التصنيفات
أمومة وطفولة

كيف تقي أولادك من الشذوذ؟ نحو فهم علمي للظاهرة -للامومة و الطفل

الجنسية المثلية هي التسمية المعاصرة للواط والسحاق، أي حب أفراد من نفس الجنس والرغبة في الممارسة معهم. كمسلمين نعلم من خلال القرآن الكريم أن هذه الممارسة ليست جديدة (آيات قوم لوط)، التاريخ يؤكد هذا الأمر كذلك، كما دلت الدراسات على أنها ليست حصرا على مجتمع دون الآخر، فقط هناك مجتمعات تخرج ممارساتها إلى العلن بينما الأخرى تخفيها. الخصوصية التي يتميز بها عصرنا الآن هي أن وسائل الإعلام الخاصة، في سعيها إلى الربح، تساهم بشكل أو بآخر في إذكاء الميولات المثلية، كما أن الثقافة الحقوقية (ثمرة النضالات البشرية) لها بعض الأعراض الجانبية كالإصرار على الاعتراف بالحرية في اختيار أشكال الممارسات الجنسية مادامت بين راشدين وعن اتفاق بينهم.
جلنا نتفق على أن الجنسية المثلية ممارسة غير مقبولة من الناحية الدينية والثقافية.. لهذا لا نرضاها لأي أحد منا.. لكن أتكفينا خطابات التباكي والهجوم والتهويل التي لم تُجد نفعاً في الحد من هذه الظاهرة؟! ألا يسعنا أولا أن نفهم أسباب الميولات المثلية حتى يمكننا التعامل مع ذواتنا ونشئنا بطرق أكثر إثمارا؟ هناك معطيات موضوعية توسع من قاعدة المثليين في مجتمعنا، فلنلم بها أولا.
الأسباب الوراثية
الأبحاث العلمية والدراسات الموضوعية لم تجد أي رابط بين الجنسية المثلية والوراثة البيولوجية، فقط كانت هناك بعض الادعاءات التي لم تلق أي ترحيب في الأوساط العلمية، بينما استغلت تجاريا وبشكل مغرض من طرف بعض وسائل الإعلام، الشيء الذي جعل من هذا الادعاء دعامة لتبرير كل مثلي لسلوكاته الجنسية (ما عساي فاعل إن كنت قد ولدت هكذا؟!)، لقد تحول الأمر إلى نغمة تطالب بالحق بالإعتراف لأناس خُلقوا مثليين، حتى أصبح كل من يبدي رأيه في الموضوع يُتهم بالهوموفوبيا؛ أي الخوف المرَضي من المثليين!
الأسباب السيكولوجية
علم النفس المعاصر يقسم السلوكات البشرية إلى قسمين: الأول طبيعي، ويتمثل في الاستجابات العصبية والحاجات البيولوجية. وقسم آخر مكتسب؛ أي أن كل ما يقوم به الإنسان من أفعال غير بيولوجية ما هي إلا سلوكات تعلّمها خلال ظروف معينة في فترات مختلفة من حياته. وعلى هذا الأساس، فالجنس دافع بيولوجي بما يؤديه من وظيفة تناسلية. لكن طريقة ممارسته، من حيث وظيفة اللذة، هي سلوك مُتعلّم على ضوء الخبرات الأولى للفرد. بمعنى أن الكل يسعى إلى الجنس كدافع طبيعي، لكن تآزر ظروف معينة، للخبرات الأولى خصوصا، قد يوجه الشخص إلى تبني الجنسية المثلية لإشباع جوعه الجنسي، وبما أن الإنسان يتصرف كوحدة نفسية ـ جسدية، فإن الأمر لا يقتصر على الممارسة فقط، وإنما على الحب والإشتهاء والتعلق أيضا.
آلية التعلم
تتلخص آلية التعلم في قاعدة بسيطة؛ إذا اقترن شيء بشيء آخر فستصبح لهما نفس الاستجابة؛ إذا كنت مثلا حزينا وأنت بالصدفة قرب مذياع يبث مقطعا موسيقيا، فإن هذا الأخير سيثير فيك مشاعر الحزن في كل مرة يصل فيه إلى أذنيك حتى وإن لم تكن تقصد التركيز على الاستماع، من هنا المقولة الشهيرة ((أشعر بضيق ولا أدري لماذا!)).
