———————-
اعترافات رجل يحترم النساء !
———————-
صاحب الرسالة يدعى نائل اما زوجته فتدعى بيداء وقد سكبت على حد تعبيرها ، الف متر مكعب من الدموع ، حين قرأت الرسالة وحين تقرؤنها لن تذرفوا دمعة واحدة ، لقد وجدت في هذه الرسالة اعترافات شيقة يندر أن يبوح بها رجل ، الا وهو على حافة الهاوية ..
كتب نائل (( عزيزتي بيداء . ها انا اكتب عزيزتي ، ثم الوم نفسي . لماذا لا اخاطبك بعبارة حبيبتي؟ ولماذا هذا الحياء الكاذب، الذي يلازمنا حتى في احرج لحظات حياتنا ، فنروح نفكر : ماذا لو وقع هذا الخطاب في يد احد ؟ ماذا لو قرأه احد اولادنا ؟ وكأن من العيب على الرجل ان يبدي حبه لزوجته أمام اطفالهما .
وإذن : حبيبتي بيداء . ما الطفها هذه الكلمة ، وانا اخطها في غرفتي في المستشفى ، والهدوء مخيم حولي وقد غادر الزوار وخلت الممرات ، وحان الوقت لكي أكتب لك مالم اقله لك من قبل وأن اصارحك بحقيقة مشاعري نحوك ، يا حبيبتي وام اولادي .
لاتقولي انه اعياء المرض ، يدفعني الى تصرفات سأندم عليها حين استعيد عافيتي . انا الآن بكامل قواي العاطفية ، وكنت اتمنى لو قلت لك كل هذا الكلام قبل اسبوع ، اوقبل شهر ، اوقبل سنتين ، او في كل يوم من الأيام ، التي عشناها معاً انا وانت ، أي منذ اكثر من عشرين سنة .
هل كان من الضروري ان ينمو الورم الملعون في جمجمتي ، لكي اتشجع واقول لك : يا حبيبتي ؟ فاعلمي إذن انك كنت دائما في قلبي ، وانني مقبل على عملية ، وانني مقبل على عملية جراحية قد لا اقوم منها سالما ، وانني نادم على كل يوم مر بي من دون ان ابدي لك حبي وامتناني ، وان اقبل يدك ، التي ساندتني في اصعب الاوقات .
اسمعي يا بيداء : هذه قائمة بالافعال ، التي مارستها طوال عشرين عاماً ومن حياتنا معاً ، وكلها كانت افعالا طائشة أثارت أعصابك وجعلتك تتذمرين وتتعبين ، وها انا اعتذر لك عنها فهل تقبلين اعتذارات بالجملة ، تأخرت كثيراُ؟
اعتذر عن كل سيجارة أطفأتها في آنية النباتات الداخلية ، بينما المنفضة لا تبعد عني سوى متر . اعتذر عن استلقائي كل مساء على الكنبة ، امام التلفزيون ، دون أن افسح المجال لك لتجلسي الى جواري في اخر النهار، انت المتعبة بألف عمل وعمل منزلي .
اعتذر عن خلعي جوربي في أي مكان في البيت ، ودسهما تحت اي منضده منخفضة أو وسادة من وسائد الصالون أو رميها تحت سريرنا ، بعيدا عن متناول يدك ، ماكان يضطرك الى الحبو كل يوم بحثا عنهما ، في حين ان سلة الغسيل امام ناظري في الحمام .
اعتذر عن اهمالي وقلة لياقتي حين كنت اقف امام مرآة الحمام لأشذب لحيتي (التي تحبينها ) ثم اترك لك المغسلة وكأنها مزبلة بشعة المنظر ، اعتذر عن فرشاة اسناني التي كنت انسى ان اغسلها بعد الاستعمال، وعن انبوبة معجون الاسنان ، التي يسقط غطاؤها ارضاً فلا اكلف على نفسي عبء الانحناء والبحث عنها ، تاركا الاشغال الشاقة المؤبده لك وحدك .
هل تكفي رسالة ، على باب غرفة العمليات ، لالااعتذار عن كل تلك الليالي التي غفونا فيها جنبا الى جنب ، دون قبلة او حتى كلمة حانية ؟ او الاعتذار عن تلك الصباحات التي غادرتك فيها معطرا انيقا لامع الشعر دون عبارة وداع تاركا مائدة الفطور كأنها ساحة حرب؟
اعتذر بشكل خاص عن تلك الليالي ، بعد ولادة كل واحد من ابنائنا ، حين كنت انقل مضجعي الى غرفة اخرى لأنام هادئ البال ، تاركا لك عذاب السهر وإرضاع الوليد ، والقلق من حمى مفاجئة او مرض طارئ وكأنني اب مستقيل من الابوة .
لاتقولي يا حبيبتي العزيزة انها كلمات رجل يخاف الموت ، فإذا كتب الله سبحانه وتعالى الحياة لي غداً ، اعدك بأنني سأبدأ معك صفحة جديدة تليق بك ، بنا معاً.
انتهت الرسالة ، وعاد نائل الى حياته الطبيعية . واراهن على ان انبوبة معجون الاسنان مازالت من دون غطاء ، وان الجوربين تحت السرير ، ومع ذلك اراهن ان بيداء في احسن حالاتها بعد ان قرأت الرسالة ، التي تحلم بها كل الزوجات ..!
التصنيفات