بسم الله والصلاة والسلام على حبيب الله..
*هذه القصة كتبتها عن قريب ..هي
ليست..واقعية..ولكنها مجرد تأليف…
وياليت تعطوني رايكم فيها..
…أبدأ…
في عالم التجاهل والحرمان ..ووسط الم الحسرة ونبع الأحزان..
وعند سماع أنات قلب حزين…وعند رؤية ذلك المسكين..
ينطق الفؤاد قبل اللسان…وتدمع المشاعر قبل العينان..
رآني مرة أقطف زهرة..فقال لي:دعيها تحيا..أليس من حقها أن تعيش
مثلما تعيشين..طفل صغير..يعيش مع عمه العجوز…في منزل متواضع..
بل لا أقول منزلا..بل هو قطع مبعثرة من الخشب..
لا آراه الا رجلا رغم صغر سنه…
تجاهله الجميع بسبب ثيابه المرقعة…وقسى عليه الكل..
بعذر ساذج هو انه فقير…داسوا كرامته وحطموا أحلامه…
أردت يوما أن أعرفه عن قرب…وأثناء عودتي من المدرسة..
ذهبت حيث يجلس دائما…هناك عند ذلك النهر الذي تحيطه الأزهار
من على جانبيه…بحثت عن الطفل…فوجدته يجلس وسط الازهار..
وقد أحاطت به من كل جانب..أعجبت بمنظره..
واقتربت منه بهدوء..فنظر الي ..ارتبكت قليلا..
-لاتخف لن أؤذيك يا صغيري.
فضحك بسخرية
-لست خائفا.
ابتسمت..
-لابأس.. أتسمح لي بالبقاء؟!!
-وهل المكان ملكا لي حتى تأذني مني؟!
شعرت أنه يستفزني..وقررت الصمت..والاقتراب منه أكثر..وعندما
هممت بالاقتراب صاح قائلا:
-لاتتحركي.
رددت بغضب:ماذا هناك؟!!
-آسف كدتي تدوسين الزهرة …فحذرتك…
عجبت..ووقفت أحدث نفسي..أنني ان بقيت فقد
يغلبني بكلامه…فكرت بالعودة لأتمكن من
ترتيب عباراتي …قبل التحدث اليه
فقد بدى لي ..طفلا ذكيا…
قررت العودة فقال لي:
-عفوا أين تذهبين .
– للمنزل يجب أن أعود.
-ابقي قليلا أرجوك.
-يجب أن أتخلص من هذه الحقيبة التي أحملها كل يوم.
-هل لي أن ألقي نظرة عليها.
تذمرت من طلبه ثم قلت:لابأس.
مشيت بحذر بين الأزهار..حتى لا أدوسها..
ثم اقتربت منه ..وناولته الحقيبة ..
نظر اليها بحزن…وبدى متضايقا بعض الشيء
– مابك.. تغيرت فجأة؟!!
-لماذا تتذمرين من حقيبتك الا تعلمين انها كنز لا يجده
غيرك؟!!
أقول بسخرية:
-كفاك مزاحا…ومن لا يجده ؟!!الكل ينزعج منه يوميا..
نظر الي نظرة غريبة ..ثم ..قال:
-اسمي لؤي..طفل فقير يعيش مع عمه الأبكم العجوز..
أعمل في أحد متاجر الزهور..مع رجل لا يكاد يمر يوما حتى
يذكرني بفضله وامتنانه علي..ولا تمر الايام الا و يقول انه
السبب في بقائي وعمي على قيد الحياة..في الصباح أرى
الأطفال يمشون الى مدارسهم ..البعض متذمر والآخر سعيد..
كلهم يعرفون القراءة والكتابة ..عداي أنا..
أسأل نفسي دائما..لم أنا الوحيد الذي لا يعرف شيئا عن
العلم…لكنني أتذكر كلام والدي حين قال:كل أمر
اختاره ووضعه لك الله فلا تحزن ..
فقلت:لؤي أنا آسفة..
-لم تعتذرين؟!
-ألم تغضب مني؟!أتحبنا أتحب القساة الذين حطموا أحلامك؟
فقال بكل ثقة:نعم …أحبكم..
