موضوع أثار فضولي
دفعني للبحث،، والتقصي ،،ترددت كثيراً في النقر على زر الفأرة لعلمي التام بما سأجد؟؟؟
يا إلهي ..
وهبتني قلماً وفكراً
أسديت لي من نعيمك مالا يُعدُّ ولا يُحصى
لدي نعمتان مغبونة عليهما ؟؟؟!!
" الصحة والفراغ "
فماذا قدمت؟؟؟
سؤال حيّرني كثيراً…
ولم أجد له الإجابة الشافية.
هل أديت شكرهما؟؟ أم أنها ستكون حسرة وندامة عليّ؟؟
هل جعلت من صحتي وسيلة لتخطي عقبات كثيرة قد يتعرّض لها غيري؟!
هل شغلت وقت فراغي بما يعود علي بالنفع والفائدة؟!
إلهي وسيدي ومولاي …
رحماك ،،، رحماك
لاتعذبني بما وهبتني ..
تفكّرت مليّا في ماطرحته على نفسي من أسئلة!!!
فيالعجبي!!!
إجتاحني شعور غريب بالوهن والضعف
وكأن تلك الصحة مجرد اسم عابر دوّنته على صفحات أيامي
بل مجرد تاج معنوي يراه غيري ممن هم يفتقدونه!!
ريح عاتية تعصف بكياني لا أعلم لها مصدراً
فكم من الأوقات ضيّعتها .. وكم من اللحظات أهدرتها
ساعات طوال كانت الغفلة دثارها .. والتسويف شعارها
ورسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال:" ليس يتحسّر أهل الجنّة إلاّ على ساعة مرّت بهم لم يذكروا الله عزّ وجلّ فيها ".
سبحان الله،،
أهل الجنّة ..أهل النعيم .. أهل القرار والسعادة .. أهل الفردوس ومنابر النور.
يتحسرون على ساعة مرّت بهم لم يذكروا الله فيها!!!!
ولمَ العجب … فوالذي نفسي بيده إن في الجنّة مالا عينٌ رأت ولا أُذُنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر..
ومع مايجدون من النعيم يطمعون بالمزيد… لله درّهم … هم في النعيم ويتحسرون
وأنا هنا لا أطمع سوى بعفو ربي ومغفرته دون البذل والتفاني؟؟
بل تواكلت ولم أتوكّل.. لم آخذ بالأسباب
قلّبت،فتشت،بحثت
لم أجد مايرضيني،،لم أبذل لهذا الدَّين شئ
غيري ..
يبذل جُلّ جهده..يبذل النفس والمال والصحة والوقت
يبذل بسخاء .. يعطي وينفق ويدعو إلى الله ولو بكلمة
يسهر قائماً ويصحو صائماً
نومه غفوات .. صحوته شكر وذكر وتلاوات
" سمعت في إحدى محاضرات الشيخ : خالد الراشد..
أن أحدهم يقوم الليل بخمسة أجزاء ولم يتجاوز عمره السابعة والعشرون.."
وفي كلمات أطلقها الشيخ : عادل العبدالجبّار والتي كان لها الوقع الكبير في قلبي ..
"فتاة في الخامسة عشر من عمرها توفيّت في نهار رمضان صائمة حافظة لكتاب الله توفّيت وهي ساجدة في مصلاّها".
ودّعتنا في سجود كان منه الإرتحال " . " . " وارتضت جنّات عدنٍ فتسامت كالهلالِ
ودّعت دنيا الزوالِ ومضت نحو المآلِ " . " . " خمس أعوامٍ وعشرٌ في صيام وإبتهالِ
لم يزل عمر فتاةٍ وصلت أبهى زُهاها " . " . " حُبُّها لله أنسى لحياةٍ مبتغاها
ودّعتنا في سجود تركت عطر نداها " . " . " فبكى منها المُصلّى فلقد تاقَ دُعاها
إشتعل قلبي غيرة من هذه الفتاة .. غبطتها كثيراً وأحببتها في الله
تاق لها مصلاها .. وكذلك قلبي يتوق للقياها هناك على منابر من نور
هم يعملون ويجتهدون
وأنا …
من أنا ؟؟؟؟
أنا تلك الأمة الفقيرة إلى الله
أرتجي ثوابه وأخاف عقابه
لكن … ماذا قدّمت لأكون من أهل النعيم؟؟؟
أجل بذلت .. دعوت ..
