بسم الله الرحمن الرحيم
:
وبه نستعين
:
أريد أن أكتب لكم قصة هي ليست من نسج الخيال بل هي من الواقع
:
/
:
هاهو قد حان وقت موعد صدور المجلة المفضلة كانت فرح من عشاق المجلات الفنية وكان أبها لا يتفانى
عن إحضارها فهو يُلبي كل متطلبات فرح بغض النظر أن كانت صالحة أو سيئة وأنه كان لا يقصد ذلك
ولكن لا يحب رفض طلب أبنته فرح
فرح التي لم يتجاوز عمرها الرابعة عشر ربيعاً
:
ذهبت فرح إلى أبها وقلت أبي حان موعد صدور المجلة وتنزليها في الأسواق أريد منك إحضارها
ثم قالت فرح أبي أن أسمها ……. لا تنسى وتأتي بالتي كنت من قبل أشتريها
قال لها أباها لا أعرف أسمها جيداً
:
ها قد عاد أباها وقد أحضر تلك المجلة وأعطها لفرح
فرحت جداً فرح بهذا العدد فهو يحمل على الغلاف صورة الفنانة المفضلة لفرح
:
أسرعت فرح وقلبت المجلة ووقفت عند لقاء فنانتها المفضلة ثم قرأت اللقاء بفرح وشوق وجلست تتأمل
بصور فنانتها المفضلة والمحببة إلى قلبها
:
ثم أسرعت إلى أمها فمنذو نصف ساعة وهي تناديها وهي تقول طيب طيب
حضرت فرح عند أمها وقالت: نعم يا أمي ماذا تريدين؟
قالت لماذا تكلمتي على الخادمة وكدت تضربيها
قالت فرح نعم يا أمي ولكن هي المخطئة فقد قلت لها أغسلي الجكيت واكويه ولم تفعل وجلست تتكلم علي فأبيت
أن خادمة تتلفظ علي بألفاظ بذيئة
:
فأسرعت فرح الى الغرفة الآخرى وهي تقول أخر زمن خادمة تتلفظ علي
:
وذهبت إلى الخادمة وهي تشخص النظرات لها نظرات أستحقار وغضب
ومن ثم ذهبت إلى غرفة النوم ونامت
ومن الغد حضر ابا فرح وقد أحضر معه أحد أعمام فرح وأسمه أحمد فكان
عمره السادسة عشر سنة وقال لأم فرح وأخوتها أخي سوف يقيم معنا في المنزل
لكي يكمل دارسته ولاني أخاه الكبير فأنا متكفل به فكان أحمد عند أمه ولما تخرج من الابتدائية
ذهب إلى أباه وأكمل المرحلة المتوسطة عنده أبوه
فقد طلق أبوه أمه وهو لم يلد لما كانت أمه
حامل فقد طلقها وهو لم يعلم أنها حامل ومن ثم عرف أنها حامل بأحمد
:
جلس احمد عم فرح معهم في المنزل فهو يأكل مع فرح وأخوتها وأباها
فقد أستقل
المجلس البعيد عن المنزل والذي يفصله عن المنزل بممر طويل وكان هذا المجلس بعيدا عن المنزل
وله باب يؤدي إلى خارج المنزل
كانت فرح هي تحضر له الطعام والشراب
وكانت أذا صعب عليها أمراً في الدراسة تأتي عند عمها ويحله لها أو يعلمها ويشرح لها
كان أحمد قمة في الطيبة والاحترام فكل من عرفة يشهد له بالأدب والاحترام والطيبة
:
كانت فرح أذا تريد أي شئ سواء مجلة فنية أو شريط غنائي كانت ترسل عمها أحمد ويأتي بالذي تتطلب بطيب نفس
فلا يتتأفف من أي طلب تتطلبة فرح
فرح تتعلق بعمها كل يوم أكثر عن الذي مضى
كان عمها أحمد يغمرها بالحب والعطف وكان طيب جداً معها
كانت تلعب معه وكانت تضحك معه
وتذاكر معه وتأكل معه بمشاركة أخونها وأخوتها
عندما حضر عم فرح عندهم زادت حياة فرح سعادة وفرح
:
:
