إشتقت للفيض 
أحس أني لم أكتب له منذ سنه
و عدت و أدعوا الله أن يكون العود أحمد
مع خواطر طفل ينصح أمه
عالمٌ فيه أنا أحتار
إن ضحكت
قالوا
يضحك بإستهتار
و إن لم أضحك
قالوا :
طفلُ ناشف
كلوحةٍ دُقت بمسمار !
و إن أكلت
قالوا :
يأكل كالمنشار !
و إن شبعت قالوا
لا يأكل
سيصبح وزنه كوزن فار !
و إن تكلمت
قالوا :
ثرثار !
و إن سكت
قالوا :
أخرس
كأنه حجر بالقرب من أشجار !
::
::
أنا كنحلة بين أزهار
أو كزهرة برية ترتوي من أعذب الأنهار
أو كبسمة في ثغر حورية
تعيش في جنّة الأبرار
لا أريد أن أكبر
أريد أن أبقى في عالمي
عالم الصغار
::
::
أرى أمي تحتمل الأذيّة
من سلمى و من حُسنية
إن كانت إجتماعية
قالوا
حِشَرية
و إن كانت إنطوائية
قالوا
ليئيمة تخفي كيدها
لا تحبّ إلا نفسها
أنانية
و إن إستمسكت برأيها
قالوا
صعبة
تظن أنها قوية
و إن كانت سهلة
قالوا
"هبله " غبية
::
::
أماه لا تهتمي بقولهم
فكثير منهم ليسوا إلا اشرار
و الله لن يرضوا
و لو أشعلت أصابعك بنار
فالناس لا ترضى
ولو أعطيتهم ألف دينار
أماه لا تهتمي برأيهم
و قولي الصدق
و إعملي لرضى الله الغفار
التوقيع
أم البنين
1977
::
::
::
::
