الصرع والتشنج
Convulsion
Saizures Disorders
الصرع والتشنج ليس مرضاً ولكن عرض لمرض خفي أو ظاهر، قد يكون حدوثه مرعباً ومقاقاً للوالدين ومن يتعامل مع الطفل في المدرسة أو خارجها، ولكنه في الحقيقة غير خطير على حياة الطفل، ويجب التعامل معه بهدوء،
الصرع أو التشنج من الحالات المرضية التي تصيب الأطفال والكبار في كل أنحاء العالم، ففي أمريكا هناك 2.5-3.7 من كل ألف طفل تحصل لهم نوبة تشنج واحدة على الأقل ( لا توجد إحصائيات موثقة في الدول العربية ولكن المعتقد أن النسبة نفسها تقريباً ) ، أما الصرع بشكل عام فنسبته قد تصل إلى 1% من السكان في مختلف الأعمار، وهناك أنواع متعددة من الصرع بأعراض مختلفة، لكلاً منها أسبابه وطرق تشخيصه، ويمكن معرفة الأسباب في 25% من حالات الصرع أما بقية الحالات فتبقى مجهولة الأسباب، كما أن لكل نوع منها علاجه وعواقبه على مستقبل المريض وحياته، وحيث أن الصرع يحدث على شكل نوبات متكررة قد تستمر مدى عمر الطفل ، فإن ذلك يجعل المسئولية على الوالدين كبيرة في فهم حالة طفلهم ومساعدة الطبيب في السيطرة على تلك النوبات لأبعاد الأخطار عن طفلهم.
ما هو الصرع؟
الصرع هو الحالة المرضية الظاهرة نتيجة وجود شحنات كهربية غير طبيعية في الجهاز العصبي، وتظهر لنا بأشكال وأعراض متنوعة ، فمنها ما يظهر على شكل نشاط حركي Motor activity متكرر أو ثابت Repetitive Tonic ، في منطقة معينه أو في جميع أجزاء الجسم ، كما قد تظهر على شكل تغيرات في الأحاسيس أو زيادة عمل الجهاز العصبي اللاإرادي ، وفي البعض منها يفقد المريض الوعي وفي الأخرى بدون فقد الوعي ، وهذه الشحنات الكهربية تحدث بدون مؤثرات خارجية تؤدي لحدوثها ولكن لمشاكل في الدماغ نفسه.
ما هو التشنج ؟
هو أحد الأعراض الظاهرة للصرع ، تظهرعلى شكل نوبات من تشنج العضلات أي انقباضها وارتخائها ، أو تظهر على شكل رجفات متكررة للأطراف
هل جميع حالات الصرع فيها ارتجاف للأطراف ؟
بعض تلك الحالات لا يكون ارتجاف الأطراف واضحاً ولكن يكون فيها علامات الصرع الأخرى.
هل يمكن أن تحدث النوبات التشنجية لشخص لا يعاني من الصرع؟
التشنج هو عرض لمرض ، والنوبات التشنجية الصرعية حالة مزمنة متكررة تحدث بدون استثارة ، ولكن هناك نوبات تشنجية مستثارة تحدث في بعض الأحيان وهي حالات غير مزمنة ، وأن كانت عند حدوثها تكون هناك حالة من التشنج ، وفي تلك الحالات لا يكون هناك نشاط كهربي غير طبيعي في الدماغ ، وتكرارها يعتمد على تكرار المسبب ، ومن الأسباب الأكثر انتشارا للنوبات غير الصرعية: ارتفاع درجة الحرارة ( التشنج الحراري )، التهابات الدماغ، الأدوية، تدني نسبة السكر في الدم، تدني نسبة بعض كيماويات الدم مثل الكالسيوم والصوديوم، أمراض القلب، نزيف أو جلطة المخ، الشقيقة (الصداع النصفي ) ، مرض عدم القدرة على مقاومة النوم "السِّنة"، الانقطاع عن/ أو تعاطي المخدرات والقلق.