وكانت علاقة فرح مع الخادمة جيدة فهي تارة تتكلم معها بطيبة وتارة تقلب عليها رأس على عقب
:
كان فرح والخادمة يتبدلان الأشرطة الفنية فقد علّمت الخادمة الأندنوسيه الأغاني الخليجية
كانت تسمع الخادمة أغاني فنانتها المفضلة
كانت فرح والخادمة ينامان وسماعة الأذان في أذنهما
:
كانت فرح توصى عمها أحمد عن أخر شريط نزل لفنانتها المحببة
وكان عمها لا يرفض طلب لفرح لحُبه لها
:
مرت الأيام وفرح مع عمها فرحة سعيدة وعلاقتها تزداد كل يوم
فأًصبحت تقول لعمها كل أسرارها
فكان الصديق والعم والقريب والأخ والمُحب
كانت تشكتي له همومها
كانت تُفضفض له وهي يهدي من روعها
كانت تتكلم عن معاملة أمها فهي تعامل أختها أفضل منها
وكان يقول لها أمكِ أمكِ أكسبي رضها
فهو باراً بوالدته منذو صغره
كان عمها محافظً لصلاة ويصليها في المسجد
كان غير ملتزم
كان يسمع الأغاني ويشاهد المسلسلات
ولكن كان يقول لي أمي منذو صغري عودتني في الصلاة في المسجد
حتى صلاة الفجر كنت أذهب لها منذو كان عمري ثمان سنين
كان يستغرب مني الأمام فكنت أحيانا أحضر قبله
:
ومرت أيام وأيام على فرح وعمها
فأنتقل أبا فرح إلى منزل أصغر من الذي كان فيه
وأنتقل عم فرح إلى زوجة أبية الثانية وعاش عندها
أمرأة كبيره في السن وفي المنزل أخت لأحمد
عاش أحمد في هذا المنزل
وكان يذهب إلى أبنه أخيه
فرح الذي يحبها
ويحب الجلسة معها
كانت فرح أيضاً تحب عمها
فكانت لا تشرب القهوة الأ مع عمها
كان يقضي الساعات تلو الساعات مع فرح ما بين الضحك والكلام معها
فجلسة فرح لا تُمل
:
ذهبت فرح ذات يوم لبيت عمها سعود
وهناك كانت اللحظة المهمة في حياة فرح وعمها
قابلت فرح عند بيت عمها فتاة حديثة عهد بالالتزام
أسمها أمل
جلست فرح مع أمل وجلسا يتبدلان الحديث
وكان عمر فرح الخامسة عشر ربيعاً
سألتها أمل
فرح كيف حجابكِ ؟
أستغربت فرح من هذا السؤال فأول مرة يسألها أحد بهذا السؤال
قلت لها حجاب عادي
قالت أمل وما نوعه على الرأس أم على الأكتاف
قالت فرح على الكتف طبعاً
سألتها أمل وهل هو مطرز أو مزخرف
قالت فرح لا لا فهو عادي ولا به الألوان حتى وواسع
:
قالت أمل
فرح هل تسمعين الأغاني
قالت فرح نعم أسمعها
بل أسرح مع بحرها
:
قالت أمل فرح أريد أن أطلب منكِ طلب وكما أتمنى أنكِ تنفذينه
قالت بفرح أبشري يا أمل سوف أنفذه لكِ
قالت أمل فرح عندما أعود للمنزل سوف أرسل عليكِ بعض الأشرطة الدينية
وأريد منكِ سماعها
قالت فرح حسنا حسنا
لكِ يا أمل ما طلبتي
وكانت فرح عندما تسمع محاضرة في المدرسة عن الموت وعن القبر وعن الغناء
كانت تُمزق المجلات وتحطم الأشرطة الغنائية ولكن سرعان ما تعود لها
بعد أسبوع أو أسبوعين
:
وفي الغد أرسلت أمل أشرطه ومطويات وعظية لفرح
وكانت الأشرطة
هي
الفتاة أمل وألم
للشيخ إبراهيم الدويش
وشريط آلحان وأشجان للشيخ محمد العريفي
وشريط أين دارك غداً للشيخ خالد الراشد
:
في الليل وقبل حلول موعد نوم فرح
أحضرت فرح المسجل وأحضرت الأشرطة
