التصنيفات
فيض القلم

… أغدا ألقاك … – رائعة

شاطئ طويل جدا … والبحر هادئ وقت العروب … وأصابع قدميه تداعب حبيبات الرمال بشرود فكري … وعينيه ملازمتان للشمس في ألافق البعيد … والبحر يبتلع أخر خيوطها … ونسيم البحر يخترق مسامات وجهه بذكريات وذكريات … يحاول الهروب من لطمات الذكريات ليخرج من ذكرى الى أخرى … يدور في حلقة الذكريات والفكر مشبث ومشتت باحكام كل ذكرى …
ذكريات جمعت الياسمين بالنعنع والليمون ونظرات ببسمة العيون … ياااااااه ما أجملها من ذكريات … وما أصعب أن يجتمع الحزن بجمال ذكرى خالدة في الوجدان … وما أصعب دموع القلب بصمت مكبوت حزين … ودمعة معلقة بين العين اليسرى وجفون العيو ن … يمنعها الكبرياء أن تشق طريقها في مجرى الدموع … دمعة غالية مخزونة بكل لحظة نفيسة من درر الزمن الجميل … مرت عليها غربة الآيام بعواصف البعد وغيوم الانتظار … بقلق وحيرة … بترقب لعد يحمل أنغام … أغدا ألقاك …
أخذته قدماه الى ركن بعيد على شاطئ مهجور … ومركب صيد خشبي معطوب … أمسك بعلاقة مفاتيحه ( الغالية ) على قلبه … يحتفظ بها رغم قدمها … لآنها أهداء من … تنهيدة عميقة أعلى من موج البحر … وغرس حافة ( علاقة المفاتيح ) في المركب … ورسم لا بل حفر … لا بل كتب … لا بل صنع لوحة من حرف واحد على مفدمة القارب … وجلس على رمال الشاطئ يكتب قصة خواطره … والروح تطير بلا أجنحة … والقلب يرقص حزنا وسعادة بلا طرب … كتب الكثير الكثير على الرمال … وما بين مد البحر وجزره … أبتلع البحر ما كتب وأخذه لآعماقه كسر دفين … وبقي حرف الآسم محفور … لعل صدفة في العمر تجمع الحرف بالآسم … ولكن الشاطئ مهجور … والمركب معطوب … واسدل الليل ستائره الحالكة … واشتد برود الليل … ومع هذا شعر بحرارة الذكريات تسري من قلبه لباقي جسده … وشعر بنور روح تعانق نور روح بضياء فاق نور نجوم السماء …
وهمس للبحر بكلمات … وكان رد البحر … لا أستطيع تحمل تناهيد ذكرياتك … وسيبقى مكانها معلق بين نور نجمتك … وبين نسماتي … لعل التناهيد تجتمع يوما مع النسمات .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.