هل ازرقاق الشفتين هو التشنج؟
ازرقاق الشفتين هي العلامة الظاهرية لنقص الأكسجين في الدم ، وله أسباب عديدة أحدها الصرع أو التشنج، كما تحدث نتيجة ضيق التنفس الناتج من التهاب الجهاز التنفسي العلوي وخصوصا إذا كان مصحوبا بكحة قوية، كما يمكن أن يحدث الازرقاق نتيجة ابتلاع الأجسام الغريبة .
في حالة الصرع فإن التشنج الحاصل في عضلات الصدر والبطن قد يؤدي إلى قلة دخول الأكسجين للجهاز التنفسي ومن ثم نقصه في الدم ، لذلك فمسئولية الوالدين هي ملاحظة طفلهم وعدم الرعب ، ونقل الصورة كاملة للطبيب بدون زيادة أو نقصان ليستطيع التقرير وتشخيص الحالة.
في أي مرحلة عمرية يحدث الصرع ؟
الصرع ممكن أن يبدأ في أي مرحلة عمرية، وقد لوحظ أن 75% من الحالات تبدأ في مرحلة الطفولة ، ويعتمد وقت حدوث النوبة على المسبب لها.
ما هي المدة التي يستغرقها الصرع ؟
نوبات الصرع في معظمها قصيرة المدة، قد تستمر من بضعة ثواني( نوبات التغيب ) إلى عدة دقائق ، ومن النادر أن تستمر لعدة ساعات، قد تتبعها فترة من النوم، تلك الدقائق يحسبها الوالدين دهراً من خوفهم على طفلهم.
أما "النوبات الصرعية المستمرة Status epilepticus" فهي نوبات صرع وتشنج متكررة ربما تستمر لعدة ساعات (وليس نوبة واحدة طويلة) وهي حالة خطيرة تستدعي الذهاب إلى الإسعاف.
هل الصرع مرض ذهني – فكري – عقلي ؟
الصرع ليس مرضاً ذهنيا، بل هو مرض عضوي كبقية الأمراض التي تصيب الأنسان ، وهو مرض يؤثر على الدماغ في تركيبتة وطريقة عمله.
هل الصرع مرض معدي؟
الصرع ليس مرضاً معدياً.
هل التشنج بسبب الجن ؟
التشنج والصرع مرض عضوي يصيب الدماغ مثله مثل بقية الأمراض الأخرى التي تصيب الإنسان، والأعتقاد السائد بين العامة أن من لديه تشنج به مس من الجن ليس له من الحقيقة في شيء، ويجب تنبيه الناس لذلك ، وأن التشنج مرض له أسبابه كما أن له علاجه الخاص، وإن كنا نؤمن بأن قراءة القرآن فيه شفاء للناس، فإن ما يقوم به المشعوذون نحو المصابين بالصرع فيه خطر على المريض كما أنه ليس علاج.
هل هناك عيوب في الدماغ ؟
في أغلب الحالات لا يوجد عيوب في الدماغ ولكن قد تكون هناك مناطق معينة صغيرة جداً معطوبة، ولكن وجود عيوب في تركيبة الدماغ مثل العيوب الخلقية قد تؤدي إلى التشنج
هل التشنج مؤقت أم مزمن ؟
التشنج في الكثير من الحالات مرض مزمن ، ولكن هناك أنواع تختفي مع التقدم في العمر ، فمثلاً التشنج الحراري يختفي بعد سن الرابعة من العمر
هل هناك أنواع من التشنج؟
نعم هناك أنواع متعددة من التشنج، لكل منها أعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه
هل التشنج الحراري من أنواع الصرع ؟
هو أحد أنواع التشنج ولكن ليس من أنواع الصرع، ويحدث نتيجة ارتفاع درجة الحرارة فقط ، ويمكن أن يتكرر مع كل ارتفاع في درجة الحرارة ، يقل تدريجيا مع التقدم في السن ، ليزول في الغالب عند الرابعة من العمر.