-لكننا يا لؤي..
-لا تكملي..أنظري الى الأزهار ..أليست جميلة؟!
– بلى ..
-الذي وهبها هذا الجمال هو الله تعالى ..ولكنه استخلف بني البشر
ليقوموا برعايتها حتى تظل نضرة..فإن أحسنوا رعايتها أعطتهم
الكثير…والا فأنهم لن يروها إلا ذابلة مليئة بالأشواك.
كذلك قلوب البشر..الي وهبها الرحمة هو الله تعالى …
لكن البشر لم يرعوا قلوبهم فذبلت الرحمة ومات العطف
ولم نجد منها الا القسوة والجفاء…
أصمت قليلا …والدهشة بدت واضحة علي..
-لؤي..كم تبلغ من العمر؟!
– تسع سنين..
-تمزح…هذه ليست بكلمات طفل في سنك..من علمك هذا
أهو عمك العجوز؟!!
– قلت لك إن عمي أبكم…
– إذا هو صاحب المتجر..الذي تعمل عنده..
– وهل ترينه شحصا مناسبا ليعلمني ؟!!
– اعذرني يا لؤي..لا اصدق أنك أنت من تقول هذا..
– لا بأس كما تريدين..
شعرت بخجل شديد وبرغبة في البكاء…شعور غريب ينتابني
خجلت من نفسي..فأنا أكبره سنا..ومتعلمة..وأتذمر مما تعلمته
وهو صغير ولا يعلم شيئا عن العلم…ومع ذلك هو أبرع مني..
قلت له بصوت يقطعه البكاء:
-لؤي ماهو حلمك؟!!
– أن أكون قادرا على القراءة والكتابة لا أريد غير هذا.
سالت دموعي وقلت:
– أتريد أن تحققه؟!
– نعم
– لؤي أعدك لن أتخلى عن مساعدتك..سأعلمك القراءة والكتابة..
ولن أبخل عليك مما تعلمت..اسمعني في مثل هذا الوقت من كل يوم
سنجتمع..وسأبدأ منذ الغد بتعليمك..
رأيته وكأن الدنيا تفتح له ذراعيها قفز فرحا وهو يردد
عبارت الشكر..فصحت قائلة:
– لا تتحرك.
تعجب مني…فقلت:
– آسفة كدت تدوس الزهرة فحذرتك…
ضحك لؤي وضحكت معه أيضا..
وعدت لمنزلي وقد غمرتني السعادة…
ومع الأيام بدألؤي يتعلم شيئا فشيئا ..ولم يمضي شهران
إلا وقد تعلم القراءة والكتابة …لؤي علمني قبل أن أعلمه
علمني كيف أحب الناس…علمني أن قلوبنا كالزهور..
علمني أن اعطي الناس واعيش لهم…علمني ألا اتذمر من العلم
فهو شرف لكل انسان..وكم كنت أسعد كلما رأيت لؤي يكبر يوما بعد
يوم…جاء الشتاء…وقد عرفت لؤي عن قرب وعرفت عمه العجوز
وجاء اليوم الذي سيسافر فيه لؤي مع تاجر الأزهارالى بلد آخر
كما يفعل في كل مرة فالشتاء البارد هنا لا يلائم الازهار..
أخبرني لؤي أنه سيظل حتى قدوم الربيع ..
حزنت لذلك..ولكن حزني ولى عندما جاءني لؤي بزهرة
وقال لي:اعتني بها ..وتذكري قلوب البشر كلما رأيتها تكبر
ضعيها دائما لتعلمي أن البشر ليسوا قساة..
ابتسمت بعمق وقبلته..
ثم قلت :اسدي لي معروفا ودع عمك العجوز يقضي الشتاء معنا
وافق لؤي فهو يعلم ان عمه لم يعد قادرا على السفر..
شكرني لؤي وغادر…وعندما سافر لؤي..بدأت أمارس حياتي
بشكل جديد…مشرق..وعلمت قيمة العلم وقيمة الاهل
والسعادة التي نجنيها عندما نعيش للناس…
ويكون موقعنا في قلوب البشر..
