ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قـد حـرم الله سبحانه القول عليه بغير علــم فــي
الفتيا والقضاء وجعلـه من أعظم المحرمات بــل
جعـله في المرتبة العليا منها فقــال تعــالى ( قُلْ
إِنَّمَا حَـرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
وَالإِثْــمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَــقِّ وَأَن تُشْــرِكُواْ بِاللّهِ
مَـا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ
مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) الأعراف33
فرتب المحرمات أربع مراتب وبدأ بأسهلها وهـو
الفواحش .
ثم ثَنَّى بما هو أشد تحريما منه وهو الإثم والظلم
ثم ثَلَّث بما هو أعظم تحريما منهما وهو الشرك
به سبحانه .
ثـم ربَّع بمــا هو أشد تحريما من ذلك كلــه وهــو
القول عليه بلا علم وهذا يعم القول عليه سبحانه
بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه
وشرعه .
وقال تعالى( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ
هَذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ
الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ،مَتَاعٌ
قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
فتقدم إليهم سبحـانه بالوعيد عــلى الكذب عليـه
فــي أحكامه وقولهم لمــا لــم يحرمه هــذا حرام
ولما لم يحله هذا حلال وهذا بيان منه سبحانــه
أنه لا يجوز للعبد أن يقول هذا حلال وهذا حرام
إلا بما علم أن الله سبحانه أحله وحرمه .
وقال بعض السلف ليتق أحدكم أن يقول أحل الله
كذا وحرم كذا فيقول الله لــه كذبت لــم أحل كــذا
ولم أحرم كذا فلا ينبغي أن يقــول لمــا لا يعلــم
ورود الوحي المبين بتحليله وتحريمــه أحلـــه
الله وحرمه الله لمجرد التقليد أو بالتأويل .
كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين – ابن قيم الجوزية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