لكني أشعر بالتقصير والذي يخالط نياط القلب فيكاد يمزقها
لم أصل بعد إلى حدّ الرضا،أرغب بالمزيد
لا زالت حصيلتي خالية من تلك الأرقام التي أطمع بها
فكم من فتاة تابت على يدي ؟؟؟؟
كم أنفقت على الدعوة إلى الله ؟؟؟
كم ليلة قمتها ونهار صمته ؟؟؟
كم حزب قرأت وكم جزء حفظت ؟؟؟
كم،، وكم ،، وكم ،،
"."."."
وقــفــة وعبرة
"."."."
قرأت في كتاب إنها ملكة .. للدكتور محمد العريفي هذه الكلمات :
تأملوها ومن ثم احكموا بأنفسكم هل التقصير يُنسب لنا ؟؟؟
في أدغال أفريقيا.. تأتي المُنصِّرة الشابّة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا،تأتي لتعيش في كوخ من خشب أو بيت من طين
وتأكل من أردئ الطعام كما يأكلون،وتشرب من النهر كما يشربون، ترعى الأطفال، وتطبَّب النساء،فإذا رأيتها بعد عودتها إلى بلدها
فإذا هي قد شحب لونها،وخشن جلدها ، وضعف جسدها، لكنّها تنسى كل هذه المصاعب لخدمة دينها،،
عــجـباً!!! هذا ماتبذله النصرانيات الكافرات ليُعبد غير الله.. الله المستعان..
قال تعالى: " إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون ".
يا للهول … التقصير يكسوني من أعلاي إلى أخمص قدمي
فو الله ما سافرت للدعوة .. لا طبّبت ولا رعيت
لا والف لا يتردد صداها في وجداني
ما أقسى قلبي وما أضعف عزيمتي.
ما فعلت مافعلنه تلك النصرانيات ،،،
مصدر إعتزازهن بديانتهن ويقينهن التام بتحمّل مسؤولية نقله وإيصاله إلى غيرهن هو السبب في بذلهن
تكبّدن المصاعب وما تكبّدناها
عانين الأمرّين وما عانيناها
قاسين لوعة الحرمان والغربة وما قاسيناها
يُغنين ،، يرقصن ويطربن ،، يسكرن ويزنين ،، متخذات أخدان وأخلاء
ومع ذلك يقدسن ديانتهن!! فأين نحن من عزائمهن ؟؟
أين تقع دولة الإسلام في حياتنا؟؟؟
أهي في قلوبنا؟؟ أم مجرّد مسمى أطلقناه على شخصياتنا تبعاً للفطرة؟؟؟!!
أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمداً رسول الله
ألا تعني لنا شيئاً ؟؟ ألا تحرك سكون خلايا جسد شلّت حركته الملذّات ؟؟؟
ألا تبعثر كيان لملم شتاته بروح المُغريات؟؟؟
بلى والله ..
إنها النور في زمن الظلمة .. إنها شعاع الحقّ في دياجير الظلام
إنها شمس الحقيقة في سماء البدع .. إنها ظلال الخير في هجير الفساد
إنها بُشرى الناطق الموقن بجنة عرضها السماوات والأرض
فلنحمل رايتها ولنُعلي شأنها ولنُقدِّس شعائرها
وليكن همّ الدين همّ يعيش بأروقة الفؤاد ويشق طريقة إلى خلجات الكيان
لنكن ممن يحمل هم الإسلام لا العكس
أدعوكم إخوتي أخواتي،، أن تمسكوا بيدي حتى يشتدّ ساعدي
ولنكن يداً واحدة لنُصرة هذا الدين
بأقلامنا و كلماتنا وأفكارنا
لنجعل سيل مدادنا شكراً وعطر كلماتنا ذكراً
وروح تآلفنا محبة في الرحمن وقلب تجمعنا نُصرة خير الأديان
وسنجني الخير بإذن الله جلّت قدرته
وها أنا ذي بكلّ شجاعة أبدأ بالبحث..
أتعلمون ما ذا أبحث فيه؟؟؟
أبحث في مشاركات الغزيل
فلهذا مجرد طيف عابر من جلجلة الخاطر في لحظات حرّكت سكون المشاعر
نسأل الله الإخلاص والإحتساب في السرِّ والعلن
وأن يكون مادوّنته يراعنا حجّة لنا لا علينا
اللهم آمين
أختكم في الله
الغزيل