وسمعت الأول وكان عن الغناء
سمعته وتدبرت ما قال الشيخ عن الغناء ومفاسده وآثامه
وسمعت الآخر وهو يتكلم عن الموت وعن القبر وعن التوبة
وسمعت الثالث وهو يتحدث عن الفتاة عندما تكون أمل وعندما تكون ألم
:
:
عندما سمعت فرح تلك الأشرطة
بكت بكاء شديد
وسألت نفسها
لماذا الكل ما ردعنا عن الأشياء التى كنت أفعلها ؟
هل أنا حقاً أثمه
يالله أين أنا من ذلك الطريق
طريق الألتزام
قررت فرح وبشجاعة
نعم فقد قررت التوبة
ذهبت فرح وتؤضئت وصلت
ولا أول مرة تصلى فرح بخشوع
صلت فرح ركعتين
وفي السجود
بكت وبكت وأطالت السجود والبُكاء
تبكي وتدعي
:
ومن ثم أنتهت من الصلاة
ذهبت إلى خزانتها
وحطّمت كل أشرطه الغناء
ومزقت كل المجلات الفنية
:
ومن ثم أعلنتها توبة إلى الله
تركت الأغاني وتركت المسلسلات
وتركت كل المحرمات
وأصبحت تصوم الأثنين والخميس
وتصلي قيام الليل
:
وبعد أيام جاء عمها أحمد
فقد طلب من فرح أن تعمل له قهوة لكِ يأخذه معه عندما يذهب لعملة
:
جاء أحمد إلى فرح
وسلّم عليها وجلس يتكلم معها
ومن ثم أعطت فرح عمها القهوة
وأعطته مع القهوة
شريط الذي أثر فيها كثيراً وهو
شريط أين دارك غداً؟
شريط رائع ومؤثر
فقد جعل فرح تفيق من غفلتها
:
أعطته عمها وكل أمل أن يؤثر على عمها
فهي تُحبه وتخاف عليه وتتمنى أن يتغير كما تغيرت هي
:
أعطته الشريط وأعطته مع الشريط مسجل صغير لكِ يسمع الشريط به
ابتسمت فرح وقالت أرجوك يا عمي أسمعه اسمعه فقط
:
ذهب أحمد في الساعة الرابعة عصراً
وسوف يعود في الثاني عشرا ليلاً
:
وكانت تنتظر عودة عمها بأحر من الجمر
فهي تعد الثواني والدقائق لكي تأتي الثانية عشرا
:
تنتظر مجئ عمها
:
ها هي الساعة تُشير إلى الثانية عشرا
وبعدها بدقائق
جاء أحمد
وطرق باب بيت أبو فرح
عندها أسرعت فرح إلى فتح الباب
والتى كانت تعلم أنها عمها
:
أهلاً يا فرح كيف حالك؟
بخير يا عمي
ها بشر كيف أحوالك ؟
ثم قالت أنبقى نتحدث ونحن على الباب
أدخل إلى الصالة لكِ نتحدث
:
سألت فرح عمها
كيف أحوالك يا عمي
قال
آآآآآآآه يا فرح
لم أكن أعلم أنني في غفلة
فقد أفقت من الغفلة بسبب ذلك الشريط
حينها
تمنت فرح لو كانت طائر تطير في أرجاء المكان
من شدة فرحها
قالت حقاً يا عمي
قال حقاً يا فرح
:
وتأب عم فرح بسبب ذلك الشريط الذي أعطته إياه فرح
:
تأب وأصبح هو وفرح يصومون الأنين والخميس
ويفطران معاً
وعودوا لسانهم على ذكر الله
:
وأصبح أحمد من رواد التسجيلات الإسلامية
وما ينزل شريط لا ويجلبة لفرح
ويسمعانه ويزيدون أيماناً وسعادة
فقد عرف أحمد وفرح السعادة
الذي طالما كانوا يبحثون عنها
:
فقد ربى أحمد لحيته وأصبح تزين وجهه الملي بالإيمان ويشع وجه نوراً
وقصراً ثوبه وأصبح يذهب للمجالس الذكر والتحفيظ القرآن
:
فبدء أحمد وفرح طريق الدعوة
فهما لا يران منكراً والأ ينهيانه
ولا معروف الإ ويأمران به
وأصبحوا يوزعان الأشرطة المؤثرة
والمطويات النافعة
