::
::
آه ياأغلى الناس…أمي الحبيبة
لن أنسى تلك العيون التي غطت الدموع خضرتها
وأنا أستعد للرحيل
يااِلهي..هل يعقل أن أسبب كل هذا الألم لأغلى الناس؟
القلب الدافئ الحنون..هل يعتصره الألم بسببي أنا؟
تماسكتُ وابتسمتُ وقبّلت تلك العيون التي تقطر حناناً أكثر منها دموعا
غادرت المكان..داعية ً الله أن يصبرها
ويشفيها ويخفف عنها..
مرت السنون طويلة
ثلاث سنين مرت حتى رأيت ذلك الوجه الحبيب
كم نالت هذه السنوات من صحتك ياأغلى البشر ولكني أراها
زادتك صبراً وايماناً
ومن جديد…حان الوداع..والدموع
خرجتُ وأنا أسمع دعاءها الغالي
أكلمها من وقتٍ لآخر لأسمع دعواتها الغالية
وأشعر بدفء قلبها الكبير
بعد عامٍ وبضعة أشهر كلمتها وهنأتها بعيد الأضحى المبارك
سألت عن صحتها فكان ردها بصوتٍ يملؤه الاِيمان:
الحمدلله ياابنتي
الحمدلله الذي أعطاك صبرا قل وجوده
واِيماناً هنيئاً لك بحلاوته
وبعد يومين…
رائحة البخور تملأ منزلي
ولمسات العيد ظاهرةٌ على أركانه
وأنا أرتب ضيافة العيد..الحلو هنا ..والكعك هناك…
وأدور في المنزل فقد أكون نسيت شيئا..
أرى زوجي يقترب ويبتعد
يسألني ماذا تفغلين؟
وأنا أحضر الفناجين أجبته:
ألا تعرف أن ضيوفاً سيأتون الآن؟
-أعرف ولكن كفى اِجلسي
شعرت بشئٍ يريد قوله..ماذا هناك؟
هل اعتذرت أختك وزوجها عن المجئ؟
قال بصوتٍ أرعبتني نبرته:
لا لا ولكن أخاك اِتصل بي و..
قاطعته بصوتٍ يملأه الألم والشوق..
الحزن والصدمة..
أُمّي
أدعو الله في هذه الأيام المباركة
أن يرحمكِ ويدخلكِ فسيح جناته