الشعر نوع من النسيج المتطور والمتجدد يخرج من الجلد. وتتكون كل شعرة من خلايا جلدية ممتلئة بنوع من البروتين المتجمد يسمى الكيرانين أي المادة القرنية. والشعرة جزء حي في جسم الإنسان لها عمر محددة ثم تموت وتسقط لينبت غيرها من جديد. يبلغ عمر الشعرة في المتوسط 18شهراً يزيد وينقص حسب الحالة الصحية للإنسان حيث يتأثر الشعر كثيراً بالصحة العامة.
والشخص في المتوسط قد يبلغ عدد الشعر في فروة راسه 125.000شعرة وفي ذقن الإنسان قد يبلغ عدد الشعر 300شعرة على البوصة المربعة.
والمساحة الإجمالية للجلد الخالي من الشعر تكاد لا تذكر، وتقتصر بصفة أساسية على راحتي اليدين وأخمص القدمين والشفتين. ويختلف ملمس الشعر بين جزء وآخر من أجزاء الجسم كما يختلف كذلك ما بين الجنسين وما بين فرد وفرد وما بين جنس وآخر من الأجناس البشرية.
؟ يتوقف لون الشعر على ما يحتويه من صبغة داكنة تسمى صبغة الميلانين من حيث كميتها وتوزيعها، وكذلك على ما تحتويه كل شعرة في لبابها المركزي من مقدار الهواء وكلما قل الميلانين خف لون الشعر. وكل شعر سواء كان أسود أم أشقر أم أحمر يحتوي على بعض الميلانين، ولكن الشعر الأحمر يحتوي بالإضافة إلى الميلانين نوعاً متميزاً من الصبغة المركبة من الحديد.
تركيب الشعر ونموه:
تنبت كل شعرة في جيب دقيق غائر في الجلد يسمى الجعيبة أو الجريبة والجزء من الشعر الذي يكون دفيناً تحت سطح الجلد هو الجذر، أما الجزء الذي يعلو سطح الجلد فهو القصبة. وتتصل بجعيبات الشعر غدد جلدية تسمى بالغدد الزهمية أو الدسمية وهي تتكفل بإمداد الشعر بمادة زيتية هي الدسم والتي تكسب الشعر لمعته المعهودة.
وينمو الشعر من جذوره، فإنه بتولد خلايا جديدة إلى الجذر تدفع القصبة تدريجياً خارج الجلد. وعملية النمو هذه عملية مستمرة بدرجات متفاوتة من حيث النقص أو الزيادة. ولكن جعيبات الشعر لا تعمل جميعها في وقت واحد. فإن جعيبه بذاتها قد تستجم بضعة أسابيع بعد أن يتم إنماء شعرة جديدة.
سقوط الشعر:
يشار إلى الصلع أو سقوط الشعر بالمرط Alopecia ويعني المرط الكامل Alopecia totalis فقدان شعر الرأس بأكمله. أما المرط الشامل Alopecia Universalis فيعني فقدان شعر الجسم بأكمله، بما فيه الحاجبان والأهداب. أما عن سقوط الشعر في مناطق محددة فيسمى مرط بقعي Alopecia areatal.
وتتضمن العوامل المسئولة عن سقوط الشعر الوراثة والهورمونات وتقدم السن. ويعتقد بعض العلماء أن الجهاز المناعي للجسم يخطئ بتعامله مع بصيلات الشعر على أنها أنسجة أجنبية فيهاجمها. كما يشتبه الكثيرون في وجود مكون وراثي. من الأنواع الأكثر انتشاراً لسقوط الشعر، ولكن أقل إثارة النمط الذكري للصلع الوراثي androgenetic alopecia وهو معتاد بين الرجال. وكما تشير التسمية فإن الميل الوراثي للحالة ووجود هرمونات الذكورة يشتركان في التسبب في هذه الحالة. وتشير الأبحاث إلى أن بصيلات الشعر في الأشخاص القابلين للإصابة بهذا النوع قد تكون لها مستقبلات مبرمجة على الإبطاء من إنتاج الشعر أو التوقف عنه تحت تأثير هورمونات الذكورة.
تصاب النساء أحياناً بهذا النوع من سقوط الشعر لكنه عادة لا يكون واسع الانتشار ولا يحدث عادة إلا بعد انقطاع الطمث وتعاني النساء جميعهن من سقوط بعض الشعر مع التقدم في السن خاصة بعد انقطاع الطمث، لكنه يبدأ عند بعضهن من وصولهن سن البلوغ، إضافة إلى هذا تفقد غالبية النساء بعض الشعر بعد الولادة بشهرين أو ثلاثة لأن التغيرات الهرمونية تحول دون السقوط الطبيعي للشعر أثناء الحمل. إضافة إلى الوراثة تتضمن العوامل التي تعزز من سقوط الشعر سوء الدورة الدموية والأمراض الحادة والجراحة والتعرض للإشعاع والأمراض الجلدية والفقدان المفاجئ للوزن والحمى الشديدة ونقص الحديد وداء السكري وأمراض الغدة الدرقية والأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي للسرطان والضغوط وسوء التغذية ونقص الفيتامينات.
