فمحبة الله هي الهديّةُ العليا التي اصطحبها آدم معه من الجنة . ومحبة الله هي الحصنُ الذي يعصم المسلم في قابل الأيام من الانحراف, مهما عصفت به الشهوات أو الشبهات ..
فالذي ينشأ على حبّ الله تعالى لا يمكن أبداً أن ينكُصَ عليه عقبيه . قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا من يرتدَّ منكم عن دينه فسوفَ يأتي اللهُ بقومٍ يُحبُّهمْ ويحبّونه }
والأم الحكيمة تحبّب الله إلى صغيرها , فلا تذكر اسم الله تعالى أمامه إلا في المواقف المسعدة, ولا تُكثر من التهديد بالنّار وبغضب الجبار, فتسلب طفلها الأمنَ والاستقرار !.
والأم الواعية تربي طفلها على الحبّ والرجاء أولاً , وكلّما كبر الطفلُ خوّفتْه من الله أكثر ، حتى يستطيع ولدها أن يطير في فضاء الإيمان إلى رضوان ربه بجناحين من خوف ورجاء , يخفق بينهما قلب نابض بالحب والشكر, ويقودها عقل عامر بالتفكّر والذّكر..
على أنّ خوف المؤمن من ربه هو خوفٌ من الرحمن الرحيم, فهو خوفٌ يسكنهُ الأمل في رحمةِ الله, ويُغشّيه طمعُ المحبّ في كرم محبوبه .
وممّا يُقوي علائق الحب, أن تربط المربّية ولدها بالقرآن الكريم قراءة وتدبّراً وتطبيقاً.. فالقرآن هو كتابُ التربية المثلى, فالحياةُ في ظلاله نجاة .. فلا تبخلي بالجلوس مع أولادكِ في رياض الجنة تحت هذه الظّلال..
يقول شيخ الإسلام"ابن تيمية" رحمه الله: (( القرآنُ هو السجلّ الحقيقيُّ للوجود.. وأنا نادمٌ على كلّ لحظةٍ من عمري قضيتُها في غير معاني القرآن ))
ومما يقوي علائق الحب ربط الطفل بالسنّة والسيرة النبويّة المطّهرة . ففي تدريب الطفل على الاقتداءِ بالسنّة النبوية خير كثير . إذ تزداد محبّته لهذا النبي الكريم ..
كما يعتاد الطفل النظام والانضباط في كل أمر من أمور حياته كلها..
كما يستيقظ عندَه الوعيُ الدائم , والحضورُ الكامل في كل عمل مهما دقَّ, مادام يستحضر نيّة الاقتداء بخاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
ومما يُقوّي علائق الحب والإيمان, أن يعوَّد الطفل ذكر الله تعالى ومناجاته على الدوام .. وأن يُعوّد العبادات , لاسيما الصلاة
إن التربية على الحب والإيمان هي ذروة التربية العليا على الإطلاق . وإنّ الضّالين المنحرفين ينحدرون عادةً من فئتين : فئة الذين لم يتلقّوا تربيةً إيمانية في نشأتهم , أو من فئةِ الذين اقترنتْ تربيتهم الدينية في عهد الطفولة بالقسوة والإكراه والتشويه .
{ إن الخاسرينَ الذين خسروا أنفسَهم وأهليهم يومَ القيامة }[/COLOR]