*هذه القصة كتبتها عن قريب ..هي
ليست..واقعية..ولكنها مجرد تأليف…
وياليت تعطوني رايكم فيها..
…أبدأ…
في عالم التجاهل والحرمان ..ووسط الم الحسرة ونبع الأحزان..
وعند سماع أنات قلب حزين…وعند رؤية ذلك المسكين..
ينطق الفؤاد قبل اللسان…وتدمع المشاعر قبل العينان..
رآني مرة أقطف زهرة..فقال لي:دعيها تحيا..أليس من حقها أن تعيش
مثلما تعيشين..طفل صغير..يعيش مع عمه العجوز…في منزل متواضع..
بل لا أقول منزلا..بل هو قطع مبعثرة من الخشب..
لا آراه الا رجلا رغم صغر سنه…
تجاهله الجميع بسبب ثيابه المرقعة…وقسى عليه الكل..
بعذر ساذج هو انه فقير…داسوا كرامته وحطموا أحلامه…
أردت يوما أن أعرفه عن قرب…وأثناء عودتي من المدرسة..
ذهبت حيث يجلس دائما…هناك عند ذلك النهر الذي تحيطه الأزهار
من على جانبيه…بحثت عن الطفل…فوجدته يجلس وسط الازهار..
وقد أحاطت به من كل جانب..أعجبت بمنظره..
واقتربت منه بهدوء..فنظر الي ..ارتبكت قليلا..
-لاتخف لن أؤذيك يا صغيري.
فضحك بسخرية
-لست خائفا.
ابتسمت..
-لابأس.. أتسمح لي بالبقاء؟!!
-وهل المكان ملكا لي حتى تأذني مني؟!
شعرت أنه يستفزني..وقررت الصمت..والاقتراب منه أكثر..وعندما
هممت بالاقتراب صاح قائلا:
-لاتتحركي.
رددت بغضب:ماذا هناك؟!!
-آسف كدتي تدوسين الزهرة …فحذرتك…
عجبت..ووقفت أحدث نفسي..أنني ان بقيت فقد
يغلبني بكلامه…فكرت بالعودة لأتمكن من
ترتيب عباراتي …قبل التحدث اليه
فقد بدى لي ..طفلا ذكيا…
قررت العودة فقال لي:
-عفوا أين تذهبين .
– للمنزل يجب أن أعود.
-ابقي قليلا أرجوك.
-يجب أن أتخلص من هذه الحقيبة التي أحملها كل يوم.
-هل لي أن ألقي نظرة عليها.
تذمرت من طلبه ثم قلت:لابأس.
مشيت بحذر بين الأزهار..حتى لا أدوسها..
ثم اقتربت منه ..وناولته الحقيبة ..
نظر اليها بحزن…وبدى متضايقا بعض الشيء
– مابك.. تغيرت فجأة؟!!
-لماذا تتذمرين من حقيبتك الا تعلمين انها كنز لا يجده
غيرك؟!!
أقول بسخرية:
-كفاك مزاحا…ومن لا يجده ؟!!الكل ينزعج منه يوميا..
نظر الي نظرة غريبة ..ثم ..قال:
-اسمي لؤي..طفل فقير يعيش مع عمه الأبكم العجوز..
أعمل في أحد متاجر الزهور..مع رجل لا يكاد يمر يوما حتى
يذكرني بفضله وامتنانه علي..ولا تمر الايام الا و يقول انه
السبب في بقائي وعمي على قيد الحياة..في الصباح أرى
الأطفال يمشون الى مدارسهم ..البعض متذمر والآخر سعيد..
كلهم يعرفون القراءة والكتابة ..عداي أنا..
أسأل نفسي دائما..لم أنا الوحيد الذي لا يعرف شيئا عن
العلم…لكنني أتذكر كلام والدي حين قال:كل أمر
اختاره ووضعه لك الله فلا تحزن ..
فقلت:لؤي أنا آسفة..
-لم تعتذرين؟!
-ألم تغضب مني؟!أتحبنا أتحب القساة الذين حطموا أحلامك؟
فقال بكل ثقة:نعم …أحبكم..
