الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ..
وبعد:
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"(71)
(التوبة)
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"بلغوا عني ولو آية"
ويقول أيضاً:
"لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم"
أخواتي الكريمات الفاضلات
وإننا ولما نراه من حرب ضروس -ظاهرة أحياناً وباطنة أحياناً أخرى- على الإسلام والمسلمين ..
وخاصة المرأة العفيفة والشابة المتحجبة الشريفة .. ليخرجوها من طهرها وحيائها ..
نحن بأمس الحاجة اليوم لكل جهدٍ مخلص لإرشاد الحائرات والتائهات ..
ولإنقاذ الغارقات في بهرج الحياة الزائفة المليئة بالفتن والشبهات والشهوات ..
لذلك كان موضوعي هذا …
بفضل الله وتوفيقه سأجمع من هنا وهناك وبأسلوبي المتواضع وبإمكاناتي البسيطة وسائل متنوعة ..
تشتمل على دروس ومحاضرات وصور وفلاشات وغيرها مؤثرة ومعبرة وهادفة ..
تخص أختي المسلمة .. تزيد من وعيها وتشد من أزرها وتجعلها تفتخر بدينها وعقيدتها وحجابها ..
وهي أيضاً رسالة تحذير ونصح ودعوة إلى الأخوات الغافلات الغارقات في سراب السعادة الكاذبة وفتن الدنيا الفانية ..
أتمنى من الله جل وعلا أن تصل إلى هدفها المنشود وأن تلامس قلوبكم الطيبة ..
اللهم اهدنا واهدِ بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى ..
اللهم اجعل عملنا كله صالحا ..
واجعله لوجهك خاصا .. ولا تجعل فيه لأحدٍ غيرك شيئا ..
وصلى الله وسلم على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته إلى يوم الدين ..
اللؤلؤة المكنونة
بداية العقد
كلمة أهمسها في أذنكِ .. كلمة أبعثها إلى فؤادكِ .. كلمة أزفها إلى روحكِ الطيبة ..
إليكِ .. يا جوهرة مضيئة ..
إليكِ .. يا درة مصونة ..
إليكِ .. يا لؤلؤة مكنونة ..
إليكِ .. كلمات تحاكي صندوقاً رُصَّ باللاليء المكنونة ألقي عبر شواطيء الحياة ..
يطوف قلمي أعماقه بمجدافه المتواضع ..
إليكِ .. خواطر صادقة .. ونصائح غالية ..
اللؤلؤة الأولى
لماذا اللؤلؤة المكنونة ؟! ..
إن الفتاة في هذه السن تسعى في إضلالها أيادي ماكرة .. وعيون حاسدة .. وأنفس شريرة ..
تريد إنزالها من علياء كرامتها وإخراجها من لب سعادتها ..
فكم ساء وأقض مضاجع الأعداء ما تتمتع به في ظل الإسلام من حصانة وكرامة ..
فسلطوا الأضواء عليها .. ونصبوا الشباك ..
ورموها بنبالهم وسهامهم عبر العناوين المشوقة والفضائيات الساحرة .. وآخر صيحات الموضة ..
لتحمل الكثير من الفتيات أهدافاً لا تعود عليهن إلا بخيبة الأمل إن تحققت.
قال تعالى:
"وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ"
(البقرة:120)
اللؤلؤة الثانية
جمانة لا كالجمان
اللؤلؤة المكنونة "جمانة فريدة" في عصرٍ أصبحت فيه الرذيلة عالمية رائجة .. لها نجومها ومؤسساتها وإعلامها ..
"فتاة الغرب" بجمالها .. وأزيائها .. وحريتها .. وتعاملها .. وانفتاحها تدعو "الجمانة" إلى اللحاق بها ..
ما نهاية الاستجابة لها ؟! .. إلا الفضيحة والعار ..
فلا يليق بالجمانة إلا العلو والرفعة في أعناق الجميلات من الفتيات.
أختي المصونة ..
ما أجمل تلك اللآليء المضيئة التي لا مثيل لها تزين عنق الفتاة ..
قد انفردت الفتاة المسلمة بإيمانها وجمالها .. بطهرها ونقائها ..
فاستحقت اسم "الجمانة" ..