مما يُجمل ويحسن خلق المرء .. صحبة الأخيــــار ..
فنفس الإنسان مولعة بالتقليد .. فكما يقلد الإنسان من حوله في أزياءهم .. يقلدهم في أعمالهم ويتخلق في أخلاقهم .. والمرء على دين خليله .. فلينظر أحدكم من يخالل ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ) [ حسن / صحيح الجامع 3545 ] ..
وقال حكيم // نبئني عمن تصاحب أنبئك من أنت ..
فمصاحبة الأخيار تغرس في النفس الأخلاق الكريمة وتدفعها إلى معالي الأمور .. أما مصاحبة الأشرار فإنها تعوّد الاستهانة بالأخلاق وتجرئ على اقتراف الآثام وتباعد بين الإنسان وبين القيام بالأعمال الفاضلة ..
وصاحب إذا ما كنت يوماً مصاحباً … أخا ثقة بالغيب منك أمين
واجعل قرينك من رضيت فعــاله … واحذر مقارنة اللئيم الشائن
فالقرين الصالح يعتبر بحق نعمة من النعم التي أنعمها الله علينا ..
فهو الملاذ في الملمات .. وهو المرشد الأمين لطريق الحق والنجاح ..
قال عمر // لولا ذكر الله .. ومصاحبة قوم يلتقطون أطايب الكلام كما يلتقط أطايب التمر .. فما فضلت البقاء في دنياكم ..
فكثير من العظماء والمتفوقين يعزون أسباب نجاحهم إلى أنهم وفقوا في اختيار قرين صالح ساروا على إرشاده واقتبسوا من نصحه ..
فاحرص على اختيار صديقك الذي يحثك على أمور الخير .. ويحفظك عند غيبتك .. ويقف معك في نكبتك .. ويصون سرك .. ويفي بحق صداقتك ..
واحذر مصاحبة الصديق الذي يظهر لك الصلاح ويبطن العداوة ..
لا خير في ود امرئ … حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف أنه بك واثق … وإذا توارى عنك هو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة … ويروغ منك كما يروغ الثعلب
( مجلة مساء )