-لكننا يا لؤي..
-لا تكملي..أنظري الى الأزهار ..أليست جميلة؟!
– بلى ..
-الذي وهبها هذا الجمال هو الله تعالى ..ولكنه استخلف بني البشر
ليقوموا برعايتها حتى تظل نضرة..فإن أحسنوا رعايتها أعطتهم
الكثير…والا فأنهم لن يروها إلا ذابلة مليئة بالأشواك.
كذلك قلوب البشر..الي وهبها الرحمة هو الله تعالى …
لكن البشر لم يرعوا قلوبهم فذبلت الرحمة ومات العطف
ولم نجد منها الا القسوة والجفاء…
أصمت قليلا …والدهشة بدت واضحة علي..
-لؤي..كم تبلغ من العمر؟!
– تسع سنين..
-تمزح…هذه ليست بكلمات طفل في سنك..من علمك هذا
أهو عمك العجوز؟!!
– قلت لك إن عمي أبكم…
– إذا هو صاحب المتجر..الذي تعمل عنده..
– وهل ترينه شحصا مناسبا ليعلمني ؟!!
– اعذرني يا لؤي..لا اصدق أنك أنت من تقول هذا..
– لا بأس كما تريدين..
شعرت بخجل شديد وبرغبة في البكاء…شعور غريب ينتابني
خجلت من نفسي..فأنا أكبره سنا..ومتعلمة..وأتذمر مما تعلمته
وهو صغير ولا يعلم شيئا عن العلم…ومع ذلك هو أبرع مني..
قلت له بصوت يقطعه البكاء:
-لؤي ماهو حلمك؟!!
– أن أكون قادرا على القراءة والكتابة لا أريد غير هذا.
سالت دموعي وقلت:
– أتريد أن تحققه؟!
– نعم
– لؤي أعدك لن أتخلى عن مساعدتك..سأعلمك القراءة والكتابة..
ولن أبخل عليك مما تعلمت..اسمعني في مثل هذا الوقت من كل يوم
سنجتمع..وسأبدأ منذ الغد بتعليمك..
رأيته وكأن الدنيا تفتح له ذراعيها قفز فرحا وهو يردد
عبارت الشكر..فصحت قائلة:
– لا تتحرك.
تعجب مني…فقلت:
– آسفة كدت تدوس الزهرة فحذرتك…
ضحك لؤي وضحكت معه أيضا..
وعدت لمنزلي وقد غمرتني السعادة…
ومع الأيام بدألؤي يتعلم شيئا فشيئا ..ولم يمضي شهران
إلا وقد تعلم القراءة والكتابة …لؤي علمني قبل أن أعلمه
علمني كيف أحب الناس…علمني أن قلوبنا كالزهور..
علمني أن اعطي الناس واعيش لهم…علمني ألا اتذمر من العلم
فهو شرف لكل انسان..وكم كنت أسعد كلما رأيت لؤي يكبر يوما بعد
يوم…جاء الشتاء…وقد عرفت لؤي عن قرب وعرفت عمه العجوز
وجاء اليوم الذي سيسافر فيه لؤي مع تاجر الأزهارالى بلد آخر
كما يفعل في كل مرة فالشتاء البارد هنا لا يلائم الازهار..
أخبرني لؤي أنه سيظل حتى قدوم الربيع ..
حزنت لذلك..ولكن حزني ولى عندما جاءني لؤي بزهرة
وقال لي:اعتني بها ..وتذكري قلوب البشر كلما رأيتها تكبر
ضعيها دائما لتعلمي أن البشر ليسوا قساة..
ابتسمت بعمق وقبلته..
ثم قلت :اسدي لي معروفا ودع عمك العجوز يقضي الشتاء معنا
وافق لؤي فهو يعلم ان عمه لم يعد قادرا على السفر..
شكرني لؤي وغادر…وعندما سافر لؤي..بدأت أمارس حياتي
بشكل جديد…مشرق..وعلمت قيمة العلم وقيمة الاهل
والسعادة التي نجنيها عندما نعيش للناس…
ويكون موقعنا في قلوب البشر..