د.عبدالرحمن أقرع
بالدمعِ الرائقِ فوق الخدِّ الزاهِر ِ
خطت عيناكِ قصيدةَ عشقٍ لي
بيراعِ اللَحظِ البشناقيِّ الآسِرْ
وامتزجَ الدمعُ بوهجِ الشمسِ
ليرسم صبحاً
فوقَ رِمالِ البحرِ الساكِنِِ..
ذاتَ لقاءْ
لم نَحتَجْ قاموسا يا فاتنتي
فنسائم هذا الصبحِ..
بكلِ لغاتِ الكونِ تغني
والأرواحُ إذا ما اتخذت إشبينا
من هذا البحرِ سيطربها أيُّ غِناءْ
ما جدوى القاموسُ إذن
والجسدُ الممشوقُ تلاعِبه الأضواءْ
والشعرُ يسافِرُ فوقَ الريحِ
كَنِسرٍ ثائِرْ
والبسمة من رحمِ الأحزانِ…
تفيضُ بهاءْ
لكني
حاولت قراءة أبياتٍ ..
خطتها الدمعاتُ الحرى
فوق الوجهِ الوضاءْ
فانطفأ سراجُ الفرحِ الغامِر في عينيكِ
واحتضرت بسمتكِ الخجلى في شفتيكْ
فانطفأتْ شمسُ نهارٍ زاهِرْ
وثارَ الموجُ
وناحَ البَحرُ
وضج النورَسُ يبكي ألماً
أدركت بأن القدرَ الجاثمَ
خلفَ كثيب الغيبِ ..
سينهشُ فرحي
بالأنيابِ وبالأظفارْ
ومن أشلاءِ الفَرَحِ الميّتِ…
يبني فُلكاً
سيحجِب وجهَكِ ..
خَلفَ سِتارٍ من أسفارْ
لِتَبقى الذِكرى
ذكرى امرأةٍ تُدعى (مايا)
نبتت ورداً في كوسوفا
ذبلت عطشا في بستانِ الأغيار
من يسألُ منكم عن (مايا) ..
أخبِرُهُ عنها
(مايا) وُلِدَتْ ذاتَ صباحٍ
غسلتها الدايةُ بالطلِّ المتساقِطِ ..
من زَهرِ التفاحْ
فانتفضتْ جسداً
رَتَعتْ طِفلَة ْ
كانت تلعبُ فوقَ الثلجِ
كانت تجمَعُ ما يتساقَطُ
من ريشِ الأطيارِ..
لتنسِجَ منه وشاحا
وتغني للشفقِ الأحمَرِ
حينَ تغيبُ الشمسُ..
وترقصُ للنجماتْ
لكنَ الريحَ أرادتْ أمرا
فغدا الكوخُ الساكِنُ..
بين يديِّ الإعصارِ هباءْ
وكذاكَ تفرّقَ شملُ الأطيارْ
فزفتْ مايا قسرا للأغراب
وامتصَّ العِلجُ رحيقَ شِفاهٍ ..
لم تتدنسْ
من قَبلُ ولم تلثُمْ إلا وجهَ الأزهارْ
ففرت ذعرا خلفَ البَحرِ..
وصارت ذكرى
يكفيني منها :
أن أعلَمَ أن ضريحاً
ضمَّ رفاتِاً في أرضِ الأغرابِ
سينبضُ عشقاً
سيهتف باسمي كل صباحٍ
كلَّ مساءْ