هل يؤثر التشنج على الذكاء ؟
حدوث نوبات الصرع العادية لا تؤثر على الذكاء أو القدرات العامة والنشاط العام للطفل، وللتدليل على ذلك فإن القائد الشهير يوليوس قيصر ، والكاتب الشهير ديسكوفيسكي، والرسام الشهير فان جوخ، جميعهم كان لديه حالة الصرع ولم تؤثر عليهم.
ولكن هناك أسباب عديدة تؤدي إلى تلف الدماغ، ويكون الصرع علامة من علامات المسبب ، وقد تكون أحد العلامات الأخرى للسبب هو وجود نقص في القدرات الفكرية.
هل يؤدي التشنج للوفاة ؟
التشنج نفسه في الغالب لا يؤدي إلى مشاكل أو تأثيرات جسمية ، كما لا يؤدي للوفاة لا قدر الله، ولكن حدوث نوبات التشنج ذاتها قد تؤدي إلى هلاك الطفل، فمثلاً عند حدوث التشنج في الشارع فقد تؤدي إلى حادث، وحدوث التشنج وهو على مرتفع قد يؤدي إلى سقوطه، أو يكون في حوض السباحة مما يؤدي للغرق ، وفي حالات قليلة جداً وخصوصاً النوبات التشنجية المتكررة فقد يؤدي استمرارها لمدة طويلة للوفاة لا قدر الله.
كيف يحدث الصرع – التشنج ؟
يتكون المخ من ملايين الخلايا ، كلاً منها له وظيفته الخاصة، وتتحكم في أجهزة الجسم وأعضاءه من خلال الحزم العصبية التي تنقل إليها الأوامر والنواهي من خلال إشارات عصبية كهربية، تلك الإشارات تصدر على مدار الساعة سواء كان الإنسان مستيقظاً أو نائماً، هذه الحزم الكهربية تكون فيها الإشارات الصادرة والواردة متناغمة وسلسة، لذلك تكون الحركة فيها سهلة وناعمة،
فهناك إشارات تصدر من الدماغ لتحريك العضلات وأجهزة الجسم للتحكم فيها، كما أن هناك إشارات من العضلات والأجهزة متجهة للدماغ لتبليغه عن ما يجري بها لحظة بلحظة، كالرؤية والصوت واللمس والتذوق والحرارة، كما وضع كل جزء من أجزاء الجسم، والدماغ مركز التحكم الرئيسي والمعقد ، فهناك أيضاً إشارات عصبية من منطقة لأخرى داخل الدماغ نفسه، لتعطينا القدرة على التفكير، الفهم، الإدراك، كل تلك الإشارات العصبية لها قوانينها وتنظيماتها الخاصة.
ولكن عندما تنشط مجموعة من الخلايا العصبية الدماغية بشكل غير طبيعي، في نفس الوقت وفي تزامن، وهو ما يؤدي إلى انطلاق مجموعة من الإشارات العصبية، هذا النشاط الزائد يمكن أن يحدث لأي من خلايا الدماغ في أي موقع، وحيث أن لكل مجموعة من الخلايا وظائف محددة، لذلك تكون الأعراض معتمدة على وظيفة تلك الخلايا، فقد تظهر على شكل تشويش، وقد تكون على شكل تشنجات عضلية للأطراف، وقد تكون مصحوبة بفقدان الوعي.
لماذا تصدر تلك الأشارات ؟
هذه الإشارات تصدر لوجود شيء غير طبيعي في تلك المنطقة أو المناطق، فقد تكون مجموعة من الخلايا معطوبة لسبب ما، وقد يكون هناك عيوب في التوصيل بين الخلايا والأطراف العصبية ( عيوب في الكيماويات والتي تعمل كناقل للإشارات وموصل بين الخلايا العصبية ) .