:
بل حتى في المناسبات والأفراح
فرح توزع عند النساء أشرطة وكتيبات نافعة
وأحمد عند الرجال بل حتى يقيمون كلمات بسيطة ولكنها نافعة
:
أصبح أحمد يرغب الأطفال بالمسجد بأعطاءهم مبالغ بسيطة من المال وبعض الحلوى
ويأمر الشباب ويرغبهم بالصلاة في المسجد
:
أصبحوا فرح وأحمد على طريق الدعوة
لا يملون ولا يفترون
فهمهم تناطح السحاب
ويحاولون تكفير ذنوبهم التي مضت
مع كانت توجه لهم انتقادات واستهزاء من بعض ضعيفي الأيمان
ولكن لا تهمهم تلك الأراء
:
فكانوا يتنفسون على الخير وعلى الصيام والقيام
وعلى قرأة القرآن
:
ومن يختم قبل الآخر
ومن يصوم أكثر من الآخر
ومن يقوم أكثر من الآخر
:
وكانوا يحرصون أشد الحرص على حضور المحاضرات الدينية
يذهبون إليها ويدعون الأخرين لحضورها
:
وبعد فترة من الزمن
أهتدى على يد أحمد أعز وأقرب أصدقاءه
:
فرح أحمد بذلك وأخبر فرح
وكانت فرح في المدرسة نشاطها الدعوي لا ينتهي
برغم الأستهزاء والكلام عليها
الأ أنها لا تدع طريق الدعوة
أصبحوا صديقاتها لا يجرون على المنكر أمامها
وأصبحوا يستحون منها
كانت فرح تعطي صديقاتهم الأشرطة والكتب النافعة القريبة من الفتيات
:
تعطي وتبذل بدون ملل ولا كلل
:
وفي نهاية العام الدراسي
أعلنت أثنتين من صديقات فرح التوبة
فرحت جداً فرح بتوبتهم
وأصبحت تكلمهم بعد الدراسة
لكي لا ينقلبون ولا ينتكسون
وترسل لهم الأشرطة والكتب حتى بعد الدراسة
:
:
وأتى أمر لا يكن في الحسبان فقد قرر أحمد عم فرح أن يجد له وظيفة رسمية
لانه تعب من الوظائف في القطاع الخاص
:
ها هو أحمد يجد وظيفة جيد نوعا ما لكنها
ليست في المدينة التى يسكن بها مع أهله وأخوانه
فهي بعيدة وفي مدينة آخرى
تقبل الوضع أحمد
وذهب إلى فرح لكِ يخبرها
:
أخبر فرح
وكان الخبر على فرح مُحزن جداً
كيف تذهب الى مدينة آخرى
ومن يساعدان على الدعوة
ومن يعينني على هذا الطريق
ومن أجلس وأشكو له همومي
:
كان أحمد يحب فرح حباً
شديدا
فكان يقول دائما فرح كالماء عندي
:
وبعض قريبات فرح يغارون منها غيرة محمودة
فيسالون عمهم أحمد لماذا تُحب فرح أكثر منّا
فكان يجيبهم
بأن فرح عنده كالمــاء
وأنها غالية
:
ولما يعلموا
:
أن فرح هي التى تغسل ثيابه وتكويها وهي التى تطعمه أذا جاءها جائع
كانت فرح طيبة جداً مع عمها وكأن الله سخر فرح لعمها أحمد والذي كان يعيش حياة صعبة بعيد عن أمة وعن أبية
ولا أحد يهتم به
فرح هي من وقفت معه في الشدائد
فرح كانت تعطيه الأخوة والكلمة الطيبة
فرح بعد الله ثم هي أهتدى على يديها
فكان يقول لها دائما
أنتِ يا فرح التي أنقذ تيني من النار ومهما فعلت ومهما عملت لن أجازي عملكِ هذا
فرح هي أقرب من أخوته إلية وهي تحبه أكثر من خواته
لانه كان أخوهم من الأب فقط
فرح الذي يأتي له يشتكي من بعض الناس
فكانت تهدي من روعة
فرح وفرح
:
وكان هو أيضاً شديد الطيبة مع فرح
فلا يرفض لها طلب البتة
بل عندما كانت فرح مريضة كان هو الذي يذهب معها للمستشفى
