المرأة ـ ولا يعيرها اهتمامه، غير أنها ـ الصحافة ـ تصر على فرض منطقها ووصايتها على نساء المجتمع؛ بل وعلى المجتمع بأسرة من خلال المنظور الذي تُصَدّر منه صورة المرأة في هذا المجتمع إلى الدنيا، وتأبى إلا أن ينصاع المجتمع بما فيه المرأة لما يراه هؤلاء الكتاب العباقرة!
لكن واقع الحال يقول : إن هذه الصحافة في واد والمرأة وشؤونها وهموماً في واد آخر.. ونحن حين نقول هذا لا نقوله مزايدة على المشوشين على صورة المرأة الحقيقية، إنما ينبع قولنا من الواقع الذي نراه أمامنا، فهاهي المرأة في كل المجالات بدء من رسالتها في بيتها وانتهاء بدورها في مناشط ومجالات العمل في مختلف قطاعات المجتمع..تؤدي دوراً مهماً لا غنى للمجتمع عنه، فمتى تتصالح الصحافة مع المرأة السعودية وتعبر عن احتياجتها الحقيقية، لا عن حاجات الذين يرونها متخلفة متأخرة ما لم تختلط بالرجال وتزاحمهم، وتقدم التنازلات تلو التنازلات. بل متى يترك الواهمون أوهامهم وينحازون إلى أهاليهم، ويقفون أمام المرأة وقفة إعزاز وإكبار لدورها فهي أمهم وأختهم وابنتهم وزوجتهم، متى يدفعونها للعمل والإنتاج الذي لا يمكن لغيرها القيام به، ويصدون عنها الأيدي العابثة التي تمكر بها وبمجتمعها، ولا يريدون لها إلا البوار والخسار؟
فهل يا ترى أنصفت الصحافة السعودية نصف المجتمع ؟
التصنيفات