حتى لا نكون رهائن
حياة الانسان ما هي الا مواقف يعيشها…..
مواقف يكون أحيانا هو بطلها……..
هو من تكون له البطوله المطلقة بها
ومواقف أخرى يسمع بها ..او تروى له
صدقا ام كذبا……؟أو لربما تكون أفكارا
يعيشها تتراءى أحداثها في عقله ووجدانه
ومع كل حدث….. تتكون رؤى مختلفة يعيش الانسان
لحظته فيها…..ومنها تتكون قناعاته
الإيجابية والسلبية
ولكن …..سرعان ما تتضح الرؤى وينقشع الضباب…..
ربما عن حسرة وألم….. وربما ندم نتج عن خسارة هنا أو هناك
أو حدث لا يحمد عقباه
فنكون رهائن لهذا الموقف أو هذه الرؤية….
وهنا يلعب سوء الظن اللاعب الرئيس
بل وله الدور الأكبر في النتيجة السلبية لهذه القناعة التى تكونت
يأخذنا سوء الظن يمينا تارة….وشمالا تارة أخرى
لأننا لم نفهم القصد في موقفٍ ما الفهم الصحيح
أو لم نعط المبرر الحقيقي لموقفٍ من المواقف التى مرت بنا
فنتمركز بوضعية المهاجم ونتسلح بهذه الأفكار السوداء
ونضع أنفسنا في موقفٍ نحن في غنىً عنه
وكان من الممكن تجنبه بسهولة ويسر
اذا فهمناه بالطريقة الصحيحة
فنقبع رهائن …..سوء الظن
ومن صور رهن النفس …تلك المواقف والتي من خلالها
نسمح لأنفسنا التحليق عاليا في فضاء الحرية المتاحة لنا
فنتخطاها الى مساحات محظورة لأنها تخص غيرنا
فنتعدى على حقه في التمتع يحريته …
هنا….. لا أقول أن نقيد أنفسنا…….!! لا أبدا
فالحرية حقٌ للجميع بلا استثناء
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"
ولكننا ننسى احيانا أن حريتنا تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين
فنكون السبب في معاناة البعض …من حيث لا ندري ولا نعلم
فنقبع رهائن…. مكبَّلين في قيود حريتنا
وهناك من يرهن نفسه في بروازٍ لشخصية معينة
قد صنعه بأفكاره هو وبمعتقداتٍ لم يفرضها عليه أحد
حتى وإن لمس عدم جدواها…..تأبى عزة نفسه أن يغيِّرها أو يبدلها
حتى وإن كان هذا التغيير يريحه ومن حوله
ممن ارتبطوا به بشكل مباشر أو غير مباشر
فيركب رأسه ويأبى أن يستمع لصوت الحكمة والعقلانية
متعللاً أنه الحكيم وهو العاقل
فاذا به يتردى من جبلٍ عالٍ بعد أن يكون قد ربط نفسه
ومن معه بحبل واحد…….فيكونوا جميعا الضحية …!!!
ضحية من رهن نفسه بمعتقداتٍ وأفكارٍ سوداء
كان من السهل عليه تلوينها بألوان الحياة المبهجة
تلك بعض الصور لرهن النفس….
وجعلها حبيسة سجن نحن من نملك مفاتيحه
لربما..كانت تلك المفاتيح مصنوعة من الذهب …
ولكن ما الجدوى منها وما نفعُها ؟؟
ان لم نحسن الظن…ونجعل غيرنا يتمتع بحريته
ونلوِّن أفكارَنا بألوان الحياة الزاهية؟؟؟؟؟
محبتكم في الله
ام محمد