ما هي النسمة (aura)؟
النسمة هي الاستشعار بقرب حدوث النوبة، فقد يشعر بعض الأشخاص بإحساس تحذيري قبل حدوث النوبة، ويحدث ذلك لبعض أنواع التشنج وليس جميعها، وتختلف أعراض النسمة من شخص لآخر، فبعض الأشخاص يحسّون بالتوتر والقلق، وآخرون يستشعرون صوت أو طعم غريب أو رائحة، أو حركات طرفية مثل تحريك الأصابع أو مصمصة الشفاه ، وتكمن أهمية معرفة النسمة ووصفها للطبيب فقد تكون معلومة مهمة لمعرفة الجزء المعطوب من الدماغ والذي تبدأ منه الموجات الكهربية الدماغية، وفي بعض الحالات تكون أعراض النسمة هي الأعراض الوحيدة للتشنج أو الصرع.
ما هي النوبات الكاذبة ؟
النوبات الكاذبة هي نوبات نفسية المنشأ، تحدث لدى المصابين بالصرع أو للأشخاص الأصحاء عن وعي أو غير وعي، والهدف منها الحصول على رعاية واهتمام أكثر، وهي منتشرة بقدر كبير في كل الأعمار وليس لدى الكبار فقط، تتمثل الأعراض بسرعة في التنفس مع إظهار الألم والقلق، يتبعه ارتعاش وتشنج في الأطراف يشبه النوبات التشنجية ، وعلاج الحالة يعتمد على تهدئة الطفل وعدم إظهار الخوف عليه الزائد عن الحد ، كما البحث عن الأسباب التي أدت إلى حدوث الحالة.
كيف نستطيع التمييز بين النوبات الصرعية والنوبات الكاذبة؟
يتم التمييز بين النوبات الصرعية والنوبات الكاذبة من خلال طبيعة وأعراض النوبة ولكن التشخيص قد يكون صعباً ، فالنوبات الصرعية تنتج عن تغيير في كيفية إرسال خلايا الدماغ للإشارات الكهربائية من خلية لأخرى في حين أن النوبات الكاذبة تحدث من خلال رغبة بوعي أو بدون وعي للاستئثار بعناية واهتمام أكبر، وهكذا فإن قياس نشاط المخ بواسطة الفيديو والأجهزة الخاصة (جهاز تخطيط الدماغ) أمر ضروري للتمييز بين هذه النوبات، ومن جهة أخرى فإن النوبات الكاذبة تفتقر إلى حدوث الإرهاق والارتباك والغثيان وهي أعراض ترتبط عادة بالنوبة الصرعية، وقد تصيب النوبات النفسية المنشأ الأشخاص الذين يعانون من نوبات صرعية، وللتفريق بين تلك الأنواع تكمن خبرة الطبيب في تحليل الحدث ورسم الصورة الكاملة لها.
هل يمكن أن يبلع المصاب لسانه أثناء النوبة التشنجية ؟
خرافة وليست حقيقة ، فالإنسان لا يبلع لسانه أثناء النوبة التشنجية
هل يجب وضع شيء في فم المصاب أثناء حدوث النوبة ؟
يجب عدم وضع أي شيء في فم المصاب أثناء حدوث نوبة التشنج، فليس منها فائدة تذكر ، بل فقد يكون منها الضرر مثل كسور الأسنان أو جرح اللثة ، وقد تؤدي إلى الاختناق.
هل يجب ربط الطفل وتقييده أثناء حدوث النوبة ؟
يجب عدم ربط الطفل وتقييده أثناء حدوث النوبة، فعند بداية النوبة لا شيء هناك يمكن عمله لإيقافها، كما أن المصاب لا يقوم بإيذاء الآخرين، ولكن يجب مراعاة الطفل وإبعاده عن الأشياء الخطرة والحادة التي من الممكن أن تسبب له الأذية عند اصطدامه بها، ويجب وضعه على جانبه لمنع حدوث الاختناق له.