السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الأيام الأخيرة، بدأ الكثيرون يستصعبون الكتابة مع أنها أمر سهل نوعاً ما..
وغدا كثيرون في جهة أخرى يكتبون ويكتبون ويكتبون بصورة خاطئة فتجد ما يكتبونه
مختلطاً صعب الفهم كمثل أغلب ما يقال عنه الشعر النثري..
لكنني أقول لكم الكتابة أمر سهل لكنه سهل ممتنع..
فكلما كانت فيك تلك الموهبة أكبركلما كتبت بشكل أفضل..
لنفكر معاً.. كيف نبدأ رحلة الكتابة؟
إن أول أساس وأهم أساس في الكتابة هو القراءة.. نعم القراءة..
وعلى وجه الخصوص القراءة الأدبية.. كالقصص والروايات ومقالات الأدباء
وحتى الشعر العربي بكل بحوره.. أقولها لكم صادقة: اقرأوا بالقدر الذي تستطيعون..
على أن البعض يظن أن القراءة تعني العكوف على المجلات فقط، وهذا الأمر خطأ
بحد ذاته.. فالمجلات الفنية مثلا لا تعني في مقالاتها أوجه البلاغة العربية بالقدر الذي
تعني فيه إخراج الخبر أو المقالة بصورة فنية تجذب القراء من الشباب والفتيات.. على أن
هناك بعضاً من المجلات الأدبية والإسلامية (كالمنار والأسرة وغيرها) تهتم بالشكل
والمضمون للخبر.. خاصة عندما تقرأ في الزاوية الأدبية.. كما أن قراءة القصص لها
أكبر الأثر في تزويدك بالكثير من المفردات والأوجه البلاغية حتى تستعين بها في كتباتك
النثرية.. على أن لا تكون القصة مترجمة من لغات أخرى (مثل روايات عبير) ففي القصص
المترجمة يكون المترجم قد وضع جلّ اهتمامه بنقل الترجمة الصحيحة حرفياً أما الاهتمامات
الأدبية فتكون فيه قليلة..
ممن اعدّهم أفضل كتّاب القصة والروايات:
* غالب حمزة أبو الفرج: كاتب قصصي له الكثير من الروايات والقصص القصيرة..
على أن القارئ له قد يلاحظ عدم تنبه الكاتب لبعض الجوانب الإسلامية.
* على أحمد با كثير: كاتب مشهور.. معروف في الوسط العربي بمسرحياته..
* نجيب محفوظ: كاتب متقن، ولكن يلاحظ انتقاد الكثير لأفكاره.. ولهذا لا أنصح بقراءة
رواياته إلا في حالة التمكن من القراءة الناقدة..
* أدباء رابطة الأدب الإسلامي: لا أتذكرهم فرداً فرداً لكنني اتذكر أن مجلة الأسرة تضع
بعضاً من انتاجاتهم الأدبية.
وهناك الكثير غيرهم..
———
ثاني تلك الأسس: الجو المناسب والهدوء النفسي..
فالبعض مثلا يحب الكتابة وسط الزحام والبعض يفضل الهدوء..
إن اختيار المكان المناسب للكتابة أمر مهم.. فالكتابة عموماً تحتاج إلى هدوء أعصاب
وراحة بال وإن كنت تعبر عن أحزانك وآلامك.. وهنا أقول لك، لا تتقيد بحالة شخص
معين.. أمسك بالقلم واكتب ما يحلو لك حينها ستشعر بانسياب تام في الكتابة..
———
قد تكون كتابة المقالات أمراً صعباً.. لذلك ابدأ بالكتابة عن نفسك..
اتخذ دفتراً صغيراً دوّن فيه ما تفكر فيه.. لا تهتم في هذه الحالة إلى الجوانب البلاغية
ولكن ركّز اهتماماتك على الجوانب النحوية فهذه أهم.. اكتب بالقدر الذي تشعر فيه أنك
قد أوحيت للورقة كل ما تريده ودوّن بقلمك وكأنك تحادث شخصاً أمامك.. ثم أعِد قراءة
ما كتبت.. ستكتشف أن هناك بعضاً من التصحيحات المناسبة.. لا تتجاهلها.. أجرِ التعديلات
ثم اقرأ مرة أخرى.. قارن بينها وبين الكتابة الأولى واعتمد ما تراه مناسباً..
———-
هناك تجربة بسيطة قمت بعملها، وأكسبتني معرفة كبيرة بمعاني الكلمات وأوقات استخدامها
المناسبة.. إنها الاستعانة بمعجم.. قد يستهين البعض بهذه الوسيلة البسيطة.. لكنني أقصد
الاستعانة بمعجم للألفاظ الصعبة والغريبة والتي ستجد فيها كلمات غائبة عن أذهاننا على الرغم
من كثرة استخدامها أو بعض الكلمات التي لا نكثر من استخدامها في حياتنا العامة خاصة بعد
غزو العامية للعربية الأصيلة.. من هذه الكلمات ( البحر اللهِم ) لم أكن اعرف متى تستخدم..
لكنني توصلت إلى الاجابة عن طريق المعجم إلى أنها وصف لموج البحر في إحدى حالات
هيجانه وهو بطبيعة الحال وصف دقيق جداً.. كذلك استخدامات ( ديمة – سحابة ) كلها استخدامات
للسحاب لكن استخدام الكلمات المناسبة يختلف بنوع الوصف..
ختاماً.. أكرر لكم، الكتابة أمرها سهل.. كل ما تحتاجونه قليل من التركيز..
أتمنى لكم أوقاتاً سعيدة دائماً..