بسم الله الرحمن الرحيم
:
.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
إن للأرض التي نعيش عليها جاذبية ، هذه الجاذبية تمُسك الموجودات عليها فلا تنطلق في فضاء
الكون الشاسع ، وهذه الجاذبية هي التي تجعل الأشياء تتجه نحو الأرض إذا سقطت من عَلٍ ،
وكذلك الشمس والقمر لهما جاذبية ، وقوانين الجاذبية من القوانين التي تحفظ نظام الكون
والكواكب ، فهي تمسك بأجزاء الكون ونظام الكواكب والنجوم ، فلا تفلت .
:
و جاذبية أخرى !
النار أيضا لها ما يشبه الجاذبية ، إنها تكاد تمسك بالمرء فلا يستطيع أن ينطلق بعيداً عنها ، والمرء
إذا أفلت منها فإنما يفلت بصعوبة ، حتى أن الله جل في علاه جعل الفوز في مجرد الزحزحة عنها :
" فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز "
:
من أين اكتسبت النار جاذبيتها ؟!
إن المرء ما كان ليخضع لقوة جاذبية النار لولا أنه تعود الاستسلام لجاذبية المعاصي ،
فلا شك أن للمعاصي جاذبية ،
وجاذبية المعصية تكمن في أنها تلبية لهوى النفس ورغباتها وشهواتها .
ومن عود نفسه على الانفلات من جاذبية المعصية في الدنيا ،
فإن الله عز و جل يوفقه للفكاك من جاذبية النار في الآخرة ، وبهذا يزحزح عن النار فيفوز ،
وهو لا يتزحزح بنفسه ، وإنما بفضل الله عليه ورحمته .
:
قال ابن القيم – رحمه الله – في الفوائد :
دخل الناس النار من ثلاث أبواب :
باب شبهة أورثت شكاً في دين الله .
وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعة الله ومرضاته .
وباب غضب أورث العدوان على خلق الله .
:
و قال صلى الله عليه وسلم :
" اطلبوا الجنة جهدكم ، واهربوا من النار جهدكم ،
فإن الجنة لا ينام طالبها ، والنار لا ينام هاربها ،
وإن الآخرة اليوم محفوفة بالمكاره ،
وإن الدنيا محفوفة باللذات والشهوات فلا تلهينكم عن الآخرة "
الطبراني في المعجم الكبير .
:
لنتذكر دوماً جاذبية النار عندما تجذبنا المعصية أو يسول لنا الشيطان التفريط ،
ولندرك أن النفس الأمارة بالسوء تستغل قوة جاذبية
المعصية وموافقتها للهوى لتسقطنا فنزل بها ، تماما كجاذبية الأرض !
:
اللهم إنا نعوذ بكَ من النار و ما قرب إليها من قول وعمل !
مصادري :
كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية .
كتاب في رياض الجنة – بتصرف – .
كتاب التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار .