التصنيفات
همسات البنات

الوان الذكرى( قصه من تأليفي انا انتظر رأيكم ) للبنات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا بنات كيفكم ؟
انا كتبة هذه القصه وشاركت فيها بمسابقه وحابه اخد رأيكم فيها لانه رأيكم كتير بهمني يلا يا بنات بتمنى تردوا وتعطوني رأيكم

ألوان الذكرى

هاهي ألوان الربيع تطل علينا معلنة ً معها ابتداء حفل الموسيقار المحترف ,ليقبل بأروع الألحان التي منحه الله إياها ,هو ذاك العصفور الذي يرفرف مقتربا مني بأنغامه الساحرة , و هاهي الأزهار تتراقص على نغمه الأخاذ متفتحة ًلخيوط الشمس التي جاءت لزيارتها بعد سبات عميق .

وبينما أنا اجلس على ذاك المقعد الخشبي احتضن بين ذراعي ما قد يذكرني بأيام الطفولة,افتح البوم الصور اقلب صفحاته انسج لكل صوره قصه وموقف من خيالي لكن اشعر أنني افتقد شيئا مميز في كل صوره فأتأملها ولا ادري ما هو
أتأمل أنغام الطفولة المتصلبة بالصورة لأحركها اخل مخيلتي وانسج منها سبب تكوين ملامح الذكرى هذه على أمل أن يكون ما نسجته مطابق لما تكتبه أختي خلف كل صوره توضيحا للموقف الذي كان سببا لالتقاطها . انسج تلك المواقف في عقلي كما أريدها ثم انظر خلف الصور واجد التاريخ و المكان والحدث بعضها مطابق لما نسجت وتمنيت وبعضها الآخر لا يمت له بصله , ولكن رغم كل هذا يبقى ذاك الشعور متولد بداخلي بأن ألوان طفولتي لم يرسمها القدر مثلما أريد لأنني في كل صوره أتأملها أجد لونا مفقود ولا ادري ما هو لكن إحساس بداخلي يزعجني لعدم وجود هذا اللون .
حتى وصلت عند صوره وجدت كل الألوان فيها ومع أنها قديمه وبالأبيض والأسود , لكن أجد فيها الألوان التي توحي بالدفء والحنان كل ألوان الحياة الخلابة وخصوصا تلك التي ترسم معها حضنا يمتلئ بمياه الحنان والعطف والمحبة
نعم إنها صورة الغالية أمي .
وبينما كنت مشغولة ً بتأمل ملامحها وسط المقطوعة الفنية التي سبق ووصفتها كان ملاكا من بعيد يركض إلي فاتحا ذراعيه وينشر عبارات المحبة هنا وهناك إنها ابنة أختي الصغيرة لين تجري إلي لتكتمل تلك المقطوعة الفنية ببريق الطفولة الذي بعينيها , قبلتها على خدها وأخذتها بحضني وجلست تتأمل معي ما قد بدأت به
وإذا بها وبكل براءة تقول لي : خالتي هل تستطيعي أن تصفي لي جدتي ؟
لينساب من شفتي ما قد شكله عقلي وقلبي من كلمات
فأقول لها : جدتك يا غاليتي التي هي أمي كانت لنا مثل اشراقت الصباح المفعمة بالتفاؤل و السعادة , مثل البدر المكتمل الذي يلقي أنواره في كل مكان , مثل عصفور يلحن أنغام المحبة و الحنان , مثل زهرة يفوح عبيرها في كل مكان وزمان , مثل شمعة تحترق لتنير الدروب وترسم السكينة والاطمئنان
لتقاطعني لين قائله: هل تشبه أمي ؟
فأجبتها أمي يا لين لا يوجد لها مثيل بالكون , هي تشبه البدر ليلة اكتماله وقلبها صاف مثل المياه العذبة , وعيونها تتلألأ مثل حبات اللؤلؤ , وحضنها دافئ وكبير نغرف منه أنا وإخوتي ما نشاء من محبه وحنان وأمان وسعادة
ابتسمت قليلا ثم أكملت قائله : كنت أنا المدللة لأنني أصغر إخوتي
كانت تحضر لي كل ما أشاء , لم تكن تغضبني أبدا وان أخطأت توبخني لكن بكل رقه وحنان , لا تهون عليها دموعي التي كانت تصفها بأنها حبات من اللؤلؤ غالية ً على قلبها .
وإذا بلين تقاطعني قائله بكل ما تحويه براءة الأطفال : هل كانت تشتري لكي الألعاب والحلوى ؟
فأجبتها بالطبع يا لين , كانت كلما تذهب إلى البقاله تحضر لي كيسا مليء بكل ما لذ وطاب , وعندما نذهب إلى السوق تدخلني محل الألعاب وتجلب لي كل ما اطلب أو أتمنى
هي مصباح يضيء لي الظلمة يوم الحزن , وورد عبيره يفوح بطريقي يوم الفرح , هي من رسمت بريشتها الساحرة ألوان الحياة الجميلة .
وبينما كنت مسترسلة ً بالكلام ووصف الغالية وذا بلين تقاطعني وتقول لي: خالتي خالتي انظري أمي تقف هناك وتبكي
استغربت من بكائها وأحسست أنها تراقبنا منذ سؤال لين الأول ولكن لم انتبه لها
عيونها تنهمر منها الدموع وكنها شلالات من الحزن والأسى , لم أدرك لماذا أو أنني حاولت أن اضحك على نفسي ولا اقر بسبب بكائها مع أنني اعرفه في داخلي لكن كنت أريد نسيانه
هي تبكي وأنا فرحه وسعيدة بوصف أمي للين , وإذا بها تقترب وتمسح بيدها على شعر لين الذي مثل خيوط الشمس الذهبية وتنظر إليها وعيونها يفيض منها الدمع قائله : جدتك يا لين كانت أجمل وأحلى مما تصف خالتك وان شاء الله سنلقاها على أبواب الجنة وترينها .
عندها تحولت ابتسامتي إلى علامات من الحزن واليأس
فسكتت العصافير ونامت الورود وبدأت خيوط الشمس تنسحب خطوة ً خطوة إلى الأفق البعيد , عندها أدركت الحقيقة المرة التي كنت أتناساها وأدركت اللون الجميل الذي افتقده من يوم مولدي وفي صور طفولتي للأسف أنا لا عرف أمي
تلك الحقيقة المرة التي كنت أحاول أن أخفيها في قرار نفسي فلقد كان قدرها أن تموت يوم مولدي , أنا لا اعرفها إلا بالصور فالصور كانت جسرا لأصف الحياة التي كنت أتمنى أن أعيشها معها
الحياة التي الآن افتقد في سطورها حنان الأم , افتقد تلك الشمس وذاك البدر
لكن هذا هو القدر الذي خط بريشته الحقيقة المرة التي كنت دائما أحاول أن أتجنبها
فانسابت الدموع وكأنها انهار , تلك الدموع التي كانت غالية على أمي أمي التي لم أراها أبدا
ولكن أنا أثق أنها لو كانت بيننا لكانت غالية على قلبها فعلا

وإذا بلين وبكل براءة وبلمسات الطفولة وأناملها الصغيرة تمسح دموعي وتقول لي : لا تقلقي يا خالتي فنحن سنلقاها بالجنة
وتمسك بيدي وهي تردد سنلقاها بالجنة وتصطحبني إلى داخل المنزل لأن الليل قد أدلى ستائره وحان وقت النوم , وأنا مازلت احتضن البوم الصور واقبل صورة الغالية عفوا اقبل امي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.