عَلَمُونِي البُكــاءَ ما كنْتُ أعْرِفهُ…يالَيّتَهمْ عَلَمُونِي كيْـف أبْتَـسِــمُ.. جميلة

ومــرارةُ حارقةُ يمتزج بها جوفي عند كل (آهٍ)..لا تفارق قلبي المتعب إلا بعد أن تحرق كل ما أمامها..؟
سنوات مرت قبل أن أبتسم..!!
سنوات قطعتها الأيام على أرض فؤادي بتثااااقل مميت وأنا في غياهب الأسى أتجرعُ الألم..وحدي فقط…!!
أين هم الآن من سقوا روحي ذلك العنيد المسمى بالألم..؟؟؟
أينهم مني الآن..اختفوا…وبقيت منهم هذه الدمعة الحائرة في مقلتي..!!
أما علموا أن طفلة الأمس..البريئة أصبحت شابة يانعة..تملك كل شيء إلا الفرح..
تجيد كل شيء إلا الإبتسام..!!

آآآآآآآآآآهٍ…
…
ربما هم اليوم لا يذكرون من أمسهم المظلم على قلبي الصغير أي شيء…؟؟
رأيتُ ذلك النسيان في أعينهم فأبكاااني..!!
سمعتهُ ولله في أسئلتهم المتغابيه لي حينما يقولون بكل بلاهه لماذا لستِ مرحةً كباقي البنات في عمركِ..؟؟؟)
فأذهلني حدّ القهر..؟؟

ياااااااااااااااه..!!!!!
حقاً..
ينسى الصافعُ صفعته…ولكن المصفوعَ لا ينساها…

…
ومرت السنوات يتبخترُ فيها الألم على رفـــاتٍِ صبري المهترئة..وخنجر مسموم من اليأس يغرس نصله في نعش غدي القادم..!!
…
في يوم مضى..
حينما صافح قلبي اليتيم من الفرح فيه بسمة دفءٍ..أفتقدها بفقد أبي الحبيب..منذُ الصغر..
هاجت الدنيا وماجت لأن تلكم اليتيمة ستبتسم للحياة وستحبها شيئاً فشيئاً..
ياااااه..!!
لم أنسى نظرات جارتنا الحنونة لي حينما كانت تسترق النظرلضعفي وبؤس الحياة المنحوت على وجهي ..وعلى جسدي النحيل..!!
ولم أنسى بسمتها الدافئة حينما كانت بها تزيح عني جليد سنواتي الأولى في العناء..
كانت تقول لي ..صبراً..ياحبيبتي..فالله مع الصابرين…,
وكنت حينما أراها ولو كان ذلك من البعيد..أحزم عروق ألمي بالبقية الباقية من صبري..
حتى لا أموت قهراً وألماً..
…

كم كانوا قســـاة..!!!
…
رحلوا ورحلنا….وكبرنا وانقضت تلك السنوات…
واستحالت الآن إلى آهااااات تسكن قلبي…محرقة كحرقة دموعي فيما مضى..
مؤلمة كألمي الكبير الذي لم أكن أقوى إحتماله في طفولتي الباكية…!!
…
كم من العمر أحتاج لكي تطفئ هذه الحرقة بقلبي..؟؟؟
سئمتُ مصافحة الشقاء..
سئمته ولله وهو ينخر في قلبي المنهك…!!
…
يقول لي أحبتي اليوم…(مابالكِ لا تتركين للفرح فرصة ليسكن قلبكِ؟؟)
فلا أجد ما أجيبهم به..ســوى..

عَــلَمُــونِي البـــكاءَ ما كنْتُ أعـــرِفُــهُ … يــاليّتَــهَــمْ عَــلَمُـــونِي كيْفَ أبتـــسِـــمُ..!!!!