يسوؤهم كثيراً أن يروا المرأة عفيفة مُصانة في بيتها .. بل حتى إن رأوا إمرأة ناجحة في عملها وطموحة .. ولكنها متمسكة بأمور دينها .. عدَّوها في زمرة المتخلفين والمتخلفات .. وتنقَّصوها وسخروا منها .. ونسفوا كل ما حققته من نجاح وتميز ..
يذكرني هؤلاء بكثرة حديثهم عن المرأة وإقحامها في شتى مناحي الحياة .. بقصة طريفة أسوقها إليكم :
رسب أحد الطلاب في مادة التعبير، وهذا أمر غير اعتيادي أن يرسب طالب في مادة سهلة كمادة التعبير، وعندما سُئل المدرس عن سبب رسوبه في المادة قال: في كل مرة نعطي الفصل موضوعاً ليكتبوا عنه .. يخرج هذا الطالب عن صُلب الموضوع ويكتب عن غيره !.
فطلبوا من المدرس أن يوافيهم ببعض النماذج التي تؤكد كلامه ..
فقال المدرس : خذوا هذه الورقة على سبيل المثال:
أكتب موضوعاً عن فصل الربيع..
"فصل الربيع من أجمل الفصول في السنة، تكثر فيه المراعي الخضراء مما يتيح للجمل أن يشبع من تلك المراعي، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أياما، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر.
ويربي البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى.. والجمل حيوان أليف …" الخ.
ويستمر الطالب في التغزل في الجمل، وينسى الموضوع الرئيس ..
فقال المدرسون : قد يكون قرب موضوع الربيع من الجمل وارتباطه بالرعي هو الذي جعل الطالب يخرج عن الموضوع..
فقال المدرس: لا ، خذوا على سبيل المثال هذا الموضوع الذي طلبنا من الطالب أن يكتب عنه..
اكتب عن الصناعات والتقنية في اليابان..
"تشتهر اليابان بالعديد من الصناعات ومنها السيارات، لكن البدو في تنقلاتهم يعتمدون على الجمل، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أياما، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر.
ويربي البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى.. والجمل حيوان أليف… الخ !!
تعجب المدرسون لأمر ذلك الطالب .. وسألوا المدرس هل هذا كل شيء ؟ أم أن هناك المزيد من العيَّنات ؟! ..
قال المدرس : بل إليكم هذا الموضوع البعيد جدا عن الجمل..
اكتب موضوعا عن الحاسب الآلي وفوائده.
الحاسب الآلي جهاز مفيد يكثر في المدن ولا يوجد عند البدو لأن البدو لديهم (الجمل) والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أياما، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر.
ويربي البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى.. والجمل حيوان أليف… الخ !! .
وجدوا أن المدرس معه كل الحق في أنه (رسَّب) الطالب في مادة التعبير ..
تقدم الطالب بشكوى للوزير بعد أن طلب الوزير التحقيق في الموضوع فكتب الطالب في خطاب الشكوى:
معالي وزير التربية والتعليم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لمعاليكم تظلمي هذا وفيه اشتكي مدرس مادة التعبير لأني صبرت عليه صبر الجمل، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أياما، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر.
ويربي البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى.. والجمل حيوان أليف، وكما يعلم معاليكم أن الجمل يستمد طاقته من سنامه الذي يخزن فيه الكثير من الشحوم، أما عيني الجمل ففيها طبقة مزدوجة تحمي العينين من الرمال والعواصف..
آمل من معاليكم النظر في تظلمي هذا .. وظلم المدرس لي مثلما ظُلم الجمل في عصرنا هذا بأكل كبدته في الفطور في جميع الوزارات والدوائر الحكومية..
وشكراً ..
أعتذر عن عدم ترتيب الفكرة فقد كتبت الموضوع على عجل .. كما وأعتذر عن الإطالة ..
تحياتي ،،،