التصنيفات
أمومة وطفولة

تجربتي الناجحة مع >> فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ -عالم الأمومة

السلام عليكن و رحمة الله و بركاته

كيف حال الأمهات العزيزات

لا يخفاكم ما يواجه أم الطفل الأول من حيرة في تربية ابنها ، خاصة إن كانت تعيش في غربة عن الأهل و ذوات الخبرة
الآن و قد بلغ ابني الثلاث سنوات من العمر، أشعر بمسؤولية كبرى
إذ أن أسلوبي في التعامل معه سوف يكون من أهم العوامل التي تؤسس شخصيته
التي أطمح إلى أن تكون متوازنة ما بين الصلابة و الرقة إن شاءالله
أريده أن يتعلم أن يظهر عاطفته ، و لكن في الوقت ذاته لا أريده ان يتحول إلى "دلوع الماما"

نُصحت كثيراً باتباع أسلوب الجزم، لأن الأطفال في هذا العمر يحبون التمرد و التحدي
و بالفعل وجدت النظرية منطقية و طبقتها :
إن لم يكمل طعامه، لا أعطيه الحلوى
و إن لم يسمع كلامي ، قلت " عبدالله مش شاطر" و " يا عيب الشوم " و " عبدالله مش حلو أبداً "
و إن خالف أمري عمداً أكثر من مرة ، ضربته ضربة خفيفة على يده ( و هي كافية لزجره)

و لكن بصراحة هذا الأسلوب كان يصيب مرة و يخيب مرة ؛ فأحيانا لا يتجاوب البتة :
أقول "مش شاطر" فيجيب "إيه مش شاطر" ، أضربه على يده ، فيضربني على يدي
و يكون الخيار الأخير أمامي :
إما عقاباً أشد يجعله يبكي من غير مجيب، و هذا يفطر قلبي و لا أكاد أطيقه
و إما تنازلي عن طلبي / توجيهي ، و هذا يعلمه أن يكسر كلمتي مرة تلو الأخرى

****

سمعت أحد الدعاة – جزاه الله خيراً – يدعو إلى التعامل برفق مع الأبناء، مستشهداً بقوله تعالى :
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ آل عمران 159
متسائلاً لم لا نطبق هذه الآية على الأبناء قبل من حولنا من الناس، فالأقربون أولى بالمعروف
ثم طرح أسلوباً جديداً للتربية ، أساسه الحوار و الرفق و البوح بالمشاعر
اقترح أنه في حالة عصيان الابن أو قيامه بأمر غير محمود
أن تكون ردة فعل المربي بالتركيز على مشاعره هو(المربي)، و وقع تلك الفعلة عليه هو ، من دون توجيه اللوم إلى الابن

"دعني قليلاً، فأنا أشعر بالضيق" ، " لقد خاب أملي، إذ لم أتوقع أن يفعل ابني شيء كهذا يوماً ما" ، " أنا حزينة لأنني لم أنجح في مهمتي كمربية"… ( هذا للأطفال الأكبر سناً طبعاً)
و قال : قد يبدو هذا الأسلوب مثالياً و غير واقعي، و لكنكم قد جربتم أسلوب الشدة لسنين طوال و لم يؤت ثماراً، فلم لا تجربون أسلوباً آخر ؟؟

بالفعل أخذت بنصيحته ، و صرت كلما خالفني ابني أقول : " أنا زعلانة" راسمة على وجهي ملامح الحزن، و أمسك عن التخاطب معه ، و أشيح بنظري عنه
والله بعد يومين أو ثلاثة فقط، لمست مفعولا سحرياً و لله الحمد !
ما إن يسمع مني كلمة " أنا زعلانة " ، و يتأكد من صدقها ( يحاول أن يقوم بحركات استعطاف و إضحاك من بعيد)
حتى يسرع إلى تنفيذ الأمر ( يكمل طعامه ، يرجع ما بيده إلى مكانه ، يلبس ثيابه ….)
ثم يطبع على خدي قبلة رائعة و يقول حبيبي ماما حبيبي

بالطبع أنا لا أقول "زعلانة" عند كل صغيرة و كبيرة ، و إلا لقال عمرك إن شالله ما رضيتِ
بل أستعمل أسلوب تكرار الأمر، و ربط الأمور ببعضها ( إفعل كذا لكي أعطيك كذا أو آخذك إلى كذا …)
و أبقي الكلمة السحرية "أنا زعلانة" للمواقف التي كانت تحيرني سابقاً و تتطلب مني عقاباً أشد
فيظل مفعولها ممتازاً و لله الحمد، حتى أن أكثر من واحدة من صديقاتي قد لفت انتباههن كيفية استجابة ابني لهذ الكلمة و سألنني عن سرها
لذلك أحببت أن أشارك أخواتي في هذا المنتدى الحبيب بهذه التجربة البسيطة
عسى الله أن ينفع بها

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.