وعندما سمعت من عمها الخبر
قالت أرجوك لا تذهب ولا تستعجل
وأن شاء الله سوف تجد وظيفة غيرها
رفض أحمد ذلك وقال فرح لقد أتعبتك معي
ويكفى ذلك والله أنكِ لم تقصري معي يوماً
وأمي دائما تدعي لكِ
:
ها هو أحمد جاء ليودع فرح
وقد وعدها بأنه يكلمها دائما
ويساعدها على طريق الدعوة عن طريق الهاتف
ويخبرها بمواعيد المحاضرات لكِ تذهب إليها
وحقاً وفى بوعده
وكان دائما يتصل على فرح ويكلمهما ويشجعها
ويرفع من همتها
:
أصبحا على هذة الطريقة سنة
وكان يحضر أحمد وقت الأجازات
:
ويقضي أسبوع أو أسبوعان في منزل أخية أبو فرح
:
وكانت فرح تفرح كثيراً بحضور عمها
:
كلم أحمد فرح وقال بأذن الله الأسبوع المقبل سوف أتأتي لاني أخذت إجازه وسوف اقضيها عندكم
:
وكلمها قبل الموعد بيوم
وكلمتها فرح بموضوع يخصها وتطلب منه المشورة فيها
فقال لها هذا الموضوع يطول فيها الكلام فأصبري
حتى آتي
:
قالت فرح نعم
:
وفي اليوم المحدد لمجي
:
أحمد
عم فرح
:
جاء أمر لم يكن في الحسبان
:
وجاء الخبر الذي سياتي لكل أحد
:
مات أحمد
:
نعم مات
:
عرفوا جميع عائلة فرح ما عدا فرح
وكان الجميع مهتم كيف يبلغ فرح
كانت فرح جداً سعيدة بحضور عمها فكانت تنتظره بأحر من الجمر
بل أخبرة كل من تعرف أن عمها أحمد سوف يأتي
:
وأخبروا فرح بالخبر
والذي وقع كالصاعقة عليها
كيف
متى
أين
لا
؟؟؟؟؟؟؟
بكت فرح وبكت وبكت وأصبحت تجول في المنزل
وهي تتلفظ بالألفاظ
تقول
أرجوكم لا تقول هكذا
بالأمس كلمني
:
أرجوكم
لا تقولون مات
وهو ما مات
واصبحت تردد أن لله وأن إلية راجعون وهي تبكي
بكت فرح
وبكت أم فرح من حال فرح
:
فرح تمشي كالمجنونة في المنزل
وتضرب الحيطان وتتكلم
وتقول سوف أخبر عمي أحمد بأنكم تقولون مات
وهو ما مات
كأدت تجن فرح
بل جُنت
:
عندما أيقنت بالخبر
ذهبت إلى أبيها
وقبلت أرجال أبيها
وقالت أرجوك أبي دعني أرى عمي وللمرة الأخيرة
رفض أبو فرح طلبها
:
ذهبت فرح إلى منزل جدها أبو فرح
:
وجلست هناك 4أيام
وظلت فرح 3أيام لا تكل ولا تشرب
الأ القليل من يغصبونها عماتها
كانت فرح طوال تلك الأيام تبكي وتدعي له
وهي مذهولة وهي صامتة لا تتحدث مع احد
فكل الأسرة يعرفون أن أحمد كان المحبب إلى فرح
:
كانوا يحاولون تهديتها
كانت فرح تبكي إلى أن تنام
:
أخبروها أنه مات على خاتمة حسنة وأنه تلفظ الشهادة قبل الموت
فرحت فرح لذلك لكن لوعة الفراق من يطفها
ومن سوف يعينها ومن سوف يشجعها
:
عاشت فرح أيام وليالي
وهي حزينة أشد الحزن على عمها
عاشت وهي تتجرع آلام الفراق
عاشت وكانها غريبة بين أهلها وأقاربها
:
:
وبعد كم سنة
ماتت فرح ومات حزنها ومات ألمها
:
:
أسال الله أن يرحم عم فرح أحمد رحمة واسعة
وأن يرحم فرح رحمة واسعة
:
هذي قصة ليست من نسج الخيال
بل هي من الواقع
وعشت بعض أحداثها من بعيد
وكتبتها بأسلوب بسيط جداً
/
:
:
:
:
وأسال الله الرحمة و المغفرة لهما
:
بقلم
أمل الأمــة