الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه
ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
موضوعى اليوم يبحث فى صفة ذميمة للأسف انتشرت
كثيرا هذه الأيام أصبحت أراها تتفشى بين بنات اليوم
ممن نال الكبر والغرور قلبهن فأصبحن فى ظلمات الجهل يعمهون
فتيات فى بحر الظلمات فتيات لايتورعن عن التباهى بما
أكرمهن الله من مال أو جاه أو جمال
فتيات نسين أن الكبر هو أول صفة من صفات الشيطان
قال تعالى فى كتابه الحكيم
"واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين"
الاباء والاستكبار
انها صفة عدو الله وعدونا انها صفة الشيطان
أول صفة من الصفات الاخلاقية الذميمةوأول رذيلة فى قصص الانبياء
وهى أصل جميع انواع الشقاء الانسانى بفروعه
قصة ابليس حين رفض السجود لادم عليه السلام استكبارا
وعنادا وعصيا لأمر الله وخالف أمر ربه بل واعترض على أصل الأمر
لمن لايعلم فالشيطان كان عابدا لربه زمنا طويلا تعد بالاف السنين
ظل فيها الشيطان يعبد الله وهو موقن به طائع لحكمته
فما الذى خرج به من الايمان الى الكفر؟
مالذى أحبط عمله وعبادته وطاعته وأخرج من المقام
العظيم الى أسفل سافلين
انه الكبر والاستكبار !!!!!!!
تلك الصفة التى ان ملكت قلب احدانا ربما تخرجه من نور الايمان
الى ظلمات الكفر والضلال
تلك الصفة التى تحبط الاعمال وتهوى بصاحبها الى الرذيله والموبقات
لقد ذكر لنا القران صفتين من صفات ابليس هما الاباء والاستكبار
واجاب على سؤال بعضنا الم يكن الشيطان ليعلم بامر الله؟
نعم علم وامتنع عمدا وكان الحامل له على ذلك الغرور والاستكبار
ثم كانت النتيجة أن كان من الكافرين واسناد تلك الرذائل اليه
والى سوء اختياره ودليل على أن الله لم يجبره على معصيته
بل هو من اختارها وكان فى علم الله من الكافرين فكان كافرا
بجحوده لابمعصيته فلو عصى وتاب لتاب الله عليه لكنه جحد
بحكمة الله وأبى أن يستجيب
"أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين"
ولو فطن الشيطان أن النار التى خلق منها لافضل له فيها
كما أن ادم لم يكن من اختار العنصر الذى خلق منه بل كل
منهما من خلق الله وهو أعلم بمن خلق واليه الرجوع
فاستحق لعنه الله وطرده من رحمته واسكن ادم الجنة وكانه
يقول ان تكريم ادم ليس موقوف على سجودك له
هذا هو عدو الله وعدونا ……
فهو شر وصفاته شر وقد حذرنا من اتباعه أو الاقتداء به
وبأفعاله وصفاته
لكن وللأسف الشديد نرى كثيرا يتصفون بالكبر والغرور والاستكبار
البعض يتكبر أن يطلب نصحا وهو لايعلم
والبعض يتكبر بما وهبه الله من مال , والبعض يتكبر بنسبه
وكثيرة هى نعم الله علينا ولكن هناك من يسىء اليها
ويستغلها فى التكبر على خلق الله
ناسيا أو متناسيا أن الشيطان تكبر على ادم فخرج من الجنة
وطرد من رحمة ربه
والشيطان يا أختاه شر فى عقيدتنا وكلنا نعلم هذا لكنه لاسلطان له
علينا الا اذا اتبعتى صفاته وأطعتيه يقول تعالى
"ان عبادى ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين"
والتغلب على الشيطان نعمة فلولا وجوده ماكان للأخيار فضل
وقد حذرنا القران من وساوسه وأمرنا أن نلتجىء الى الله باتباع
أوامره وتنفيذها والاقتداء بصفات الانبياء والصالحين
"واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله "
وقال تعالى "ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه
ليكونوا من أصحاب السعير"
ربك يدعوك يا حبيبة أن تتخذى الشيطان عدوا لك لا أن تحملى احدى
صفاته التى تهلك من حملها وتجعله من أصحاب السعير
لقد لفت الله نظرنا فى أكثر من موضع فى القران الى موقف
الشيطان منا والى سعيه لتدمير عقيدتنا فقال تعالى
"اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال انى برىء منك انى أخاف
الله رب العالمين"
فواجبنا أن نحارب نوازع الشر فى أنفسنا وفى غيرنا وأن نبعد
كل البعد عن شياطين الانس والجن ولافرق فى وجوب الاحتياط
من الاثنين فشياطين الانس هم اتباع لشياطين الجن
وهناك العديد من الايات التى بينت لنا أن الاباء والاستكبار
كان سببا لخروج البعض من رحمة الله وسببا للشقاء والعناء
يقول تعالى "ثم عبس وبسر .ثم أدبر واستكبر .فقال ان هذا الا سحر يؤثر"
"قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين "
ابواب جهنم مفتوحه يا حبيبتى تنادى المتكبرين فاحذرى
"لاجرم أن الله يعلم مايسرون ومايعلنون انه لايحب المستكبرين"
المتكبر يا أختاه لايحبه الله فاياك أن تخرجى من محبة الله بكبرك
"ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها لاتفتح لهم أبواب السماء
ولايدخلون الجنة حتى يلج الجمل فى ثم الخياط وكذلك نجزى المجرمين"
هذا هو عقاب ووعيد المستكبر فهو لاتفتح له ابواب السماء ولا
يدخل الجنة حتى يلج الجمل فى ثم الخياط
أى تهديد ووعيد هذا الذى نسمعه فلا نخر لله سجدا
ولاتدمع عينانا عن لحظه كبر أو غرور قد أصابت قلبنا
يقول تعالى "وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى
بالبينات فاستكبروا فى الأرض وما كانوا سابقين"
من منا تهوى أن توصف بصفات أهل الكفر
بصفات من عصوا الله وحاربوا رسله
اتركى لعقلك أن يسرح فى ايات الله لتعلمى كم قبيح أن توصف
احدانا بأنها متكبره مغرورة لاتتهاونى فى الكلمة فان عواقبها وخيمة
لاتجعلى ابدا حالك كحال الكفار حين دعا عليهم نوح عليه
السلام بقوله"وانى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم
فى اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا"
لاتدعى الكبر يغشى بصيرتك وتزودى بالتواضع لله ولعباده
لاتتكبرى عن طلب النصح من أهله ولا تنظرى الى من ينصحك
بعين الاباء فتلك والله من صفات الكفار واعداء الله
واخيرا يا حبيبة …
تلك الكلمات كانت لك تحذبرا ووعيدا من صفات
ابليس فاياك اياك أن يكون للكبر مكانا فى قلبك
واياك أن تستكبرى على عباد الله وعن طاعة الله
فان الله لايظلم ولكن نحن من يظلم أنفسنا
"ان الله لايظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون "
صدق الله العظيم
عهدالغرام