فيما يخص الجنسية المثلية، فإن المغامرات الصبيانية في الأيام الأولى للمراهقة، أو ظروف تجبر الشاب على ملازمة أفراد من بني جنسه فقط وتضم مغريات جنسية في نفس الوقت، أو حب التجريب عند منخفضي الوازع الديني.. كل هذا قد يؤدي إلى تجربة الجنس مع فرد من نفس الجنس. بشكل عام، من الطبيعي آنذاك أن تُفرز هرمونات وتطرأ تغيرات فيسيولوجية تعبر عن لذة الممارسة وتقويتها، لكن الغير طبيعي، هو أن تقترن هذه التغيرات والممارسة مع فرد من نفس الجنس. إذا ما تكرر هذا الأمر، فإن الشخص يتعلم أن تحصيل اللذة الجنسية وإشباع دافعه الحيوي إنما يتم بالممارسات المثلية.
ربما قد يبدو الأمر كسلسلة ميكانيكية من الأحداث، إلا أن استجابة الفرد لهذا الأمر تكون بمشاعره وتخيلاته وتغيير أنماط سلوكه وشخصيته وطريقة تعامله وتفكيره.. كل هذا لأنه تعلّم بأن تآزر هذه الأمور (المثلية) هو ما يجتذب إليه من يشبع دافعه الجنسي.
هذه الميولات تتقوى بالموازاة مع تعلم مضاد: النفور من الجنس الآخر؛ فمحاولات التقرب من شابة مثلا يثير قلقا نفسيا ناجم عن الخوف من الرفض والإخفاق وعدم الثقة بالنفس… إلخ، هذا إن أتيحت أصلا فرصة التعامل مع الجنس الآخر ولو في أشكاله البعيدة كليا عن الجنس.
يتجه الإنسان إلى تجنب كل ما من شأنه أن يثير فيه مشاعر القلق، لهذا في مثل هذه الظروف، يتدعم سلوك النفور من الجنس الآخر في الوقت الذي سيجد فيه المعني بالأمر حفنة من الماجنين المستعدين لكل شيء بغير التزام أو مقدمات.
الشذوذ النفسي
هناك فئة تُعرف بتقمصها الغريب لشخصية النساء (كما هو الحال مع المسترجلات) أكثر من اهتمامهم بمجرد الممارسة مع أمثلاهم. هؤلاء لا يكفي فيهم القول بأن ممارساتهم شاذة، وإنما هم شواذ نفسيا؛ إنه نوع من الاضطراب النفسي الذي لا يختلف عن الاضطرابات الذهنية الأخرى حيث تتوكد الذات فقط من خلال تقمص شخصية فتاة مولعة بالرجال وتتلذذ بالضعف وتسعى إلى حتى الزواج! إنه النوع الأكثر مقاومة للتغير لغرق أصحابه في استيهاماتهم النفسية أكثر من السلوكات الجنسية. فهذه الأخيرة ليست إلا عَرضا لمشكل نفسي أعمق الأحرى أن يتطلب علاجا وليس مطالبة بالاعتراف أو تأسيس جمعية خاصة به!
دور الإيحاء النفسي
غياب الثقافة الجنسية تجعل الإيحاء النفسي يلعب دورا في زرع الميولات المثلية في نفوس بعض المراهقين الذين لهم بعض الصفات الجسدية الأنثوية (ولو أن هذا الوصف لا يليق إلا أننا لم نجد له بديلا) فيسهل على الفاشلين مع الجنس الآخر والمرضى النفسانيين والماجنين على مراودتهم عن أنفسهم وإقناعهم بأن دافعهم الجنسي إنما يشبع بشكل آخر.
لقد راود هذا الكابوس زعماء، من أمثال نابليون، عثوا في الأرض خرابا ليبرهنوا للعالم أن بطشهم ((الرجولي)) أكبر من أن يتأثر بمنظرهم الناعم! فقط خفي على هؤلاء كما الكثيرين من غيرهم، بأن الرجولة أعمق وأشمل من مجرد مظهر سطحي.
عم مجلة لكَ الالكترونية http://www.ilayka.com/?p=263

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.