اطفال فلسطين الي متى
الطفل والدبابة: هذه صورة للطفل فارس عودة في مواجهة دبابة أسرائيلية، اقتحمت هذه الدبابة الخط الفاصل بين الفلسطينيين والدولة اليهودية، وحاولت الدبابة الصهيونية قمع مظاهرة للفلسطينيين حيث رشقت المتظاهرين الفلسطينيين بالرصاص فأصابت العديد منهم، من بينهم ظهر الصبي فارس عودة ابن 14 ربيعا يركض باتجاه الدبابة المتقدمة نحو الجموع، وبدأ يرشقها بالحجارة، لتتوقف الدبابة عن تقدمها، ويعود الصبي فارس عودة من غير أن يصاب، استشهد الصبي فارس عودة في مواجهة أخرى مع الجيش الصهيوني.
أغتيال البراءة: اطفال فلسطين في مواجهة الاضطهاد
يضطهد الاحتلال الأسرائيلي المجتمع الفلسطيني بلا استثناء، أشد من يعاني هم الاطفال.
لا يمكن اخفاء بشاعة الظلم والاضطهاد من أمام ناظري الطفل الفلسطيني، يحاول أباء وامهات فلسطين بكل امكاناتهم تربية أطفالهم في بيئة طبيعية، لكن هذا ضرب من المستحيل، قدرة أسرائيل على أن تؤثر على كل مناح الحياة أقوى وأشد.
"الفلسطيني محروم من الطفولة"، تقول أم فارس عودة، "كيف بامكانك أن تعلم ابنك عن الخير في البشر، أذا كان كل ما يراه هو أسوأ الأمثلة من البشر".
يحرم العمال الفلسطينيون من العمل لاطعام عائلاتهم، هؤلاء العمال لديهم اطفال، الجيش الأسرائيلي يحيط دائما بالمدن والقرى الفلسطينية، في الكثير من الاحيان، يتمركز الجيش الأسرائيلي أمام المدارس وساحات الملاعب، بل يصل الامر الى أغلاق المدارس.
قد يكون من النادر أن تجد طفلا في التاسعة من العمر يؤمن بمبادئ سياسية قوية، ليس في فلسطين، حين يبلغ الطفل التاسعة من العمر تبدأ ميوله السياسية نحو فتح أو حماس، بالطبع هذه المجموعات لا ترحب بالاطفال في العمل العسكري والسياسي، اطفال فلسطين ككل اطفال العالم يحلمون بأن يصبحوا رجالا، ولهذه الغاية يحاولون اثبات رجولتهم.
يشتبك الشباب الفلسطيني يوميا مع جنود الاحتلال الأسرائيلي برشق الحجارة، يقلد الاطفال اخوتهم الكبار، يرشق الاطفال الحجارة على الجنود الصهاينة المتاوجدون في مدنهم وامام مدارسهم، لا يفرق الأسرائيليون بين المتظاهرين، قتل العشرات من الاطفال خلال الانتفاضة.
"لست خائفا" يجيب الطفل رامي الكلحة، "بالطبع، أخاف حين أواجه الأسرائيليين، لكني أحس بالنشوة حين أرى الجنود يتميزون غيظا"، يكمل وهو يشير نحو موقع للجيش الصهيوني، " أنهم جبناء، يختبأون خلف الحواجز الاسمنتية وهم مسلحون بالبنادق، كل ما لدينا هو الحجارة، "لكن الأسرائيليين بأمكانهم قتلك أن أرادوا"، أجاب الطفل رامي" ربما، لكن الله هو الذي يمنح الموت والحياة، على أية حال قد قتل الصهاينة محمد الدرة، افضل الموت وأنا ألقي الحجارة".
يواجه الأخصائيون النفسيون في فلسطين مهمة صعبة، في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي، عبر أحدهم عن عجزه عن مساعدة اطفال فلسطين في الايمان بغريزة الخير في بني الانسان، يسافر هو وزملاؤه في اختصاص علم نفس الاطفال الى المدارس في محاولة لمساعدة هؤلاء الاطفال، "المصيبة أن هؤلاء الاطفال لايعتقدون بأنهم في مصيبة"
فارس عودة صبي في 14 من عمره، اشتهر فارس حين واجه دبابة أسرائيلية في غزة، "،انا فخورة به" تقول أم فارس، "أحاول أن أفهمه بأنه من المبكر عليه القاء الحجارة، لكنه لا يسمعني، ليس بأمكاني مراقبته كل الوقت"، وصلنا خبر عن فارس فيما بعد، قتل فارس في مواجهة أخرى مع جنود الاحتلال بتاريخ 8 نوفمبر 2022.
"متى ستتوقف عن رمي الحجارة؟" أجاب رامي "حين تختفي أسرائيل، عندما تتحرر كل فلسطين، عندها فقط سأتوقف عن رمي الحجارة"
يعيش اطفال فلسطين في فقر، يفتقرون ألى الألعاب التي يحصل عليها الاطفال الآخرون، يرى اطفال فلسطين أهلهم يعانون الأمرين من الصعوبة والاذلال المفروض من أسرائيل، من الطبيعي لأي أنسان في ظروف مماثلة أن ينهض ويطالب بحياة أفضل، أسرائيل هي الملامة في دفع اطفال فلسطين نحو اليأس والكراهية.
ومن هنا اتساءل
الى متى
الى متى سيبقى اطفال فلسطين يعيشون فى ظلام وحرمان والام