التصنيفات
الملتقى الحواري

شكراً للفقراء! – تم الرد

نأكل و يجوعون!

نَـكـتَـسي و يَعرَون!

نـنـتـعِـلُ و يَحفَون!

نركبُ و لا يركبون!

نملِـكُ و لا يملكون!

نسكنُ و ربّما لا يسكنون!

و لكنّهم يبتسمون!

نعم، يبتسمون!

إنّ لهم ربّـاً لا ينساهم، فإنّه إن سلبهم شيئاً فقد أعطاهم أشياء، فكم من فقيرٍ يبيتُ مطمئـنّـاً قرير العين، و كم من غنيٍّ يتلوّى في فراشِـهِ من الأرَق كما يتـلوّى الثّعبان الجريح!

الفقراء!

إخوتـنا من أبينا و أمِّـنا، أم تُـرانا نسينا ذلك؟!

هل أنسَـتـنا راحـتُـنا تَـعَـبَـهُم؟!

هل أنسَـتـنا رفاهيتنا ضـيـقَ عَـيـشَـهـم؟!

هل أنـسَـانـا شـبَـعُـنا جوعَ بطونهم؟!

ألهذا الحدّ تُـنـتَـزَعُ الرحمةُ من قلوبنا!

أننامُ شبعانين ريّانين، و في البشر من لا ينام من الجوع و العطش؟!

أننفقُ أموالنا على التّرّهات و التّسالي و ننسى إخوةً لنا من أبينا و أمّـنا؟

نعم، مِـن أبينا و أمّـنا!

أم تُرانا نسينا أنّـنـا جميعاً بـنـو آدم و حوّاء؟!

ألَن نُـعـطيهم حقّهم في مالنا؟

ألَن نـغـسل ذنوبنا بصدقة لهم؟!
إنّهم نِـعـمةٌ لنا!
نعم، الفقراء نعمةٌ من نعم الله علينا، فمن خلالهم نغسل عنّا أدران الذنوب!

فأعطوهم، و لكن لا تشعروا أنّكم تتفضّـلون عليهم، بل هم الّذين يتفضّـلون عليكم بأسباب تـنـقـيَـتِـكُم من ذنوبكم، و تطهيركم من أوساخكم التي لا تـفـتـأُ تعلق بكم!

لا تنتظروا شكرهم، بل اشكروهم أنتم!

و لا تنتظروا دعاءهم، بل ادعوا لهم أنتم!

نعم، أعطوهم و أنتم مُمتـنّـون لهم، فهم مطهرَةٌ لذنوبكم التي ملأت الأرض و بلغت عنان السماء!

نعم، أعطـوهم و أنـتـم مُـبـتـسـمـون!

و السلام.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.