سجادة الصلاة
من الأدب التركي
الاستاذ جنيد السعاوي
ترجمة اروخان محمد علي
الاستاذ جنيد السعاوي
ترجمة اروخان محمد علي
كنا في صلاة الجمعة .. كان عن يميني رجل مسن وكان عن يمينه فراغ يسع شخصاً واحداً، وعندما قمنا لصلاة الفرض التفت الرجل المسن إلى الوراء وقال لصبي يبلغ الثالثة أو الخامسة عشر من العمر :
-تعال بجانبي يا بني لكي يكمل الصف.
أجاب الصبي بخجل :
-أريد أن أصلي هنا ان سمحت … ليكمل الصف شخص آخر رجاء.
قال الرجل المسن وهو يشير إلى السجادة الخضراء ذات الخيوط الطويلة الموجودة أمام الصبي :
-ما الأمر ؟ هل السبب ان هذه السجادة أكثر نعومة ؟ ثم أضاف بغضب:
-ما العمل ؟ الظاهر انك دلوعة أمك.
-تعال بجانبي يا بني لكي يكمل الصف.
أجاب الصبي بخجل :
-أريد أن أصلي هنا ان سمحت … ليكمل الصف شخص آخر رجاء.
قال الرجل المسن وهو يشير إلى السجادة الخضراء ذات الخيوط الطويلة الموجودة أمام الصبي :
-ما الأمر ؟ هل السبب ان هذه السجادة أكثر نعومة ؟ ثم أضاف بغضب:
-ما العمل ؟ الظاهر انك دلوعة أمك.
بعد انتهاء الصلاة صافحت الرجل المسن داعياً له ولي بقبول الصلاة وتقدم الصبي أيضاً وقبل يده .. كان الرجل المسن قد ندم على ما قاله فقال وهو يداعب خد الصبي :
-اعذرني يا بني لقولي لك : "دلوعة أمه" .. لقد فلت ذلك من لساني.
أمتلأت عينا الصبي بالدموع، وقال وقد نكس رأسه :
-أنت محق فيما قلته يا سيدي ، وهذه السجادة الخضراء التي صليت عليها كانت قد وضعت فوق تابوت أمي وكلما سجدت فوقها أحسست كأنها تحتضنني.
-اعذرني يا بني لقولي لك : "دلوعة أمه" .. لقد فلت ذلك من لساني.
أمتلأت عينا الصبي بالدموع، وقال وقد نكس رأسه :
-أنت محق فيما قلته يا سيدي ، وهذه السجادة الخضراء التي صليت عليها كانت قد وضعت فوق تابوت أمي وكلما سجدت فوقها أحسست كأنها تحتضنني.