التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

علوم القرآن….الدرس الثاني للحفظ

تعريف بالقران الكريم وبأسمائه ومقاصده

القران الكريم.


هو كلام الله المعجز،المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في المصاحف،ا لمنقول بالتواتر المتعبد بتلاوته.

ولفظ القران_من حيث اللغة_ مصدر للفعل (قرأ) بمعنى: تلا، ثم نُقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسماً لكلام الله_تعالى_ من باب إطلاق المصدر على مفعوله.

وقد ورد لفظ القران: بمعنى القراءة كما في قوله تعالى:

( لا تُحركْ بِهِ لِسانكَ لتعْجل بِهِ * إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ و قُرآنَهُ) "القيامة آية رقم61و17

أي: وقراءته عليك

(فَإِذَاقَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) القيامة آية رقم 18

أي: فإذا قرأناه عليك بواسطة جبريل فاتبع قراءته بدون تعجيل.

وللقرآن الكريم أسماء كثيرة منها:

أ . الفرقان: لتفرقته بين الحق والباطل، قال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) الفرقان.

ب .الكتاب: قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا) الكهف.

ج .الذكر: قال تعالى { وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون} الأنبياء.

د‌. التنزيل: قال تعالى{ وإنه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين} الشعراء.

هذه أشهر أسماء القرآن الكريم وقد ذكر له بعض العلماء أسماء أُخرى إلا أنها في الحقيقة صفات له وليست أسماء.

أما المقاصد التي من أجلها أنزل الله القرآن الكريم فمن أهمها:

أولا: أن يكون هداية للناس يهديهم إلى ما يُسعدهم في دنياهم وآخرتهم.

وهداية القرآن الكريم لها مميزات تمتاز بها عن غيرها من أهمها:


أنها هداية: عامة وتامة وواضحة.

(أ‌) أما عمومها: فلأنها شملت الإنس والجن في كل زمان ومكامن. قال تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوضح ذلك لمن أرسل إليهم: { قل أي شيء أكبرشهادةً * قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} 19. الأنعام.

أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يخاصمونك فيما تدعوا إليه، قل لهم: أي شيء في هذا الوجود شهادته أكبر شهادة وأعظمها بحيث تقبلونها عن تسليم وإذعان، ثم أمره أن يُجيبهم على هذا السؤال بالحقيقة التي لا يُماري فيها عاقل وهي: أن شهادة الله هي أكبر شهادة وأقواها وأزكاها، لأنها شهادة من يستحيل عليه الكذب أو الخطأ وقد شهد _سبحانه_ بصدقي فيما أبلغه عنه، فلماذا تعرضون عن دعوتي وتتنكبون الطريق المستقيم؟

ثم بين_سبحانه_ أن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:

صلى الله عليه وسلم {وأُحي إليّ هذا القرآن لأُنذركم به ومَنْ بلَغ}الأنعام.

أي: أن الله تعالى قد أنزل عليّ هذا القرآن عن طريق وحيه الصادق، لأُنذركم به يا أهل مكة، ولأنذر به_ أيضاً_ جميع ما بلغه هذا القرآن الكريم، ووصلت إليه دعوته من العرب والعجم، في كل زمان ومكان إلى يوم القيامة.

وهذه الجملة تدل على عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، كما تدل على: أن أحكام القرآن تشمل الموجودين وقت نزوله، وبلغتهم دعوته، ولم يروا النبي صلى الله عليه وسلم.

ففي الحديث الشريف: [ بلغوا عن الله، فمن بلغته آية من كتاب الله فقد بلغه أمر الله].

وعن محمد بن كعب قال: "من بلغه القرآن الكريم فكأنما رأى النبي صلى الله عليه وسلم".

كذلك من الآيات التي تدل على عموم هداية القرآن الكريم قوله تعالى:

{ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} 158 الأعراف.

(ب‌)أما تمامها: فلأنها احتوت على أجمع وأكمل ما عرفت البشرية من أمور يحتاج إليها الناس في عقائدهم وأخلاقهم وعباداتهم ومعاملاتهم ، ونظمت علاقة الفرد بربه وبالكون الذي يعيش فيه ووفقت بطريقة حكيمة بين مطالب الروح، ومطالب الجسد بحيث لا يطغي جانب على جانب وسبيلها في ذلك قوله تعالى: { وابتغي فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا} 77 القصص

وقوله تعالى:

{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الآية:31. سورة الأعراف].

وقوله تعالى:

{ فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} 10 الجمعة.

(ج) وأما وضوح هذه الهداية: فإنه يتجلى في عرضها للموضوعات والقضايا عرضاً رائعاً مؤثرا توافرت فيه كل وسائل الإيضاح، وعوامل الإقناع بأسلوب فريد في بلاغته وحسن بيانه.

ونستطيع أن نلمس ذلك بوضوح في كل ما جاء فيه: من قصص، وأمثال وتشريعات وعقائد وأخلاق وتوجيهات تتناول كل شؤون الدين والدنيا.

وصدق الله إذ يقول:

(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر23

ثانياً: الإعجاز:

بمعنى أن يكون القرآن معجزة خالدة للنبي صلى الله عليه وسلم تشهد بصدقه فيما يُبلغه عن ربه.

والدليل على إعجاز القرآن لسائر البشر_ أي: عجزهم عن أن يأتوا بما تحداهم به_ أن القرآن تحداهم أن يأتوا بمثله فما استطاعوا.

قال تعالى:

{ فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين} 34 الطور

ثم تحداهم بأن يأتوا بعشر سور من مثله فلم يفلحوا.

قال تعالى:

{ أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين} 13 سورة هود.

ثم تحداهم بأن يأتوا بسورة واحدة من مثله فعجزوا. قال تعالى:

{وإن كنتم في ريبمما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعو شهداءكم مندون الله إنكنتمصادقين} 23 البقرة.

وإذا كان العرب وهم أرباب البلاغة والفصاحة _ قد عجزوا عن أن يأتوا بسورة من مثل القرآن فغيره أشد عجزا.

وبذلك ثبت أن القرآن من عند الله:

{أفلا يتدبرون القرآنولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً} النساء: 82

ثالثا التعبد بتلاوته:

بمعنى أن المسلم من الواجب عليه أن يُكثر من تلاوة القرآن لأن هذه التلاوة ترفع درجاته وتمحوا سيئاته وتهذب أخلاقه وتشرح صدره.

قال تعالى:

{إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور} 29 سورة فاطر.

وفي الحديث الشريف:

"من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنه والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "

وفي حديث ثان:

" أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن"

وفي حديث ثالث:


الماهرُ بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه ويتتعتع فيه، وهو عليه شاقٌ له أجران"
…………….


المصدر: كتاب مباحث في التفسير وعلوم القران
مقرر التفسير بالكليات العملية جامعة الأزهر
الطبعة الأولى
1428_ 1443
2017_2017

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.