بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نفحات ايمانية نعيش بها كلنا في هذه الأوقات بعد أن دخل علينا العشر الأخير من رمضان
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال وجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم
أحببت أن أفتح موضوعي الجديد في تعلم لغة الإشارة قبل أن في أول أيام العشر الأخير
من رمضان أي قبل أن ينقضي رمضان لا تفاخراً مني معاذ الله تعالى
بل هو رجاء وتذلل بين يدي الكريم المعطي بأن يجعل هذا الموضوع في ميزان حسناتي وأن تكون بدايته
بداية خير وبركة في شهر الخير والبركة
داعية الله تعالى بأن يقبله صدقة مني في هذه الأيام المباركة.
أخواتي الحبيبات :
لم يأت موضوعي عن عبث، بل هو نتاج تفكير طويل وعمل أطول في سبيل تعلم هذه اللغة المهجورة
ولعل جميعنا نذكر قوله صلى الله عليه وسلم:
"مثل المؤمنين في توآدهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
فما بالنا بذلك العضو المنسي في مجتمعنا المسلم ، فئة بل شريحة ليست بقليلة من حولنا
تعيش عالماً من الصمت والنسيان
فئة أبت الخنوع والاستسلام رغم اعاقتها ورغم حرمانها من أغلى الحواس
التي يهبها الله تعالى للمولود عندما تلده أمه.
هذه الفئة أليست أخواناً وأخواتاً لنا في الدين فما الذي تميزنا به عنهم
فضلنا الله عنهم بالسمع والنطق ولكن الله تعالى فضلهم عنا بالهدوء بعيداً عن عالمنا المليء بالضجيج
فضلهم الله عنا بعذوبة القلب ورقة الاحساس بعيداً عن سماع المحرمات والتفوه بها
أليس من حق الله تعالى أن نؤدي شكره علينا بأن نحمده ونشكره على ما نحن فيه من نعمة حرموا منها
أليس من حق هذه الفئة علينا بأن نكون لهم عضداً وساعداً نهتم بهم ونساعدهم
ونعوضهم عما فقدوه من نعم الله تعالى
أفكار كثيرة لا يسعني حشرها وكتابتها في هذا الموضوع دفعة واحدة
ولكنها ستتراءى لكم شيئاً فشيئاً عندما تنضمون لي في تعلم لغة الاشارة
تلك اللغة الجسدية التي تعبر عن الاحساس والشعور مثلما تعبر ألسنتنا بالنطق بل أكثر
لغة للأسف أهملناها وسعينا وراء لغات الغرب ننهل منها غير مكترثين
لها مبعدين تفكيرنا عن أن الثواب في تعلم هذه اللغة أكبر وأعظم بكثير من أية لغة أجنبية أخرى
يكفي أنها بمثابة جسر تواصل بين عالم الصمت وعالم الضجيج
أعزائي لغة الإشارة :
لغة تربي فينا حس الشكر والفضل لله تعالى وحده
لغة تعطينا حافزاً للشعور بأن الحياة جميلة بكل ما فيها ومهما كانت منغصاتها ومشاكلها
ما دامت حواسنا سليمة معافاة من كل نقص
لغة تعلمنا أن الصمت دواء في الكثير من اللحظات
لغة تعلمنا أن لا حدود لإنسانية الإنسان فينا ولا حدود للعطاء وفوق كل ذلك لا حدود لنعم الله علينا
ربما يقول القائل منا وما الفائدة التي سنجنيها من تعلم هذه اللغة التي
لا مفاد منها أبداً ما دمنا نحن ومن نحبهم ومن حولنا لا نحتاج إليها
وردي الوحيد على هذا السؤال هو: لنتعلم معاً هذه اللغة ولنجعلها صدقة لنا
لوجه الله تعالى على أنفسنا وعلى أسرتنا ومن حولنا فيما أنعم الله به علينا من نعم وبالأخص نعمة
السمع والنطق
نعم نتصدق بها على أنفسنا ولو لم نكن نعاني من فقدان نعمة السمع والنطق
ولنجعل في تعلمنا لها نية صادقة لوجه الله تعالى ومعونة لاخواننا وأخواتنا الذين حرمهم الله تعالى
من تلك النعم العظيمة
تعالوا بنا أخواتي واخواني لنتعلم هذه اللغة الرائعة ولنتعلم من خلالها مع تلك الفئة
معنى الصمت ومعنى شكر نعم الخالق العظيم علينا
ولا أقول لكم في هذا المقام بأنني متقنة لهذه اللغة ولكنني وبحمد من الله تعالى بدأت تعلمها
منذ أكثر من سنة مضت
ولكنني معكم وبكم سأتعلم ما ينقصني ونتعلم هذه اللغة الرائعة وندخل معاً عالم
تلك الفئة السعيدة التي رغم فقدها لسمعها ونطقها لكنها لم تفقد الاحساس بمشاعرها والبصيرة في قلوبها
هذه هي مرحلة التسجيل للجميع فلنشجع بعضنا بعضاً
فهلموا بنا نسعى معاً لنتقن هذه اللغة الجميلة………..
بانتظار أسماء المشاركات في هذه الدورة
أختكم في الله
أم محمد