التصنيفات
نافذة اجتماعية

كيف تدرك الأشياء إدراكا جماليا ؟ ( موضوع يهمك جدا )

نافذة :

أجمل الأشياء تلك التي لا نراها !

——————————————————————————–

الجمال : كلمة ساحرة في دنيا الناس ، وكل انسان يفهمها بما يحسه ويشعر به ويختلف الناس في إدراكه بحسب الثقافة والتربية وتركيبة النفس ، فهناك من يكون شديد الحساسية تجاه الكمال ؛ فعيناه تعملان كما تعمل الة التصوير ولكنها لاتسلط إلا على كل جميل ، ومن يكون كذلك فلابد أن يكون فنانا أو أديبا مرهف الإحساس ، وليس من شأني هنا أن أفيض في أمر الجمال وأقوم بدراسته وبدراسة فلسفته ولكنني أحببت أن ألقي بعض الضوء على جزء مهم من فلسفة جورج سانتيانا في الجمال ، وهي فلسفة جديرة بالاهتمام لأن صاحبها وهب نفسه للجمال يراقبه ويتعرف عليه ويصادقه السنوات الطوال ثم بعد ذلك يقوم بكشف مخدراته الفاتنة وقد أصبحت فلسفته أساسا في علم (الاستتيقا ) تقوم الجامعات الكبرى بتدريسها ..
من ضمن فلسفته ذكر أربع مميزات لإدراك الشيء إدراكا جماليا وهي :

-أنه ( قيمة ) وليس إدراكا لواقع معين أو لعلاقة بذاتها قائمة بين عدة وقائع ، ويعني بأنه ( قيمة ) : أنه انعطاف من الذات وميل وجداني نحو شيء بعينه .

-أنه إحساس ( ايجابي ) لأنه منصب على الشيء الحسن الماثل أمام الشخص المدرك وليس له هو كالحكم الخلقي الذي لا ينشأ إلا عن طريق إدراكنا لجوانب النقص لتنقيتها .

– وهو ( مباشر ) لأنه لايراد به أن يكون وسيلة لمنفعة آجلة ، و( المباشر ) بمعناها اللغوي الحرفي مقصودة هنا ، أي أن تمس (بشرة ) الذات المدركة ( بشرة ) الشيء المدرك ، ويعني أن يتلامس الشخص والشيء ، وأن يكون على صلة في لحظة الإدراك ذاتها .

– ثم هو إلى جانب هذا كله ، وفوق هذا كله ، إخراج للنشوة الذاتية إخراجا يدمجها في عناصر الشيء وكأنها جزء من طبيعته ، وعندئذ ينظر الرائي إلى الشيء الجميل فيحسب أن النشوة والمتعة واللذة منبثقة من الشيء ذاته وصادرة عنه لامن نفسه هو الباطنة ومن طبيعة كيانه العضوي ، وهذا بذاته فارق مهم بين من ينظر إلى الجمال ولايرى فيه إلا شهوته هو ، أي أن هذا الجميل- أيا كان – ليس جميلا إلا عندما تصورته النفس كذلك ولامس شواتها ، فهي ترى جمالها هي أو ما أختارته جمالا ولم تبصر الجمال على حقيقته الذاتية ، ومن هنا يتمايز الناس في إدراك الجمال ، فما يراه الفنان الملهم غير مايراه العامة وأوساط الناس وكم من لوحة فريدة قال عنها انسان إنها لاتعني شيئا !!

هذه لفتة في هذا العلم الجميل لم أرد بها الكمال ولا ماهو دونه وإنما أردت أن أوجه الأنظار إلى حقيقة غائبة عنا ولانشاهدها إلا وفق الطبيعة الانسانية المريضة …

تحياتي للجميع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.