التصنيفات
السياحة والسفر

كازابلانكا .. مراكش .. رحلة الى مدن لا تنسى -للسياحة

.. كازابلانكا .. مراكش .. ..
في طائرة تابعة لطيران الإمارات كنت اجلس سعيدا في المقعد رقم 35 متجها إلى كازابلانكا، وقبل الإقلاع انتبهت إلى معلومات الرحلة التى أمامى فاندهشت لتلك الثمانية ساعات والنصف تلك التى على تحملها كي اقطع المسافة إلى المغرب الجميل ..
قلت لأحد عناصر الضيافة الجوية مداعبا له :يا الهي ثمانية ساعات ونصف وأنا معكم انه لزمن طويل جدا ، فقال لي الشاب ذو اللهجة المغربية الدافئة : يا سيدي ده أنت رايح من أول الدنيا لآخر الدنيا ، فقلت له ضاحكا : لا بل إنا رايح من آخر الدنيا لأول الدنيا ، فضحك المضيف بصوت عال حمل في رناته بعض الامتنان لي بتقدير وطنه وجعله في أول الدنيا- وان كان هو فعلا كذلك – .
انصرف المضيف وتركني مع اندهاشي انظر إلى مدرج مطار دبي من خلال النافذة واضعا في ذهني ملامح الصبر الذي يجب على أن أتوشح به خلال هذه الرحلة .
وللحق فقد خاب ظني ، ولم تكن الرحلة تحتاج لكثير من صبر ، فقد كانت أشواق الوصول تهون علي دقائق الانتظار ، ورحابة المتواجدين معي داخل الطائرة تجعلني امتن لهذا البقاء ، وهذه المضيفة التى جاءت تبحث عني خاصة وهي تبتسم فقد جعلت وجودي لذيذا كطبق الفاكهة الذي وضعته أمامى ، ولطبق الفاكهة هذا قصة طريفة وهي إننى قبل سبعة أيام من السفر ولما أنهيت إجراءات الحجز كان قد سألتني مسؤولة الحجز عما إذا كنت افضل تناول وجبات معينة على متن الطائرة أم لا ، وهي لم تمهلني أن أجيبها بل حرضتني على اختيار وجبة الفاكهة هذه التى تخلو من أية لحوم أو دهون أو مكونات غير طبيعيه فوافقتها دون أن أدري وظننت أن الموضوع سيسقط سهوا ولكن هاهي المضيفة الباسمة تورطنى الآن فيما وضعت أمامى ولا ادري كما سيكون لي الحق في وجبة أخرى أم لا .
دعوت جاري لمشاركتي طبق الفاكهة وقد علت في ذهني خطة أجعل بها الرحلة أكثر إمتاعا فقد قررت أن أعيد تناول الوجبات الاعتيادية عند توزيعها على باقي الركاب وعلى ذلك صرت اقتسم وجبة الفاكهة مع جاري دافعا له نحو الحديث والمشاركة معي والنتيجة هي إنى تناولت أربعة وجبات والاهم من ذلك أن جاري صار صديقا حميما لي ثم والأهم اني قد تعلمت بأن الحياة لن تكون مملة طالما يها أصدقاء وأحباء .
الكاميرات المثبتة اسفل الطائرة وفي مقدمتها كانت تعرض لنا بين الفينة والأخرى صورا عن الأجواء وهي تعبر بنا البحرين ، وقطر ، وجانب العراق فأتذكر الذين يموتون الآن وأتحسس جواز سفري واشعر بالحرج ، ثم اصل إلى الأردن فاحيى فيهم هاشميتهم ، ثم سوريا فأتذكر رحلتى لها قبل شهرين وكيف أنها لم تكن مضيافة كما سمعت عنها ، ثم تصل بي الطائرة إلى البحر الأبيض المتوسط والذي تخلى عن بياضه لسبب معروف ، وما تلبث الطائرة أن تحازى القاهرة أم الدنيا ثم تميل ميلا قليلا لتعبر لارنكا ثم الساحل الليبى ثم الساحل الجزائري بطول المليون شهيد .
السماء تبدو من تحتنا ملبدة بغيوم كثيفة أظنها في اغلب الأحوال ماطرة ولكن ما أدهشنى هو انه بمجر ما ان عبرت الطائرة نحو الأجواء المغربية حتى رأيت السماء من تحتي صافية زرقاء ناصعة والأرض من تحتي كأم حنون تنتظر وليدها ثم هبطت بنا الطائرة .
إن الدعوة التى وصلتني لحضور المنتدى الوطنى للقصة القصيرة المغربية بزاكورة كانت محل تقدير عندي لأنها من أصدقاء رائعين حقا ومبدعين جدا ، وهاهم الآن يستقبلوني في المطار ، وان نسيت أمرا في حياتي فلن انسى جميل لقاؤهم لي في المطار وحرصهم على تخطيط رحلة السفر كما ينبغي رغم أنها لم تكن رحلة قصيرة حيث إنها بدأت من مطار كازابلانكا مرورا بمراكش عبر القطار ثم عبر الحافلة أو الستيام إلى زاكورة الجميلة عروس الجنوب المغربي التى بقينا بها ثلاثة أيام ثم عدنا عبر كازابلانكا لنبقي يوما أخرا في الرباط مدينة الحلم الجميل .
ولنا عودة …

مع تحيات
الكاتب / أسامة رقيعة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.