شيب الشعر:
إن ظهور الشيب في الشعر يقترن على وجه طبيعي بتصاعد السن. ويتسبب شيب الشعر من نقص في صبغة الميلانين، وفي بعض الأحيان يشيب الشعر في وقت مبكر من العمر ومن المحتمل أن يكون ذلك مترتباً على خصلة وراثية، وليس ثمة دليل على أن الفيتامينات أو أي شيء كان غيرها سواء أكان غذاء أم دواء وسواء أكان تعاطيه من الباطن أم من الظاهر من شأنه أن يحول دون شيب الشعر أو أن يعيد إليه بعض سواده أو دكانه بعد أن يكون قد شاب فعلاً وإنما الصابغات فقط هي التي يمكن أن تغير لون الشعر الأشيب.
قشرة الرأس:
تتميز هذه العلة الشائعة التي تصيب فروة الرأس بوجود قشور بيضاء أو صفراء من الجلد الميت ويعرف المرض طبياً باسم التهاب الجلد الزهمي، والقشرة تكسب المرء مظهراً غير محمود لما يسقط منه من قشور على ملابسه، ولما يحدثه من حكة مستمرة، فإذا ما هرشت فروة الرأس هرشاً شديداً أدى ذلك إلى خدش الجلد مما يسهل عدواه بالفطريات والبكتريا التي لا تفارقه.
قد تمتد العلة إلى الحواجب والرموش والأذنين والأنف والرقبة. وفروة الرأس كغيرها من سطوح الجلد الأخرى دائمة التخلص من الخلايا الميتة مستبدلة بها غيرها من الخلايا الجديدة، وعندما تسرع هذه العملية على صورة شاذة يظهر قشر الرأس، والسبب الذي يدعو إلى هذا الأسراع ليس معروفاً تمام المعرفة. والغدد الزهمية وهي تلك المئات من الغدد الدهنية الدقيقة المتصلة بجذور الشعر والتي تزيت فروة الرأس، تعد مسئولة عن هذه الحالة، وفي معظم حالات تقشر الشعر تصبح هذه الغدد مفرطة النشاط، وبذلك يصبح الشعر وفروة الرأس مفرطين في الدهنية وتعرف هذه الحالة بقشرة الشعر الزهمي وتميل القشور إلى اللون المصفر. وتكثر قشرة الرأس في فصل الشتاء عندما تصاب فروة الرأس بالجفاف. قد يدخل عامل الوراثة في أحداث قشرة الرأس ولكن السبب المباشر هو التهاب وتهيج الغدد الزيتية العميقة تحت سطح جلدة الرأس.
علاج أمراض الشعر:
أولاً: تساقط الشعر:
يوجد عدد كبير من الأدوية العشبية التي تستخدم ضد تساقط الشعر واهم هذه الأدوية ما يلي:
1- عصير الجرجير مع الكحول الطبي:
تؤخذ أوراق طازجة من نبات الجرجير قبل أن يزهر وتعصر ويؤخذ من العصير نصف فنجان ويخلط بما يساويه من الألكحول الطبي ويضاف له قليل من ماء الورد ثم تدلك فروة الرأس بهذا المزيج مساء كل يوم حتى ينبت الشعر.
2- الزعتر:
يؤخذ 4ملاعق كبيرة من الزعتر وتوضع على لتر ماء ويوضع على النار ويغلى لمدة دقيقة واحدة ثم يزاح من على النار ويترك جانباً لمدة 10دقائق ثم يصفى ويدلك فروة الرأس ويغسل الشعر ويعمل هذا الغسل يومياً عند النوم ولمدة 15يوماً ثم بعد ذلك مرتين كل أسبوع.
3- القراص مع الخل :
يؤخذ 200جرام من القراص المفروم أو المسحوق وتضاف في وعاء على مزيج مكون من لتر ماء ونصف لتر خل عادي ويترك المزيج على النار لمدة نصف ساعة يصفى بعدها ويحفظ في زجاجة محكمة القفل. تدلك فروة الرأس من هذا المزيج يومياً ولمدة 15يوماً.
4- جذور الأرقطيون:
يؤخذ ملء ملعقة كبيرة من مسحوق جذر الأرقطيون تضاف إلى ملء كوب من الماء المغلي وتغطى وتترك لمدة 24ساعة ثم يصفى تماماً ويدلك به فروة الرأس تدليكاً جيداً مرة واحده في المساء ولمدة ربع ساعة وتكرر العملية كل 24ساعة ولمدة شهر.
5- القراص والزعتر:
تؤخذ أوراق القراص وجذوره مع أوراق الزعتر مسحوقة وتنقع في الماء لمدة 24ساعة ثم تصفى ويستعمل غسلاً ودلكاً لفروة الرأس مرة كل يوم في الأسبوع الأول ومرتين في الأسبوع لمدة أسبوعين
منقوووووول