صمتاً
مشرطٌ حاد تمسك به اليد ليلتمس ذلك القلب الحيّ
يقترب منه و يحتلُّ زمامَ المقدمة و بعد أن حاز على قبضته
و بعد أن أُهديت إليه أسورة الأمان ، و انطلقت مشاعر الأفئدةِ .
تفاجأ بامتدادِ المشرطِ الحادِ نحوه بكلمةِ .. لستُ أنا ..
فأُصدرت صرخة .. أيها الجرَّاحُ رفقاً بقلبي ..
صمتاً
سكبتْ دموعَ اللوعةِ و الاشتياقِ
و تخفّى صوتٌ نأى بلا نفاقِ
تنهيدةٌ بين كل عبارةٍ تُلقي بها
على مسامعي روحها الحب باقي
الوجدُ أظهرَ نُضرةً و تبسُماً
و الثغرُ كالطفل يرسمُ مبسماً رقراقِ
و العينُ تُطْلِقُ نظراتِ ودٍ عتباتِ قلبٍ
لا تعي الخطبَ تشويشاً دون اتساقِ
هاج وماج حنينٌ سرى بالمقلتينِ
كغريبٍ طال به النوى و السيرُ شاقي
صمتاً
كنت يوماً مبسماً تُلقي الكلمات و تبادل الشعور و ترفق بالأحاسيس
أبدلت الخيال بتصوير حقيقة لا تكفي لها ريشة فنان لترسم و تصوّر ذلك الحلم
فاقت على مسامع الجميع بنطق كلمة .. أنا لها .. يا سعادةً تكاد تنشق منها المقل
تتراقص و القلب يداعب الأشواق فرحةً و سرورَ .
مضت الأوقات، و اللحظات ، و الأيام . أصبحت شهوراً و شهوراً و كأنها أعواماً متتابعةً تحمل في طياتها حلماً ليصبح في ثواني زجاجةً متناثرةَ القطع لا تعي أصغر قطعة أين أُلقيت و أين اختفت و أين ذهبت .!!
صمتاً
أُبدلَ المبسمُ بحزنٍ يخنقِ الأشواقِ
و العين تنثر مدمعاً حاز بلا إخفاقِ
رويداً رويداً ..
أحلامٌ يعشها المرء بلا وعي ، ليعتقد بأن الجمال الذي رسمه خياله في ذاكرته ، و صدّقه القلب ما هي إلا أحلام يقظة بعيدة المدى ، لا اتفاق و لا اتساق
سوى اشتياق لمرارة ألآم و أوهام تُهلك الجِنان بدون إحساس .
ستطير الأحلام من الفكرِ و تنطلق كسرب هاج عن أوطانه ليحتل غراس الجِرَاح بالأيدي .
رفقا ً .. رويداً .. تمهلاً .. إن كان كذلك و إن كانت الأحلام تفوق العقول بامتهان
فلك أيها المشرط أن تُحد و تمضي نحو ذلك الصدر لتصبح اليد ..
.. جرَّاحٌ يتلذذُ بـ تشريحِ قلبٍ حيِّ ..