التصنيفات
الملتقى الحواري

لا تنام إلا على حرير ولا تأكل إلا حلاوة.. – نقاش حر


بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أن رجلا كان يوصي ولده دائما:
يا ولدي إذا مت فلا تنام إلا على حرير ولا تأكل إلا حلاوة..
ومرت الأيام..
ومات الأب ..
حزن الولد على أبيه ..وبعد أن صلى عليه ودفنه..
توجه إلى بيته..
وفي أحد الأيام زاره أحد أصدقاء والده..
فلما دخل البيت تعجب من حال الولد..
الولد متمدد على حرير..وفي يده حلاوة ..ومتململ..
قال الرجال يبدو أن الولد اختل عقله بعد ما مات أبوه..
قبل ما يموت أبوه ما كان يعمل مثل هالحركات..
قال يا ولد وش فيك ليش عايش بهالشكل..
قال الولد: الوالد الله يرحمه كان يوصيني دائما ويقول:
يا ولدي إذا مت فلا تنام إلا على حرير ولا تأكل إلا حلاوة..
وأنا الآن أنفذ وصية الوالد..
فضحك صديق والده .
وقال يا ولدي بكرة إن شاء الله عندي شغل كثير في مزرعتي وأبيك تمرني هناك تساعدني..
قال الولد أبشر ما عندي مانع..
اليوم الثاني الصباح بدري وبعد ما صلى الولد الفجر راح المزرعة..
فبدأ يشتغل مع الرجال وكان الشغل كثير ومتعب..فبعد ما اشتغل ساعة قال يا عم تعبت بأروح أرتاح
قال : لا لا فين ترتاح لا زم نخلص الشغل كله بعدين نرتاح أنا وإياك..
قال الولد :طيب على الأقل فطور أنا جعت..
قال :يجيك الفطور لكن اصبر الحين..يجي في وقته..
فاستمر في شغله ساعة ثانية وقال يا عم أبي أروح أرتاح..تعبت..
قال:إذا خلصنا..الحين ما فيه راحة..
بقوا يشتغلون إلى الظهر وعندما أذن توضأوا وذهبوا للصلاة ثم رجعوا..
وبعد الظهر..جاء الرجل بكسرة خبز يابسة وماء ..
ما صدق الولد يشوفها فبدأ الولد بالأكل والرجل ينظر إليه ولما انتهى من أكلها..
قال الرجل : هاه يا ولدي كيف كان الأكل والله يا عمي هذي أحلى أكلة أكلتها بحياتي..
حتى من حلاوتها كأني آكل حلاوة!!..
ثم رجعوا للعمل من جديد..
وكان الولد يعمل ويجتهد حتى إن العرق يتساقط من جبهته من شدة التعب..
ولما أذن المغرب صلوا المغرب ثم جلسوا يسولفون وينتظرون صلاة العشاء..
وبعد أن صلوا العشاء ومن شدة التعب رجع الولد إلى المزرعة ومن تعبه لم يأخذ حتى فراش
وإنما وضع جنبه على الأرض وذهب في نوم عمييييق..
في اليوم التالي وفي الصباح الباكر..عندما استيقظ الولد ..
قال له الرجل صديق والده :يا ولدي كيف كان نومك البارحة..
قال يا عمي نمت نوم من حلاوته كأني نائم على حرير..
قال : يا ولدي هذا هو مقصود والدك بقوله لا تنام إلا على حرير ولا تأكل إلا حلاوة..
نعم عندما يحس الإنسان بتعب اللقمة الحلال تكون من أهنأ اللقم التي يأكلها ..
وعندما يجهد ويتعب في هذه الحياة يحس بطعم الحياة ..يحس بقيمة الحياة..
عندما يكون له أهداف يجهد لأجلها ويتعب من أجل تحقيقها..
عندها يكون لحياته طعم..ولا يعرف الطفش لأن عنده هدف يسعى لأجله ..فكيف يطفش ويمل..
أما الإنسان الذي يعيش بلا هدف ولا تعب في تحقيق الهدف فإنه يعيش حياة
مملة ومتعبة لنفسيته..حتى وإن كان يعيش في ترف ونعيم وحياة مرفهة
فإنه بالتأكيد سيسأم ويمل ..لأنه بلا هدف..
ولا أضر للإنسان من الترف والفراغ فإنها سبب لفساد الشخص وتعاسته..
وقد قال عمر رضي الله عنه:"إني أكره أن أرى الرجل سبهللا ليس في عمل دنيا
ولا في عمل آخرة"

وأخشى أن الغرب والصليبيين شغلونا فترة من الزمن بأكل الحلوى والنوم على الحرير..
ولكننا نحمد الله على استيقاظ الأمة ونسأل الله لها النصر..
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى…

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.