وهي امرأة من جديس عينها زرقاء ، واليمامة اسمها ، كانت تبصر الشعرة البيضاء في اللبن ، وكانت تبصر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام ، فلما قتلت جديس طسماً خرج رجل من طسم إلى حسان بن تبع ، فاستجاشه ورغّبه في الغنائم ، فجهز إليهم جيشا ، فلما صاروا من جوّ على مسيرة ثلاثة ليال صعدت الزرقاء فنظرت إلى الجيش وقد أمِرُوا أن يحمل كل رجل منهم شجرة يستتر بها ليلبسوا عليهم ، فقالت الزرقاء : يا قوم قد أتتكم الشجر أو اتتكم حمير، فلم يصدقوها ، ولم يستعدوا حتى صبّحهم حسان فاجتاحهم . وقتلت الزرقاء ، فقوّروا عينيها فوجدوا عروق عينيها قد غرقت في الأثمد من كثرة ما كانت تكتحل به .
mhmd